الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بعد نفي «أديس أبابا» طرد البعثة الدبلوماسية لـ«جوبا».. تعرف على أهمية جنوب السودان في مفاوضات "سد النهضة"

مفاوضات سد النهضة
مفاوضات "سد النهضة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نفت وسائل إعلام، وحسابات إعلامية مقربة من الحكومة الإثيوبية، اليوم الاثنين، تقرير إخباري يفيد بأن أديس أبابا طردت البعثة الدبلوماسية لدولة جنوب السودان، مشيرين إلى أن هذا التقرير يتضمن "معلومات خيالية".
كما نفت المتحدثة الإعلامية للخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، في تصريحات صحفية، ما جاء في التقرير، واصفه إياه بـ"غير دقيق ولا أساس له من الصحة".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، على متانة العلاقة بين أديس أبابا وجوبا، مشيرا إلى أنهما يرتبطان بعلاقات قوية في مختلف المجالات، داعيا في الوقت نفسه إلى تجاهل هذه الشائعات، التي تهدف إلى إرباك علاقات البلدين.
وكان موقع "سودان بوست" الإخباري قد ذكر أن الخارجية الإثيوبية منحت بعثة جنوب السودان، مهلة 72 ساعة لمغادرة أراضيها.
وزعم التقرير أن السبب هو تواجد عدد من زعماء التجراي، الذي تحاربهم الحكومة المركزية حاليا، في العاصمة الجنوب سودانية جوبا.

- موقعا استراتيجيا
تحتل دولة جنوب السودان موقعا استراتيجيا في المحيط الإقليمي بالنسبة لإثيوبيا. وبحسب مراقبين فإن أهمية جوبا باتت محورية لكل من القاهرة وأديس أبابا في دعم موقف كل منها في مفاوضات سد النهضة، وكذلك مسعيهما لدور إقليمي مؤثر.
وبحسب تصريحات صحفية للدكتور أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، تسعى إثيوبيا لاستقطاب أكبر عدد من دول حوض النيل لصفها، حيث ترفض الإقرار بحصة تاريخية لمصر في مياه النيل، والتي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا، مؤكدة أنها جاءت بموجب اتفاقيات استعمارية قديمة.
وتقول الطويل إن إثيوبيا تتنافس مع مصر على دور إقليمي مؤثر، وعادة ما تعمد إثيوبيا إلى محاولة إزاحة مصر من أي دور في محيطها، ومن ضمنه جنوب السودان التي يمكن أن تلعب دورا في قضية سد النهضة، عبر دعم أي من الطرفين، فضلا عن أهميتها في زيادة المياه المتدفقة إلى مصر، من خلال المشاريع التي تقلل فواقد نهر النيل.

- اتفاق على التعاون المخابراتي ومكافحة الإرهاب

في سبتمبر الماضي توصلت أديس أبابا وجوبا لاتفاق تعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والجرائم العابرة للحدود وقضايا الأمن البيئي والإقليمي وبناء القدرات وتبادل المعلومات، وذلك بعد مباحثات وزيارات متبادلة لوفود من جانب الطرفين.
وقال بيان صادر عن جهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي، أن المباحثات ركزت على ضرورة تنسيق الجهود وتبادل المعلومات بشكل وثيق لمنع كل ما من شأنه تقويض السلم والأمن في البلدين.
ولفت إلى أن جهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي سيقوم بمشاركة خبراته وتسهيل التدريب وبناء القدرات لجنوب السودان في مجال الأمن والمخابرات، بما يمكن البلدين من تقديم مساهمة إيجابية للأمن الإقليمي والمحلي والقضايا ذات الصلة.

- قوة مشتركة لمراقبة حدود البلدين
في نفس الشهر من عام 2018 اتفقت جنوب السودان وإثيوبيا على تشكيل قوة مشتركة لمراقبة حدود البلدين، وذلك بعد أعوام من الخروقات الحدودية وهجمات العصابات المحلية.
وقالت مصادر رسمية في عاصمة جنوب السودان، جوبا، إن القوة الجديدة ستكون ذات طابع أمني وستعمل على مكافحة التهريب والاختراق غير الشرعى للنازحين ومكافحة المخدرات وتهريب الأسلحة.
وتم توقيع الاتفاق بعد يومين من المحادثات في جامبيلا الإثيوبية، اختتمت بمشاركة من قادة من الشرطة وأجهزة الأمن في البلدين، ومحافظى ولايات التماس الحدودى بين البلدين. وكانت "جامبيلا" شهدت عام 2016 مذبحة لقى فيها 200 إثيوبى مصرعهم، واختطف 100 طفل بواسطة مسلحين ينتمون لقبائل موريلى من جنوب السودان، ما أدى إلى حدوث توترات في علاقة البلدين، رغم إطلاق سراح نصف المختطفين. وبموجب الاتفاق، طالبت أديس أبابا سلطات أمن جوبا بإعادة باقى الأطفال الإثيوبيين المختطفين لدى قبائل موريلى، 50 طفلا.