الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سفير أرمينيا السابق لدى دمشق يتحدث عن الإرهاب التركي.. أرشاك بولاديان لـ«البوابة نيوز»: مرتزقة أنقرة وقود رخيص يهدد الدول.. وأردوغان يسعى لاحتلال العالم الإسلامي وآسيا الوسطى

الدكتور أرشاك بولاديان
الدكتور أرشاك بولاديان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عسكريون أتراك أداروا الحرب مع الأزريين ضد أرمينيا
تركيا ترتكب إبادة جماعية للسوريين
أردوغان يحلم بلقب خليفة المسلمين ويتحدث باسم الدين وينشر القتل والإبادة مثلما فعل أجداده مع الأرمن
النزاع في «ناغورنو كاراباخ» ليس له علاقة بالدين.. والترويج الطائفى هدفه إشعال حرب دينية في المنطقة

جرائم عديدة يرتكبها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من أجل تحقيق أوهامه في عودة الخلافة الإسلامية، وتنصيبه خليفة للمسلمين، ومن هنا يتدخل تارة في شئون الدول وتارة أخرى يعلن الحرب ويرسل جنود أتراك، في العراق وسوريا، وأخرى يرسل مرتزقة يقاتلون بأمره، وفجأة يقف مشلول الأيدى والأرجل على خط أحمر تضعه له مصر فلا يقرب ولا يفكر، فالقاهرة أصبحت بالنسبة له عقدة في حياته منذ سقوط نظام الإخوانى محمد مرسى، الموالى له.
تحركات تركيا المريبة في ظل حكم أردوغان، سببت قلقا كبيرا في العديد من دول العالم، وهذا ما ظهر جليا في الحرب الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان، فهو أدار الحرب عبر إرسال مرتزقة سوريين كما فعل في ليبيا، بحسب البيانات الرسمية الحكومية الأرمينية، وذلك ليبسط نفوذه أيضا على منطقة القوقاز ويعيد فيها وهمه حول أرض الأجداد العثمانيين.
«البوابة نيوز»، حاورت الدكتور أرشاك بولاديان، الدبلوماسى بوزارة الخارجية الأرمينية، وسفير أرمينيا في دمشق السابق، حول جرائم الرئيس التركى، وطموحاته واستخداماته للمرتزقة، وتأثير تصرفاته على العالم.
■ ما حجم التدخل التركى في منطقة الصراع في ناغورنو كاراباخ؟
- من قبل الحرب الأخيرة وتركيا تسعى إلى تنفيذ مخططات خبيثة في منطقة شمال القوقاز، والعالم كله شهد وجود المرتزقة السوريين وغيرهم، الذين يشاركون في الحرب ضد أرمنيا، وكل هذا جاء بدعم وتخطيط تركى غير مباشر، فهى دربت على أراضيها ما يقارب ٤٠٠٠ سورى مرتزق، وبعدها أرسلتهم إلى أرذبيجان عبر الخطوط الجوية الأذرية، ولدى الجهاز الأمني الأرمينى موثقة عن تحركات الإرهابيين من سوريا إلى تركيا إلى أذربيجان، وتم القبض على عدد منهم، وفى جورجيا يوجد خبراء أتراك كانوا يديرون المعارك، الأزردية، ضد أرمينيا.
■ ما الأضرار قصيرة وطويلة المدى لإرسال سوريين كمرتزقة في الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان؟
- ستكون كبيرة جدا، على الكثير من الدول في العالم، ففى حرب أرمينا مع أزربيجان، تم استخدام هؤلاء المرتزقة في عمليات تخريبية كثيرة، وتم وضعهم في الصفوف الأولى، لكونها قوات رخيصة تكلفتها لا تساوى شيئا إذا ما قورنت بالعتاد العسكرى والجنود النظامين، فهم لا يكلفون سوى ٢٠٠٠ دولار شهريا، وهو مبلغ هزيل جدا.
■ تردد في بعض الوكالات العالمية، وجود مرتزقة من جنسيات أخرى أفغانية.. والبعض روج أن الحرب طائفية.. ما تعليقك؟
- هذا أمر في غاية الخطورة ومن يردده من يحاولون استمالة عواطف المسلمين في البلدان الأخرى لينفذوا مخططاتهم الخبيثة، ومنذ بداية الصراع في التسعينيات من القرن الماضى، روج الأزريون أن الصراع بين الأرمن المسيحيين، والأزريين المسلمين، وهذا أمر غير حقيقى، هدفنا استعادة الحقوق المسلوبة لشعب «ناغورنو كاراباخ»، الذى عاش مئات السنين على هذه الأرض، والآن دخول المجاهدين السوريين، وإقناعهم أنهم يحاربون المسيحيين، محاولة شيطانية من تركيا، لتفجير المنطقة في حرب طائفية.
■ هل ستقاضى بلادكم تركيا دوليا بسبب تدخلاتها في الحرب الأخيرة بإرسال المرتزقة؟
- لنا تواصل دائم مع المجتمع الدولى ودول الاتحاد الأوربى خاصة، وبالدرجة الأولى مع روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، كونهم رؤساء منظمة «مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أكبر منظمة دولية للتعاون الأمني الإقليمى في العالم، تقوم بجهود كبيرة لإحلال السلام والاستقرار في العالم وتحفظ حقوق الأقليات، ومكافحة الإرهاب ومنع التسلح، ودخلنا معهم في لقاء ومفاوضات ومحادثات، وناشدنا السكرتير العام للأمم المتحدة، وهم يعلمون بإدارة تركيا للحرب بشكل غير مباشر، وهذا هو الوضع الذى نعيشه اليوم.
ناغورنو كاراباخ، لديها مؤسسات مستقلة، وترفع تقارير إلى المحكمة الأوربية، حول جرائم تركيا وإرسالها مرتزقة من سوريا للمشاركة في القتال.
■ لماذا لا تدخل تركيا في حرب مباشرة مع أرمينيا؟
- أرمينيا عضو في منظمة الدفاع الجماعى مع روسيا التى تعتبر من أكبر الحلفاء، وتركيا لن تستطيع الدخول في حرب مباشرة مع موسكو، حال دخولها في حرب مباشرة مع بلادنا.
■ بحكم عملك سفيرا في سوريا.. ما السبب وراء ظهور هذه الجماعات الإرهابية رغم عدم وجود تطرف في دمشق قبل ٢٠١١؟
- ظهرت تركيا تدعم وتوجه وتنفق الدولارات وتستغل الأحداث لصالحها، واستعانت بمرتزقة من دول أخرى في عمليات القتال، حتى تحولت مدينة أدلب السورية، إلى مصنع لتفريج وإنتاج الإرهابيين، وتوزيعهم إلى العديد من الدول الأخرى لتفيذ مخططات الرئيس التركى.
■ هل هناك مخاوف من تمدد الإرهاب في منطقة النزاع في «ناغورنو كارباخ» عن طريق هؤلاء المرتزقة؟
- نعم.. هؤلاء سيتحركون من جنوب القوقاز إلى الشمال وبالتالى سيكونون في روسيا، وتم ملاحظة وجود خلايا إرهابية غير نشطة في موسكو، وتم القبض على بعضهم، وهذا وباء وينذر بتهديد عام وشامل للعالم كله، وهذا بدأ مع الأزمة السورية، بدأ الإرهاب يطرق كل البلدان بفعل التصرفات التركية.
■ هل الإدارة السورية متهمة في خروج هؤلاء الإرهابيين؟
- إطلاقا دولة وحكومة سوريا بريئة من هؤلاء الذين، دمروا هذه البلاد الطيبة برعاية تركية، والآن تستخدمهم في دول أخرى، ونحن الأرمن لا ننسى ما فعلته معنا الدول العربية في المذابح التى ارتكبتها تركيا، ولن ننسى دور مصر الذى حمت ورعت الأيتام والمشردين والفاريين من المذابح.
تركيا لها طموحات سياسية واقتصادية في كافة المنطقة العربية، والكل يعلم ما فعلته في سوريا وهو شبيه بمذابح الأرمن عبر إبادة الشعب السورى وزرع ما ينفذ مخططاتهم، وأثناء خدمتى في دمشق كسفير لبلادتى، أثناء الاحداث في ٢٠١١، علمت بفتح الحدود التركية مع سوريا لدخول الإرهابيين وإمدادهم بالأسلحة، وكانت المخابرات العسكرية التركية تدير القتال، والآن تركيا تحتل شمال سوريا من الفرات إلى الحزام الحدودى معها، وهذا دليل يكشف طموحاته الاستعمارية.
وأيضا تحاول تحقيق أهداف باستخدام المرتزقة كوقود في الحروب وهذا ما ظهر في ليبيا، من أجل السيطرة على حقول البترول ونهب ثروات هذا البلد.
■ دائما ما يستخدم الرئيس التركى العبارات الدينية في أحاديثه، ألا ترى تشابها بين ما حدث من إبادة للأرمن وبين ما يفعله الآن؟
- بالطبع هم دائما يستخدمون الدين، فعندما طالب الشعب الارمنى بحقوقه وسعيه للاستقلال جعل العثمانيين يقومون بتنفيذ عمليات اجرامية ومذابح في بعض المناطق الارمنية أيام السلطان عبد الحميد الثاني، فكان القتل دون رحمة أو شفقة حيث قتل أكثر من ٣٠٠ ألف أرمنى بين عام /١٨٩٢/١٨٩٦/، وجاء بعده الاتحاديون بشعاراتهم التى طرحوها ووعودهم للأرمن، وقاموا بسياسة معاكسة فقرروا إبادتهم ولاسيما كانت الفرصة مواتية لتفكيرهم بسبب الحرب العالمية الأولى وبعد ذلك تحت عنوان التهجير من منطقة لمنطقة جرت محاولة الابادة والقتل بكل وحشية وهجر الأرمن عنوة فمنهم من قتل في طريق هجرته إلى سورية ومنهم من قتلوه في بيته قبل أن يهاجر إضافة إلى ما استخدموه من تنكيل واغتصاب.
الاتحاديون الأتراك استخدموا الدين لتحقيق أهدافهم، وما كانوا يفعلونه في الماضى هى البذرة التى خرجت منها داعش، بعدما تركوا تعاليم الدين التى تحث على التسامح والسلام، ونشروا القتل والتكفير.
■ ما مصلحة تركيا في منطقة القوقاز؟
- أردوغان يسعى لدخول جنوب القوقاز، وله نيات استعمارية، لكى يتغلل إلى منطقة آسيا الوسطى، أو ما يطلق عليه العثمانيون اسم «الوطن»، وما يقف أمامها أرمينا وهى تسعى إلى إزالتها عبر جرها إلى حروب واستنزافها بالمرتزقة، لكى يبنى الإمبراطورية التى يسعى لها سواء باستعمار المنطقة العربية والإسلامية وشمال آسيا، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا، والحرب التى نشبت بين بلادنا وأذربيجان هى بداية الطريق لتحقيق المشروع العثمانى الجديد في القوقاز.