الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

العقوبات تجبر أردوغان على اللجوء لـ"السياسة الناعمة".. الرئيس التركي يغازل تل أبيب ويسعى لكسب ود المستشارة الألمانية للتراجع عن الجزاءات الأوروبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت العقوبات الأوروبية الأمريكية ضد تركيا خلال الأيام السابقة من أجل إثناء الرئيس رجب طيب أردوغان عن سياساته الاستعمارية من جهة وشراء أنقرة لصواريخ اس – 400 الروسية من جهة أخرى لتكون ضربة جديدة للبلد الذي يعاني اقتصاديًا منذ ما يقرب من عامين تقريبًا.
ومنذ أشهر، تمرّ علاقات تركيا مع هذين العضوين في الاتحاد الأوروبي، في رحلة صعبة بشكل استثنائي، وكذلك مع فرنسا التي تدعمهما.

عقوبات ضد شركات الأسلحة التركية:
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد خرجت بعقوبات ضد تركيا موجهة إلى مؤسستها الخاصة بصناعة الأسلحة، وهو توجه يراه البعض مخففا ما دامت العقوبات لم تشمل دولة تركيا ككل، لكن هناك من يرى أن واشنطن ترغب بضرب "استقلالية" أنقرة في التصنيع العسكري.
وبرّر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو استهداف هذه المؤسسة بالعقوبات بالقول إن الإدارة التركية المذكورة "شاركت عن علم في صفقة مع شركة 'روزوبورون إكسبورت' الروسية.

جزاءات أوروبية:
وأعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على تركيا جراء السياسة التي تتبعها تركيا في شرق المتوسط ومناطق أخرى، إذ أبلغ رئيس المجلس الأوروبي شارل أردوغان بقرار القمة الأوروبية تشديد العقوبات على تركيا، داعيا أنقرة للحوار ولاستئناف المفاوضات مع اليونان وإعادة إطلاق المفاوضات حول التسوية في قبرص برعاية الأمم المتحدة، وأكد ضرورة خفض التصعيد في البحر المتوسط. فيما رفعت اليونان من الإنفاق العسكري بنسبة 57% إلى 5.5 مليار يورو، وذلك على خلفية التوتر مع تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وتتألف العقوبات من حظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أصول الأشخاص وتجميد أصول الكيانات. بالإضافة إلى ذلك، سيتم منع الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي من إتاحة الأموال لأولئك المدرجين.

السياسة الناعمة:
تلك العقوبات المفروضة على تركيا من الكيان الأوروبي والولايات المتحدة جعلت أردوغان في موقف أكثر صعوبة، فما منه إلا أن بدأ يتراجع عن سياساته ويتخذ خيار السياسة الناعمة من أجل تجنب تلك العقوبات.

أردوغان وميركل:
الرئيس التركي أخبر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تركيا تسعى لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي خلال مكالمة فيديو أمس الجمعة. 
وقال بيان صادر عن مكتب الرئيس التركي، إن أردوغان شكر ميركل على "مساهماتها البناءة وجهودها فيما يتعلق بالعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وذكرت تقارير صحفية أن تركيا تدفع أخيرًا ثمن النأي بنفسها عن الغرب وتزايد الاستبداد تحت قيادة أردوغان في شكل عقوبات أوروبية أمريكية. 
وقالت التقارير إن بعد سنوات هددت فيها القيادة التركية المنطقة، وغزت دولًا وهاجمت الأقليات أثناء عملها مع إيران وروسيا، فرضت الولايات المتحدة أخيرًا عقوبات على أنقرة.

أنقرة تغازل تل أبيب:
وأضافت التقارير أنه يتعين على الولايات المتحدة مواصلة العقوبات وعزل تركيا حتى تتغير، فيما سلطت الضوء على تعيين تركيا مؤخرًا سفيرًا جديدًا لإسرائيل في خطوة منها لكسب ود تل أبيب، في محاولة منها للتأثير على الولايات المتحدة للتراجع عن العقوبات.
فيما قال مصدر في الاتحاد الأوروبي لشبكة يوراكتيف الإعلامية المستقلة ومقرها بروكسل: إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سوف “يتراجع” عن سياساته العدوانية، إذا ظهرت الدول الأوروبية في وحدة واحدة.
وقال المصدر: إن أوروبا تدرك الآن أن أردوغان يستخدم تكتيكات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في التعامل مع الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أنه بتحركاته يختبر رد فعل أوروبا، وبالتالي يرى إلى أي مدى يمكن أن يذهب.