الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحسم والخيار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السؤال الآن، ونحن ندخل في شهور العد التنازلى لتوليد إثيوبيا حسب إعلانها الرسمى الكهرباء من سد النهضة في يونيو ٢٠٢١، هل نقف ساكنين لا نبحث عن حلول عملية للوصول لأماننا المائى الذى يعنى لنا الحياة، فالمياه هى الغذاء والدواء والصحة والعافية؟
لا أعتقد أن مصر تنتظر أن يمن أو يساومها عليها أحد في مسالة حصتها وتوفير المياه لشعبها وستقوم بكل طاقاتها وإمكاناتها الناعمة ثم الرادعة- عند اللزوم- بحل المشكلة وفقا للقوانين والأعراف الدولية التى لن تقف في وجه مصر كما سبق وقال وحذر الرئيس الأمريكى ترامب بأنه لا لوم على مصر في حالة استخدامها الحل العسكرى مع إصرار إثيوبيا في عنادها.
عموما إثيوبيا بمواقفها ومفاوضاتها المملة المستمرة منذ ١٠ سنوات لا تجعلنا نتفاءل كثيرا بإعلان السودان منذ أيام قليلة عقب زيارة رئيس وزرائها عبد الله حمدوك لإثيوبيا ولقائه مع رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد استئناف مفاوضات سد النهضة بعدما سبق وأن رفض السودان خلال الأسابيع الأخيرة مواصلة التفاوض مع إثيوبيا لعدم جدية الأخيرة في الوصول إلى حل.
وهنا لا نملك سوى أن ننتظر ونرى ولكن بدون تفاؤل، فتجربتنا مع الإثيوبيين في مشكلة سد النهضة مريرة، فنحن وأشقاؤنا بالسودان نقدم لهم السبت والأحد وكل النوايا الحسنة الطيبة وهم لا يقدمون لنا سوى العلقم.
انظر إلى تصريحات السفير الإثيوبى في القاهرة ماركوس تيكلى في مقابلة له مع وكالة «سبوتنيك» الروسية والتى قال فيها إن الخلاف القائم حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا لا يمكن حله عسكريًا مضيفًا- لا فض فوه- لا يمكننا حل هذه المشكلة بالقوة بل بالتعاون.
ونحن في مصر نأمل ونحلم بهذا- ولكن عند سؤاله من قبل سبوتنيك عن الأسباب التى تعوق البلدان الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في الوصول إلى حل؟ وعن ماهية أشكال التعاون رد ماركوس تيكلى عائدا بنا لنقطة الصفر وكان كمن يقدم جرعة سم بدلا من الدواء للمريض بقوله هذه المفاوضات تركز فقط على السد ونحن في المفاوضات لا نركز على تقاسم المياه بل ما يتعلق بالسد وتشغيله بطريقة ملائمة لا تسبب أضرارا كبيرة مضيفا لقد أكدنا مرارا أن هذا السد لن يسبب أضرارا بالعكس يمكن لمصر والسودان الاستفادة من تنظيم تدفق المياه وأيضا يمكننا عقد اتفاقات لتصدير بعض من الكهرباء المولدة من السد إلى مصر والسودان إذا أرادوا.
وبالطبع فإن هذا الكلام يقطر سمًا يجعلنا نضع أكثر من علامة تعجب واستفهام وأنا هنا لا أدرى كيف نفصل بناء السد عن الحصص المقررة لكل من مصر والسودان والتى سيتسبب السد في نقصانها لمصر بالذات إن لم نضع النقاط فوق الحروف بشأن التشغيل المناسب والحصص المناسبة لنعيش نحن والأجيال القادمة في أمن وسلام.
ونعود ونقول لقد بات علينا تحمل برود البعض والتحلى بالصبر ولكن ليس إلى ما لا نهاية فعام ٢٠٢١ هو عام الحسم لمشكلتنا مع إثيوبيا بشان حصتنا في مياه النيل فسد النهضة لن يعنينا إذا لم يضرنا وسيكون وبالا وخطرا جسيما إذا ساءت النوايا واختارت إثيوبيا خيار الصدام بيننا وبينهم.
ولكن يبقى أنه مع عدم تفريطنا في نقطة واحد من مياه النيل يظل نهر الكونغو وربطه بالنيل عبر السودان هو الحلم الجميل الذى ننتظر تنفيذه لأجل الأجيال القادمة، وهو الأمر الذى يجعلنا نحتاج لحلقة ثالثة نتحدث فيها عن ربط نهر الكونغو بالنيل ومن أين نتدبر مليارات الدولارات لنجعل الحلم حقيقة.