الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

محمد المواردي يكتب: شعب واحد - الدين لله.. «الكريسماس» ليلة ينتظرها الجميع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتجسد الوحدة الوطنية بمصر في أبهى صورها عير مشاهد لن تراها سوى على أرض الكنانة، تعجز فيها عن التفرقة بين مسلم ومسيحي، فالجميع يأكلون ويشربون سويا، ويشاركون بعضهم الاحتفالات والأعياد، وعلى سبيل المثال في منطقة الظاهر الكائنة بوسط القاهرة، ينتظر "عم أحمد" مالك أحد المحال التجارية، ليلة رأس السنة "الكريسماس" من كل عام، لتهنئة الأقباط بتلك المناسبة، وتقديم الورود والهدايا لهم، وتشغيل أغاني أعياد الميلاد، للوهلة الأولى قد تنادي عليه باسم "مينا" ولكن حينما تتعرف عليه تفاجأ بأن اسمه "أحمد"، نموذج صغير يتواجد في جميع أنحاء الجمهورية، إنها "مصر" التي نجحت في القضاء على محاولات إشعال الفتن الطائفية خلال السنوات الماضية، والعكس صحيح ايضًا، فنجد "عم كيرلس" حارس أحد العقارات بمنطقة الفجالة، يشارك المسلمين في تجهيز الفطار خلال شهر رمضان وتوزيع أكياس "البلح" على المارة في الشوارع للإفطار، هكذا "أحمد وكيرلس" يحبهم الله.

عادات وتقاليد يتميز بها أهالي مصر، فبالرغم من تواجد العديد من الطوائف المسيحية بوسط القاهرة وتحديدًا منطقة الظاهر إلا انك تشعر بأن هناك ألفة ووحدة قوية بين أبناء المنطقة، بل نجد المسلمين يقفون لتأمين الكنائس في أعياد الميلاد، فلا مكان للفتن الطائفية إذا أرادت قوى الشر الدخول من بوابتها، فالجميع يعي جيدًا مفهوم "الدين لله والوطن للجميع". 

نموذج بسيط يبرز مدى المشاركة بين الأقباط والمسلمين في منطقتي شبرا والظاهر، هاني عاطف، مالك ورشة لصناعة "الفوانيس"، اعتاد أن يسهر الليالى مع أبنائه وزوجته؛ استعدادًا لشهر رمضان قبل قدومه بأسابيع؛ ويحرص على تقديم أفضل منتج لديه، ويشغل باله بشراء الخامات التى ينافس بها المستورد، وهذا ما نجح فيه بالفعل في رمضان الماضي، حيث يسعى دائمًا إلى صناعة "الفوانيس" التى ترسم البهجة والبسمة على ملامح جيرانه المسلمين، فهو يشارك احتفالاتهم في شهر رمضان، من خلال تصنيع الفوانيس بكافة أسعارها وأحجامها. 

ويحرص الجميع في شراء الفوانيس منه، لمشاركة احتفالات الشهر الكريم، يصنع الفانوس وكأنه يصلي داخل المسجد، فلا تشعر لحظة بأنه قبطي، ها هي الوحدة الوطنية التي امتاز بها الشعب المصري، فيقول "هاني": هذه الصناعة ساعدت على تقوية روابط الوحدة والمحبة بينه وبين المسلمين، وتعمل معه مجموعة من الشباب المسلم بغرض تقوية أركان الصناعة ومنحها مزيدًا من الشرعية، حتى لا يقول بعض المغرضين إننا نمتهن هذه المهنة.

أما الحاج سيد شومان، يقول إن مشاركة المسلمين للأقباط في احتفالات "الكريسماس" واجب، ومفترض أن يكون الاحتفال معهم مثلما يحتفلون معنا في اعيادنا لأننا اسرة واحدة في وطن واحد، مشيرا إلى أن جاره في السكن قبطي: "وأنا بعيِّد عليه وهو بيعيّد عليه" لأن مصيرنا وحياتنا واحدة، ولم يكن هناك من يقول "مسلم" و"مسيحي" موضحًا أن هذه المسميات والتفرقة لم تعد موجودة.