الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اخرجن فالباب مفتوح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شعرت بحزن شديد حين رأيت صورة تشاركها بعض مستخدمي فيس بوك. يعود جزء من الصورة لعام ١٩٦٤م وهو تاريخ إنتاج فيلم (الباب المفتوح) للمخرج هنري بركات عن قصة د. لطيفة الزيات، والجزء الآخر يعود لعام ٢٠٠٧ م وهو تاريخ إنتاج فيلم (تيمور وشفيقة) للمخرج خالد مرعي عن قصة تامر حبيب. تشتمل الصورة على جزئين من حواري مشهدين من كلا الفيلمين، الأول على لسان تيمور (أحمد السقا) مخاطبًا شفيقة (منى زكي) يقول فيه: "مش شايفة إنك غلطانة؟ يعني الغلط مني؟ ماشي.. ده أسلوبي ومش هيتغير، وأنا شايف إنك غلطانة ولازم تعتذري، وإنت حاسة بالندم من جواكي كمان، ويا قبلت اعتذارك يا ما قبلتوش".

أما الجزء الثاني فمن حوار مشهد من فيلم (الباب المفتوح) على لسان حسين (صالح سليم) مخاطبًا ليلى (فاتن حمامة) يقول فيه: " أنا أحبك وأريد منك أن تحبيني، ولكن لا أريد منك أن تفني كيانك في كياني ولا في كيان أي إنسان. ولا أريد لك أن تستمدي ثقتك في نفسك وفي الحياة مني أو من أي إنسان. أريد لكِ كيانك الخاص المستقل، والثقة التي تنبعث من النفس لا من الآخرين. عندما يتحقق لك هذا لن يستطيع أحد أن يحطمك، لا أنا ولا أي مخلوق".

ربما يقول البعض أن لكل شخصية إطارها الدرامي والاجتماعي، ولن أختلف معهم لأنني أؤمن بالنظريات التي ترى أن أحد علامات السينما الناجحة إثارة الرؤى المختلفة لذات الموقف الدرامي، لكنني أجدنا في حاجة شديدة لتكرار تلك الجمل التي سمعناها ونذكرها بقوة على لسان الراحل صالح سليم الذي قدم رسالة مهمة في الباب المفتوح، سنذكره جميعًا كرجل (جنتلمان) مرفوع الرأس موفور الرجولة ومع ذلك يطالبها بأن تكون كيانًا مستقلًا قبل أن تحبه. ويتعارض هذا مع الكثير من الأفكار التي بشهادة الكثيرين تصحو من قبرها لتنادي ببعض الرجعية حتى يستقيم حال المجتمع ولا ينظرون أبدًا لأي مجتمع يتجهون إليه بأنصاف كيانات لن تقدم أبدًا إنتاجًا كاملًا ولا رؤية كاملةً لأبناء المجتمع بالضرورة، حيث إن العقل يعطي الصورة التي تسكنه.

ناصرت تجنيد الفتيات، ولا أرى في رأيي أن هناك ضرورة لإهدار مال ووقت في الدعوات للمساواة بين المرأة والرجل لأنه ليس من المنطقي أن نطالب بحقوق نملكها في الأصل. كل من الرجل والمرأة في الأساس يعرف أنه مستقل ولديه ذات الحقوق الإنسانية ولكنه قد لا يمارسها. ببساطة نحتاج لدعوة كل امرأة لأن تخرج من الباب "المفتوح أساسًا" وتمارس حقوقها، ولتتهم من يتهمها بالخروج عن المألوف بالظلم في جرأة. وعلينا جميعًا أن نعين بعضنا وألا نصمت مادام حقًا.