الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات "البوابة نيوز" .. "الواجب" قصة للكاتبة شيماء موسى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استيقظ أحمد صباحًا متحمسًا، إنها الثامنة والنصف تمامًا، اليوم هو الموعد المحدد، نهض مسرعًا، غادر الغرفة وذهب يبحث عن والده، طرق باب غرفة النوم ولم يجد ردًا، قرر الدخول دون استئذان، دخل الغرفة وجد والديه مازالا نائمين، قرر إيقاظهما بأسرع طريقة ، لذا شرع في إيقاظهما هاتفيا وهو يدغدغهما ضاحكًا: 
_ هيا هيا يا أبي استيقظ، هيا يا أمى استيقظي، هيا يا أبي كي لا نتأخر. 
نظرت إليه والدته التي لم تكن استيقظت تمامًا بعد هاتفه: 
_ ماذا تفعل هنا يا أحمد! 
اختفت الضحكة من وجه أحمد ليحل محلها الخجل والشعور بالتسرع، نظر إليه والده وقد أخذ الفهم يعلو وجهه:
_ أحمد حبيبي، اشرح من فضلك ما يحدث؟! 
خفض أحمد رأسه، ثم تكلم ليخرج صوته همسا: 
_ آسف أبي، آسف أمي، ولكن أبي أنت نسيت الموعد المهم.
نظر الأب لابنه ثم قال له: 
_ أنا لم أنس يا حبيبي ولكن، ميعادنا الساعة العاشرة.
صمت أحمد وقرر الخروج من الغرفة كى ينتظر في الخارج، نادت والدة أحمد عليه قبل أن يغادر الغرفة: 
_ أحمد هل أنت بخير يا حبيبي؟ أتشعر بأي تعب! 
هز رأسه بالنفي، عدل أحمد من وضع القبعة على رأسه باهتمام شديد، بعد الإفطار ذهب أحمد وأبيه إلى المكان الذى وعده، دخل أحمد والفرحة تتقافز من عينيه، اليوم فقط سينال ما يتمنى منذ بداية العام: كلب! 
نعم، لقد اتفق والده معه على زيارة ملجأ الكلاب، عندما يتم المرحلة الأولى من جلسات العلاج الكيميائي، كي يلعب ويفرح ويقضي يومًا كاملًا مع الكلاب الصغيرة، ينظفهما ويطعمها ويعتني بها، وبالفعل قضى أجمل يوم في حياته.
كان المكان به جميع أنواع الكلاب والجراء الصغيرة الجميلة، لفت نظره كلب صغير فاقد قائمتيه الأماميتين ويعتمد عجلات للمساعدة في المشي، له نظرات طفل تائه ورأسه منكس بحزن، رفع الجرو رأسه نحو أحمد الذى اقترب من الجرو الصغير، ثم سأل الشخص المسئول عن رعاية وتدريب الكلاب الصغيرة: 
_ ما اسمه؟ 
رد الرجل عليه: اسمه ريكو.
ثم ابتسم وتابع: لابد أنه يحبك فهو لا يعتاد الغرباء سريعًا.
أحب أحمد الجرو كثيرًا وقام بإطعامه وأيضًا ساعده على اللعب والحركة.
انتهى اليوم واستعد والد أحمد للذهاب، حين سأله أحمد:
_ أبي هل أستطيع أن أخذ ريكو للمنزل؟
سأله والده: 
_ ولماذا ريكو على وجه الخصوص! 
تمتم أحمد دون تفكير: أحبه، ولأنه يحتاجني.
ابتسم والده، أصبحت زيارات أحمد لريكو هى نزهته الأسبوعية حينما يستطيع وتسمح حالته الصحية.
فجأة توقفت زيارات أحمد ، كان ريكو يشعر بالحزن لا يهتم باللعب أو الطعام، أما أحمد فلقد اشتد عليه المرض وأصبح طريح فراش المستشفى، لازمه والده ووالدته يدعوان الله أن يرفع عنه وطالبين من الله معجزة تجعله يفتح عينيه ويبتسم.
_ ثلاثة أشهر مرت، وكأنه بالأمس فقط كنّا هنا نلعب ونضحك، من أجلك أنت يا أحمد.
استجمع والد أحمد شتاته ودخل إلى الملجأ بخطوات متثاقلة، خافضا رأسه منحنيا وكأنما العالم يقبع على ظهره، رفع نظره واتجه ناحية ريكو مباشرة، مد يده يربت على الجرو الصغير الذى اقترب منه ببطء، ساندًا وجهه بين يدي والد أحمد كأنما يشتم فيه رائحة صديقه الوفي.
اقترب مسئول رعاية وتدريب الكلاب يسأل عن أحمد، لم يرد والده وإنما جلس بجوار ريكو يهمس له: 
_ جئت لأنفذ وصية أحمد الأخيرة، لأساعد من يحتاج المساعدة، أنا هنا من أجل تبني ريكو.