في ظل استمرار جائحة فيروس "كورونا" المستجد، وعمل بعض دول العالم على إنهاء الأزمة بتوفير لقاح فعال ضد الفيروس، وقد نجحت بعض الدول بالفعل في الوصول إلى لقاحات وبدأ توزيعها للوقاية من الوباء، إلا أن الدكتور "تاكيشي كاساي" المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أكد أن هذه اللقاحات لن توقف الفيروس بالرغم من كونها "واعدة".
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أن اللقاحات الخاصة بفيروس "كوفيد 19" ليست "الرصاصة الفضية لإنهاء الوباء، مضيفًا أن عودة العالم إلى طبيعته يعتمد علينا جميعا، وعلى الإجراءات الفردية التي يتم اتخاذها الآن وفي المستقبل، فإن العدد الأولي للقاحات سيكون محدودا، ويجب إعطاء الأولوية للفئات الأكثر عرضة للخطر، أما بالنسبة للفئات الأخرى، فإن الأمر قد يستغرق ما بين 12 و24 شهرا قبل أن يتلقى غالبية الأشخاص اللقاح.وشدد قائلا: "يجب أن نتمسك بالأفعال والسلوكيات الفردية التي لا تحمينا فقط وإنما تحمي من حولنا أيضًا، مثل غسل اليدين، وارتداء القناع، والتباعد الجسدي، وتجنب الأماكن المزدحمة".
ومن جهته، نوه الدكتور باباتوندي أولووكوري، مدير الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في غرب المحيط الهادئ، إلى أن خطر العدوى بات يهدد الفئات العمرية التي تتراوح بين 20 و29 عاما بسبب "زيادة التنقل" بعد تخفيف القيود، وكذلك بسبب تصور الشباب أنهم محصنين مما يشجعهم على عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.لقاحات حول العالم
رصدت "البوابة نيوز"، أبرز اللقاحات التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية في عدد من دول العالم، كالتالي:
لقاح أسترازينيكا
انضمت شركة الأدوية البريطانية "أسترازينيكا" إلى صف الشركات التي أعلنت نتائج اللقاح الخاص بها المضاد لفيروس كورونا، والذي تطوره بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، فهو لقاح فعال ضد "كوفيد 19" بنسبة 70% للوقاية من الوباء.
لقاح فايزر/بيونتك قدمت شركة "فايزر" لقاح فايزر لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، والذي يحتاج إلى تخزينه عند درجة حرارة منخفضة تصل إلى سالب 70 درجة مئوية، تصل نسبة فاعليته لـ 95%، قد أعلنت الشركة أنها تتوقع إنتاج ما يصل إلى 50 مليون جرعة هذ العام، تكفي لحماية 25 مليون شخص، على أن تنتج نحو 1.3 مليار جرعة في عام 2021.
لقاح موديرناأنتجت شركة موديرنا، لقاح لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، والذي حقق نتائج واعدة جدا بمرحلة التجارب، ويمكن حفظه في درجات حرارة تناسب الثلاجات العادية، أي بين 2 و8 درجات، ويصل نسبة فاعليته لـ 94.5%.
لقاح "سبوتنيك 5"سجلت روسيا في أغسطس الماضي، أول لقاح لفيروس كورونا في العالم وحمل اسم "سبوتنيك"، على اسم قمر اصطناعي من الحقبة السوفيتية، ولكن قبل القيام بتجارب سريرية واسعة النطاق، وتصل نسبة فاعليته لـ 92%.
ومن جانبه، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، المستشار الطبي للمركز المصري الحق في الدواء، إن إتاحة اللقاحات لعمل الوقاية الكاملة لأي مجتمع، والتي تتحقق بتطعيم 70% من أفراد هذا المجتمع، لمتابعة سير الحياة بشكل طبيعي كما كان الأمر قبل جائحة "كورونا"، موضحًا أن التطعيم يكون للمواطنين فيما عدا الأعمار قبل الـ 16 عامًا، والوقاية الكاملة ضد "كوفيد 19" تحتاج إلى جرعات كثيرة للوقاية من الفيروس، مما يحتاج إلى كثير من الوقت لدول العالم لإنتاج هذه الكميات، وبالتالي مما يتطلب استمرار اتخاذ الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي باستمرار وتطهير وتعقيم الأسطح المختلفة.ويواصل عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن درجة الفاعلية للقاحات لم تصل إلى 100% بعد، وبالتالي لا بد من إتباع الإجراءات الاحتزاية والتركيز على كافة التدابير الوقائية، والبعد عن الممارسات الخاطئة في إتباعها مثل ارتداء الكمامات غير مطابقة للمواصفات والتخلص الخاطئ منها وتحقيق التباعد الاجتماعي الحقيقي، فلا بد من زيادة الوعي الحقيقي للمواطنين بخطورة الأزمة.
وشدد الدكتور محمد عبد الحميد شلبي، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، على ضرورة استمرار اتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى انتهاء فيروس "كورونا" المستجد، موضحًا أن اللقاحات تهدف إلى السيطرة على المرض، وليس لإنهاء المرض، حيث إنه بعد حصول المواطنين على اللقاح فلا بد من تحقيق التباعد الاجتماعي وعدم التواجد ضمن التجمعات وارتداء الكمامات الواقية، فإن عدد الإصابات بالفيروس زادت مع بداية فصل الشتاء عالميًا، إلا أنه هناك تشديد على ضرورة اتخاذ هذه الإجراءات وتطبيق الغرامات على المخالفين، ففي ألمانيا يتم فرض غرامات مالية على المواطنين الذين لا يرتدون الكمامات في الشوارع والأماكن العامة.ويضيف شلبي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن أي لقاح يعطي نسبة 80% يكون لقاح فعال، ويكون آمن في حالة الحصول عليه، لأنه ليس هناك لقاح يصل نسبة فاعليته لـ 100%، فقد يختلف تأثيره من شخص لآخر، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد هو الحصول على اللقاح لأنه يحقق الحماية والوقاية من الفيروس، كما أن أعراضه ليست مشكلة كبيرة بل هي تستمر فترة 24 ساعة أو يومين فقط، وهذا الأمر أفضل بكثير مقارنةً بالإصابة بالفيروس واستمرار أعراضه لأسابيع.
