الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مخاوف من استمرار التوتر على الحدود السودانية الإثيوبية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توتر كبير في الفترة الماضية، خاصة ومع استمرار الهجمات على القوات السودانية في منطقة الشريط الحدودي، وسقوط متوالٍ لجراحى وقتل في صفوف القوات السودانية، عقب هجوم من ميليشيات مسلحة إثيوبية.
الأمر الذي دفع القوات المسلحة السودانية إلى وصف الأمر بالغزو لأراضيها وإعطاء أوامر بإعادة الانتشار والانفتاح في مناطق داخل حدود السودان بغرض الحيلولة دون استغلال أطراف الصراع في إثيوبيا لأراضينا لانطلاق أى نوع من العمليات".
جاء ذلك في أعقاب أعلن الجيش السوداني عن وقوع خسائر بصفوفه في كمين نصبته ميليشيات إثيوبية على الشريط الحدودي بين الدولتين، الخسائر وقعت بصفوفه أثناء عملية تمشيط قرب الحدود مع إثيوبيا جراء كمين نصبته قوات وميليشيات إثيوبية.
وجاء في بيان مركز الإعلام العسكري، أنه وأثناء عودة قواتنا من تمشيط المنطقة حول جبل أبوطيور داخل أراضينا، تعرضت لكمين من القوات والميليشيات الإثيوبية داخل الأراضى السودانية"، وبيّن أنه "نتيجة لذلك حدثت خسائر في الأرواح والمعدات".
وزادت المواجهات عقب زيارة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك للعاصمة الإثيوبية اديس أبابا ولقاء قيادات رفيعة المستوى حيث ظهرت المعارك في مناطق "الأسرة" وشرق "ود عاروض" بمحلية القريشة، ومنطقة أبو طيور في محلية الفشقة، وعزت المصادر تجدد المعارك إلى تعرض قوات الجيش السوداني لكمين جديد.
وسافر حمدوك على رأس وفد أمني رفيع لمناقشة مشكلات الحدود بين البلدين، وتم الاتفاق على بدء مناقشات بشأنها الأسبوع المقبل في السودان.

مجلس الوزراء السوداني 
من جهة أخرى، أصدر مجلس الوزراء السودانى، بيانا اليوم، أكد فيه دعمه ووقوفه مع القوات المسلحة وثقته في قدرتها على حماية حدود البلاد ورد أى عدوان.
وأشار مجلس الوزراء السودانى، إلى أن المجلس ظل يتابع بحرص واهتمام الأحداث في دولة إثيوبيا والتى بدأت منذ ما يقارب الأسابيع الستة، مشيرا إلى أن البلاد استقبلت الآلاف من اللاجئين الفارين عبر الحدود الشرقية وقدمت لهم المساعدات رغم الظروف التى تمر بها البلاد.
الجيش يعلن تأمين المنطقة الحدودية مع إثيوبيا بالكامل
صرح مصدر عسكري سوداني، الجمعة، بأن الجيش يقوم بتأمين شامل للمنطقة الحدودية مع إثيوبيا.
وأضاف المصدر، في تصريحات صحفية، أنه تم وضع نقاط عسكرية في مناطق سودانية قبالة إقليم أمهرة الإثيوبي.
وأوضح أن رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، وقادة الجيش يشرفون على تأمين المنطقة الحدودية مع إثيوبيا، حسب ما نقلته قناة «العربية».
وكان الجيش السوداني أرسل، تعزيزات كبيرة للحدود مع إثيوبيا، بعد مقتل عدد من جنوده، كما تقدمت الخرطوم بشكوى للاتحاد الأفريقي ومنظمة إيجاد بشأن الاعتداءات الإثيوبية.
كما تفقد البرهان ورئيس الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين، وقيادات من الجيش القوات السودانية في ولاية القضارف بعد حادثة الاعتداء من القوات الإثيوبية وقوات الأمهرا.
وقال الجيش السوداني، في بيانه، إنه يتم التواصل مع أديس أبابا لوقف الاعتداءات من ميليشيات وقوات إثيوبية، مشددا "سنتصدى بقوة لأي محاولات عسكرية لاختراق حدودنا".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إنه يتابع الحادث الحدودي مع السودان، لافتًا إلى أنه لن يؤثر بالعلاقات مع الخرطوم.
شكوى رسمية للاتحاد الأفريقي 
أعلن السودان، اليوم الخميس، تقدمه بشكوى إلى الاتحاد الأفريقي، بشأن الاعتداءات التي تعرض لها من القوات الميليشيات الإثيوبية.
وإلى جانب الشكوى للاتحاد الأفريقي، فقد أرسل السودان شكوى مماثة إلى منظمة إيجاد، وفقا لما أوردته فضائية "العربية".
وتتخذ منظمة "إيجاد" من جيبوتي مقرا لها، وهي منظنة شبه إقليمية، تأسست عام 1996 وفي عضويتها خمس دول، هم السودان وإثيوبيا والصومال وكينيا وجيبوتي، وجنوب السودان وإريتريا.

تعلق أبي أحمد 
أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على أن الهجوم المسلح الأخير الذي شنه ميليشيات محلية على الحدود السودانية لا يؤثر على العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم.
وقال آبي أحمد عبر حسابه على تويتر "الحكومة تتابع عن كثب الحادث الذي شاركت فيه ميليشيا محلية على الحدود مع السودان"، موضحًا أن "هذه الحوادث لن تكسر الروابط بين بلدينا لأننا ننتهج دائما لغة الحوار لتسوية الإشكالات".
وأضاف: "من الواضح أن أولئك الذين يثيرون الفتنة لا يفهمون قوة روابطنا التاريخية".
قطع زيارة حمدوك لأديس أبابا 
الاعتداءات الأخيرة فتحت باب التساؤل حول سبب قطع رئيس الوزراء حمدوك زيارة إثيوبيا بشكل مفاجئ والذي قامت أديس ابابا بالنفي القاطع أن يكون هناك أزمة تسببت في قطع الزيارة، مؤكدة على أن ووصفت بـ"أنجح الزيارات التي حققت أغراضها"، وكان المقرر للزيارة عدة أيام ولكنها لم تستمر سوي بضع ساعات.
وكشفت تقارير إعلامية عزت قطع الزيارة والعودة المفاجئة إلى "وقوع اشتباكات عسكرية بين السودان وإثيوبيا في منطقة شرق نورين، أثناء وجود حمدوك في أديس أبابا الأمر الذي دفعه لقطع الزيارة".
وقال الكاتب الصحفي المهتم بالشأن الأفريقي محمد مصطفى جامع إن الأرجح أن المحادثات جرت في أجواء غير ودية خاصة أن التسريبات تشير إلى أن السودان لديه مخاوف جدية من الصراع الداخلي الإثيوبي، مضيفًا أن كل الأخبار تؤكد استمرار القتال في عدة محاور بعكس ما تقوله الحكومة الإثيوبية.
وأضاف: "اختصار الزيارة في ساعات قليلة يشير إلى اتساع حجم الخلافات، ولكن هناك بصيص أمل في اتفاق الطرفين على عقد قمة عاجلة للإيقاد ولو أنها تأخرت كثيرا إذ كان من المفترض أن تنعقد منذ الأيام الأولى لاندلاع القتال".

ملفات على طاولة حمدوك وأبي أحمد 
وناقش رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الملفات الشائكة وأبرزها أزمة الحدود والجماعات المسلحة والاعتداءات المستمرة على الجيش السوداني الإضافة إلى أزمة اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في إقليم تجراي والبالغ عددهم ما يقرب من 50 الف نسمة.
ويمثل دخول الجيش السوداني مؤخرا أراضي كانت تحت سيطرة إثيوبيا، ملفا مهما في المباحثات، حيث يتوقع إعادة مسألة ترسيم الحدود بين البلدين إلى الواجهة مرة أخرى.
كما تمثل قضية سد النهضة الموضوع الأبرز، خاصة بعد إعلان السودان رفضه أي محاولة من إثيوبيا الاستمرار في عملية الملء الثاني دون التوصل لاتفاق ملزم بين البلدان الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا.

ويرافق حمدوك وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية السوداني المُكلّف عمر قمر الدين، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد، ونائب رئيس هيئة أركان قوات الشعب المسلحة للعمليات الفريق ركن خالد عابدين الشامي، واللواء ركن ياسر محمد عثمان، مدير هيئة الاستخبارات العسكرية السودانية.
تكرار الحوادث 
تكررت الحوادث الحدودية كثيرا خلال السنوات الماضية لاسيما مع بدء موسم الخريف، حيث يعمل نحو 1700 مزارع إثيوبي في مناطق داخل الأراضي السودانية المتاخمة للحدود الإثيوبية.

وظلت المنطقة المتاخمة للحدود السودانية الشرقية والتي تنشط فيها جبهة تحرير تيغراي تشكل هاجسا أمنيا وسياسيا كبيرا للسودان منذ أكثر من 6 عقود، وهو ما ظهر في وتيرة الصعود والهبوط في العلاقة بين السودان وإثيوبيا طوال تلك الفترة.

وفي حين تقول أديس أبابا أن تلك الأحداث تجري بمعزل عن الجيش الإثيوبي، وتلقي باللوم في ذلك على المليشيات المعارضة للحكومة، إلا أن الحكومة السودانية أكدت مرارا على حقها في تأمين حدودها من أي اختراقات قد تشكل تهديدا أمنيا حقيقيا على شرق البلاد.

مخاوف اوسع
وتدور مخاوف جدية من أن تؤثر التوترات الداخلية في إثيوبيا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية الهشة في شرق السودان وكافة مناطق المثلث الحدودي المشترك بين السودان وإثيوبيا وإريتريا التي تحدثت تقارير مطلع ديسمبر عن سقوط ثلاث صواريخ في عاصمتها أسمرة.

وإضافة إلى المخاوف المتعلقة بتدفق اللاجئين ودخول الأسلحة وإنعاش أنشطة الجريمة العابرة للحدود، فإن الصراع الجاري حاليا في إقليم تيغراي يمكن أن يهدد بقطع الطريق القومي الرابط بالميناء الرئيسي في مدينة بورتسودان والذي يوفر الإمدادات الغذائية والنفطية، حيث تصل مسافة الطريق إلى أقل من 30 كيلومترا من بعض النقاط التي يدور فيها القتال داخل مثلث الموت على الحدود السودانية الإثيوبية الإريترية.
وبعيدا عن الدوائر العسكرية، يشدد الجانبان السوداني والإثيوبي أكثر من مرة على ضرورة احتواء التوترات بالطرق التوافقية، وأنها لن تؤثر على علاقات البلدين. واتفق الجانبان في وقت سابق على ترسيم الحدود المشتركة بينهما.