السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

خالد كمال يكتب: أقوى كيلومتر مربع في مصر

خالد كمال
خالد كمال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشهد مبهر يحدث ربما للمرة الأولى في التاريخ النيابي والبرلماني في مصر، هذا المشهد استدعى تنافسا شرسا في الجولة الأخيرة في الانتخابات البرلمانية والذي جعل النتيجة معلقة حتى الدقائق الأخيرة بين اثنين من اقوى البرلمانيين أداء في برلمان 15-20، وهم الحاج أحمد فؤاد أباظة النائب، المخضرم والخبير السياسي والشعبي بامتياز، والذى بنى علاقة تاريخية معقدة ومتشابكة وقوية مع قرى ومركز دائرة أبوحماد بمحافظة الشرقية من خلال ما قدمه من خدمات وما أحدثه من تغيير إيجابي متمثل في توفير فرص عمل وتحديث مستمر للبنية التحتية، إلى حد ما، حيث ما زال المركز وقراه يحتاج للكثير من الجهد حتى أكون منصفا.


والنائب الشهير اللواء ثروت سويلم، وصف شهير ليس من عندي بل جاء من تقلده مناصب مهمة كضابط شرطة وكذلك تقلده لمنصب المدير التنفيذي لاتحاد كرة القدم المصري لفترة طويلة، مما جعله شخصية معروفة جدا على مستوى جمهورية مصر العربية، بل وكثير من المهتمين بالكرة ورؤساء الاتحادات في الدول العربية والافريقية، إلى جانب كونه نائبا برلمانيا مما جعله قادرًا على تقديم الكثير من الخدمات العامة والخاصة والإسهام بشكل فعال في تطوير وعلاج الكثير من المشكلات المستعصية لابناء الدائرة وإن كان الانصاف أيضا يجعلني أؤكد أن هذه الدائرة ما زالت في حاجة لمزيد من الجهد والتطوير.
هذه المقدمة البسيطة لتعريف القارئ في إيجاز على حجم الشخصيتين وقوتهما ومع ذلك واجها منافسة شرسة قوية شريفة دعمتها شفافية الانتخابات وثقة المواطنين، وأن أصواتهم لها تأثير لذا حاول آلاف الأنصار الموالين للمرشحين الأخرين في الإعادة وهم، الحاج جلال صيام والأستاذ فرج سلامة مساعدتهما على الفوز لتتعلق النتائج الى اللحظات الأخيرة..
ولكن المكسب كان حليفا للشخصيات المخضرمة صاحبة الباع الطويل في العمل العام، وهما الحاج أحمد فؤاد اباظة واللواء ثروت سويلم. 
وهنا بيت القصيد حيث يوجد بالفعل ونتيجة انتخابات الشيوخ منذ شهور بسيطة اثنين من نواب الشورى من نفس المجلس القروي، بذلك يكون هناك لأول مرة في التاريخ النيابي على ما أعتقد أربعة نواب اثنين شيوخ واثنين نواب وجميعهم يعيشون داخل كيلومتر مربع واحد يفصلهم أمتار بسيطة عن بعضهم البعض، وهذا يعطى حصانة قوية لهذا المنطقة الصغيرة بما فيها من قرى وبشر، لذا اطلقت عليها 
أقوى كيلومتر مربع في مصر، وقد تحمل الدهشة البعض الى البحث عن تفسيرات خاطئة وغير صحيحة لهذه الظاهرة النادرة منطلقة من عدم فهمه لسحر هذه المنطقة الصغيرة وارثها التاريخى والحضارى.
في هذا المربع الصغير كان مقرًا لحكم إحدى الأسرات الفرعونية، وبين حين وآخر تأتى بعثات الآثار لتكتشف الكثير والكثير من القطع الاثرية النادرة، مثل قرية صفط الحنة وهى قرية قديمة قدم التاريخ والتي اطلق عليها بالهيروغليفية sopt، أي مدينة الإله سوبت، سيد الشرق وبنى فيها الملك رمسيس الثانى العظيم كثير من المعابد لهذ الإله التي اكتشف بعضها بالفعل، راجع هنرى جوتييه، في كتابه قاموس الأسماء الجغرافية في النصوص الهيروغليفية.
ثم حرف العرب هذا الاسم الى صفط وأضيفت الحنا لغناها قديما بنبات الحنة.
وبها حدث الموقف القرآنى الشهير بين موسي وبنو إسرائيل والوارد في سورة البقرة حيث بها حتى الان مكان يسمى قبة البقرة، راجع ياقوت الحموى في معجم البلدان.
وبها سكن نبي الله يعقوب وابنائه إخوة يوسف عليه السلام حيث اقاموا في أرض جاسان طبقا للتوراه وهى صفط الحنة، وهذا جزء بسيط من تاريخ هذه القرية التي خرج منها النائب في مجلس الشيوخ الدكتور محمد سليم أبو الخير، الأستاذ في جامعة الازهر وأتوقع المزيد في ظل عهد االرئيس عبد الفتاح السيسي والذى يفتح بكل قوة وشفافية المجال للمواهب والقدرات الحقيقية في الظهور من خلال جو تنافسي شريف قدر المستطاع حتى الان.
ثم قرية السناجرة التي يوجد بها فعلا الثلاث نواب الاخرين وهى كانت وحدة واحدة مع قرية الصوة التاريخية أيضا حيث قام عالم الاثارPetrie.W.M. F بترى فى عام 1906 بالعمل فى المنطقة وإشترك معه العالم Duncan.J.G دنكان، وحاول الأخير بقدر الإمكان أن يحفر أجزاء من منطقة الصوة للربط بينها وبين المناطق الأثرية القريبة ذات الأهمية الأثرية مثل منطقة صفط الحنا بر- سبدو، ومنطقة تل بسطا بر- باستت.
أشار بتري Petrie.W.M.F بتري بأن هذه المنطقة "الصوة" هي جبانة عاصمة المقاطعة رقم عشرين بر- سبدو، صفط الحنا الحاليـة، من مقاطـعات الوجـه البحري، والتي بدأ الدفـن فيهـا مع نهاية الأسرة الثامنة عشر حتى العصـر الروماني وهذا أيضا ما أكدته بعثة جامـعة Liverpool.Un ليفربول، التى قامت بمسح المنطقة ودراستها عام 1986 وأشارت بأن مناطق الصوة والخلوة والشيخ ذكرى وكفر أبو النور، كلها داخل الكيلو متر المربع المذكور، هم جبانة عاصمة المقاطعة رقم عشرين من مقاطعات الوجه البحري. إحتوت على العديد من المقابر، التى عثر بها على أعداد كبيرة من الآثار متمثلة فى بقايا ورق البردي تمائم، تماثيل أوشابتى، أواني فخارية، أقنعة جصية ملونة، توابيت حجرية وفخارية وخشبية. 
أجرت مصلحة الآثار المصرية في العام 1930 أولى الحفائر بالمنطقة والتي لم تستغرق سوى أيام قليلة جداً على أثر بلاغ من أهالي المنطقة بالعثور على تابوت خشب يحتوى على مومياء، عندما سقط رجل بحماره فى أحد المقابر بالصدفة. 
المنطقة الثانية: منطقة السناجرة قامت مصـلحة الآثار المصرية في أعوام 1971،1965،1964 بالحفر فيها وعثر بها على العديد من الآثار والمقابر ذات الطرز المختلفـة وتم تصفيتـها وتسليمها وتتميز تربتها بالرسوبية السوداء فى بعض أجزائها، ورملية فى بعض أجزائها الأخرى.
وهكذا وطبقا للمراجع العلمية وويكبيديا فهذه المنطقة تاريخية بأمتياز وعريقة وتجرى في دماء أهلها بصفة خاصة ومصر بصفة عامة جينات العظمة والقيادة والنبوة فأهلها كغالب أهل الشرقية يتسموا بالطيبة والمحبة والكرم والرغبة الأكيدة في خدمة الأخر، لعل هذه العوامل الخفية وراء اجتماع هذه القامات العظيمة في هذا المربع الصغير، فلا توجد صدفة في حياة الناس كل شيء عند الله بقدر.
لذا أتوقع منهم مزيدًا من التفانى في خدمة الدائرة كلها من النواب الأربعة مع إتاحة الفرصة لمزيد من الكوادر السياسية الشابة والواعدة في الظهور لتأكيد نظريتى.
أبارك للجميع من حالفه التوفيق ومن لم يحالفه.
في النهاية جميعنا أبناء حضارة عظيمة وسامحونى إن جانبتنى الموضوعية أحيانا لانى أنتمى لهذا الكيلومتر المربع.