السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الفنان جلال عثمان في حواره لـ«البوابة نيوز»: تأسيس فرقة فنون شعبية بقصر ثقافة الجيزة لأول مرة.. عودة المسرح لـ«ثقاقة مصر الجديدة» بعد 16 عامًا.. وقوافل ثقافية وصحية للمناطق الأكثر احتياجا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما تولى الفنان جلال عثمان، رئاسة إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد بالهيئة العامة لقصور الثقافة، فى أكتوبر 2019، كانت خبرته السابقة تنحصر فى مؤسسات ثقافية أخرى مختلفة تماما عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بداية من إدارته لمسرح الغد، والبالون، والسيرك القومى، المسرح العائم الكبير، والصغير، والفرقة القومية للفنون الشعبية، وقاعة سيد درويش التابعة لأكاديمية الفنون، فكل خبرة هذه الإدارات السابقة تجمعت فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، لأنها جامع شامل لكل أشكال الفنون التى تهم ثقافة المواطن المصرى بكل فئاتهم، بل وهى الأقرب للعديد من مؤسسات الثقافة، لأنها تقدم خدمة ثقافية مجانية دون النظر للتربح.

اكتشف بعد ذلك أن أبعاد الإقليم تمتد لأبعد الحدود، والذى يتمثل فى محافظة القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والفيوم، بنى سويف، وهى تعداد كبير يضم 127 موقعا ثقافيا فى خمسة محافظات، تنقسم إلى مدن، وقرى، مراكز رئيسية فى عواصم هذه المحافظات، بالإضافة إلى المراكز الصغيرة بالقرى والمناطق النائية، التى تعتبر حدودية بالنسبة للمحافظة، وهذا ما جعله يعمل على خطين متوازيين أولهما الجانب الإدارى الخاص بحل المشكلات المتراكمة عبر أزمان سابقة، وثانيهما العمل على استمرارية النشاط.

التقت «البوابة نيوز» رئيس الإقليم للإطلاع على الخطة المستقبلية للإقليم، وبعض المشكلات التى تواجهه وكيفية حلولها إلى نص الحوار..


■ماذا عن استراتيجية الهيئة؟

- تعمل الهيئة العامة لقصور الثقافة على شرائح متعددة للمجتمع المصرى منها: المرأة، الشباب، والعمال، المثقفين، ذوى القدرات الخاصة، نوادى الأدب، والقرية، التى تحتاج إلى مجهود غير طبيعى، والسياسة العامة للهيئة تضع استراتيجية عامة تعمل عليها الأقاليم، التى يبلغ عددها إلى ستة أقاليم، تضم كل منها مجموعة من المحافظات الجغرافية ومسئول عنها رئيس إقليم، وكل فرع من فروع المحافظة مسئول عنه مدير عام الفرع داخل المحافظة، وكل فرع يضم قصور ثقافة، بيوت ثقافة، ومكتبات، سواء عامة أو للطفل، ونوادى الأدب، كل هذه الفروع تحتاج إلى تنفيذ خطط وايجاد حلول بديلة لها، فنحن نعمل من خلال استراتيجية دولة، فبناء الدولة الحديثة لا بد أن يتطلب معها بالتوازى بناء مواطن مصرى مختلف لديه وعى وثقافة وعلى قدر المعرفة بما تفعله الدولة فيما له وما عليه، بالإضافة إلى طابعه الثقافى، والتراثى، والاجتماعى، والبيئى، وكيفية استثمار قدراته فى الوقت الذى تسير فيه عجلة الإنتاج، إلى جانب مساهمة مؤسسات الدولة فى فتح مجالات وفرص للعمل.

■ ما هى الصعوبات التى تواجه الإقليم؟

- أولها مشكلة الفرق الفنية بالإقليم التى تكاد تكون بسيطة، وبالتالى بدأ العمل على إعادة تأهيل وتطوير بعض الفرق الفنية الموجودة، بالإضافة إلى إنشاء فرق جديدة متخصصة منها للفنون الشعبية فى الفيوم، والقاهرة، وهى مسألة مرهقة وصعبة للغاية، نظرا لقلة هذه الفرق التى كانت تنحصر مسبقا فى خمسة فرق فنون شعبية ببنى سويف فقط، وكان تقديرها الاعتمادى فئة «ب»، وكل فرقة منها تحاكى تراث البيئة المحيطة، إلى جانب العمل على التنمية المستدامة والتنمية البشرية، التى بدأت فى إعادة هيكلة المواقع والثقة لها من جديد بهدف إنتاج منتج ثقافى مميز.


■ متى نرى فرقة فنون شعبية بقصر ثقافة الجيزة؟

- بالفعل جار تأسيس أول فرقة فنون شعبية لقصر ثقافة الجيزة، بالإضافة إلى استعادة تأسيس فرقة للموسيقى العربية بكل أشكالها، والتى توقفت منذ سبع سنوات حتى وقتنا هذا، وقد أصبح لدينا الآن رصيد فنى على قدر المستطاع.

كما نخطو الآن على تنفيذ استراتيجية سياسة الدولة، فى الوصول إلى الأماكن الأشد احتياجا للرعاية الثقافية والفنية، وتنمية قدرات المواهب فى كل مكان، وذلك من خلال تنظيم ورش فنية متخصصة فى أشكال عديدة من الفنون سواء فى الرسم، والحرف التقليدية، وإعادة تدوير الخامات البيئية سواء كارتون، أقمشة، زجاج، أسفنج، وغيرها، واستغلالها فى تحويل هذه الأسر إلى أسرة منتجة يصبح لديها جانب إبداعى ذو أهمية، وتنمية المواهب الفنية الأخرى سواء فى مجال الموسيقى، والتمثيل، والفنون الشعبية.. الخ، بالإضافة إلى تنشيط قصر ثقافة تحيا مصر بحى الأسمرات، لأنه كان يعمل دون أهداف معنية لهذا الحى، حتى أصبح الأسمرات الآن وفى غضون سنة لديه مواهب فنية متميزة فى كل المجالات، مع اختلاف السلوك العام لأهالى حى الأسمرات، إلى جانب تخريج الدفعة الأولى لتعليم الكبار التى شملت ٤٠ فردا من الجنسين، والعمل حاليا على المرحلة الثانية من محو الأمية، حتى أصبحت الأسر الآن تشارك فى تعليم الحرف التقليدية، إلى جانب الحرف الخاصة بالخياطة، والتفصيل،.. الخ، والاتجاه حاليا بالدخول إلى روضة السيدة زينب، أهالينا/ ١/ ٢، لأنهما من المناطق الأشد احتياجا للثقافة.

انطلقت القوافل الثقافية للمناطق المحرومة والأكثر احتياجا للتعلم، والانتماء، تحت مظلة ورعاية الدولة والعمل على تلبية احتياجاتهم، وكان آخر قافلة ثقافية بقرية «شكشوك» بمحافظة الفيوم، التى لاقت ترحابا شديدا من أهالى هذه القرية، وكانت نتائجها لمختلف الفئات العمرية فى صورتها المشرفة بحضور محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصارى، وأعضاء المجلس القومى للأمومة والطفولة، وأصبح المستفيدين من هذه القوافل يصنعون الصابون ومشتقاته، والتفصيل، إلخ، إلى جانب الحرف اليدوية، وكذلك اكتشاف وانضمام بعض المواهب الفنية الصغيرة إلى فرق كورال المنطقة الثقافية التابعة لها، بل تواصل القوافل بالمتابعة الدورية كل أسبوعين لهذه المناطق لاستكمال نشاطها وبرنامجها التعليمى، أعقبها قافلة مكتبة أطفيح بالجيزة، إلى جانب العديد من القوافل خلال الفترة الحالية فى بعض قرى ببنى سويف، والقليوبية، والقاهرة، والفيوم، والواحات البحرية الحدودية والمناطق النائية، والتى تتضمن قوافل كاملة ثقافية وفنية، وصحية، وأخرى عينية، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، والتضامن الاجتماعى، والهدف منها تقريب الأسرة من معرفة ذاتها واكتشاف مواهبها مع متابعتها جيدا.


■ ماذا عن البنية التحتية للمواقع الثقافية بالإقليم؟

- بالفعل بدأنا فى تطوير بعض المواقع الثقافية فى الإقيلم بالاتفاق مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتى تضمنت قصر ثقافة المستقبل بمنطقة ١٥ مايو، الريحانى، ببا ببنى سويف، بالإضافة إلى صيانة بعض المواقع الثقافية الأخرى مثل قصر ثقافة القناطر الخيرية، الفيوم، بنى سويف، شرق النيل ببنى سويف الجديدة، وبعض الأماكن الأخرى البسيطة مثل المكتبات، وبيوت الثقافة، ونظرا للظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا، التى اقتصت جزءا كبيرا من ميزانية الدولة لصالح المواطن، فنحن نعمل على أقصى أولوياتنا فى تطوير مواقعنا فى الحدود المسموح بها.

■ كيف تعامل الإقليم مع توقف نشاط المسرح فى بعض مواقعه الثقافية؟

- أنتج الإقليم خلال هذا العام ٥٣ عرضا مسرحيا، على مستوى ثلاثة أنواع من المسرح وهى: «نوادى المسرح، والتجارب النوعية، والفرق الكبيرة»، إلى جانب شباب المخرجين، ومن المفارقة الغريبة اكتشفنا أن قصر ثقافة مصر الجديدة لم يقدم مسرحا منذ ١٦ عاما، وبالفعل بدأ نشاط المسرح به، كما يجرى الآن تحضير عرض مسرحى فى منطقة «الباويط» بالواحات البحرية وذلك بعد توقف نشاط المسرح بها أيضا، وكذلك اعتماد فرقة مسرحية بأبوصير ببنى سويف، والعمل بقصر ثقافة منشية ناصر، والدويقة، ومدينة السلام، وهى من المناطق الأحوج للثقافة، حتى أصبح كل المواقع بالإقليم يقدم مسرحا الآن، يتسع من خلالها لقاعدة عريضة لشباب الفنانين والمخرجين، وسوف يصبح التركيز فى المرحلة المقبلة يتجه نحو القوافل الثقافية للمناطق الأكثر احتياجا للثقافة والفن، داخل القاهرة وشمال الصعيد، والمدن الجديدة مثل الشروق، ومدينة ٦ أكتوبر الجديدة، وحدائق أكتوبر، وغيرها.


■ ماذا عن ذوى الاحتياجات الخاصة؟

- بالفعل بدأنا فى تأسيس فرقة فنية لذوى القدرات الخاصة بقصر ثقافة الجيزة، سواء من ضعاف السمع أو الإبصار.. إلخ، مع الأسوياء منهم من المرحلة العمرية أى «الدمج»، إلى جانب إضافة فرق فنية أخرى فى مناطق الإقليم لذوى القدرات، سواء على مستوى المواهب أو الورش الفنية وغيرها، وذلك لتوفير المناخ المناسب لهم فى التعبير عن ابداعاتهم الفنية ورفع الروح المعنوية، كما لدينا أيضا فرقة كورال أطفال لذوى القدرات الخاصة بقصر ثقافة روض الفرج فى غاية الروعة، وأخرى فى صفط اللبن، والفيوم، إلى جانب فرقة فنون شعبية فى بنى سويف، لذلك فنحن نعمل مع ذوى القدرات الخاصة بشكل جيد.

■ كيف تعاملت قصور الثقافة مع جائحة كورونا؟

- أتمنى زوال هذا الوباء من مصر، لأنه كان سببا فى إرهاق أجهزة الدولة وتعطيل خط سير المشاريع الثقافية بها، فنحن نتعامل مع الموقف باتباع وتنفيذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية المشددة التى أقرتها وزارة الصحة والسكان، حفاظا على صحة وسلامة المواطنين والعاملين أيضا.