الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دير القديس يعقوب الفارسي.. مشاغل لرسم الأيقونات والخياطة والتطريز وتجهيزات الكنائس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


دير القديس يعقوب الفارسي هو أحد الأديرة التابعة لأبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما في لبنان. يحتلّ الطرف الشماليّ من قرية ددّه في منطقة الكورة. وهو موقع استراتيجيّ على هضبة ارتفاعها مائتان وثلاثون مترًا تشرف على بلدة القلمون الساحليّة. يقع على بعد سبعة كيلومترات من مدينة طرابلس، واثنين وثمانين كيلومترًا من بيروت. يقدَّر عمر الدير بأكثر من ثمانمائة سنة. حيث تؤكّد التحقيقات التاريخيّة أنّ البناء لم يُشَد كلّه في عهد واحد، وهذا ما تشهد به حيطان البناء، القناطر المعقودة، السقف المعقود، سماكة الجدران.

تاريخه

لا يوجد في الدير مستندات أو وثائق أو مخطوطات يمكن من خلالها تأريخ زمن نشوء الدير بشكل دقيق بسبب تعرّض الدير مرّات عديدة للحرائق ممّا أتلف الكثير من الإيقونات والكتب والمخطوطات التي كان من الممكن أن تؤرّخ زمن تأسيسه. وممّا زاد من غموض هذا التأريخ هو احتراق دار المطرانيّة كلّيًّا في طرابلس أثناء الحرب الأهليّة اللبنانيّة. ووفق ما جاء نحو العام 1600 لدى الرحّالة الروسيّ بارسكي كانت مباني الدير تتحلّق حول الكنيسة وتضمّ اثنتي عشرة صومعة وقاعة طعام ومضافة للمسافرين وغيرها من الأبنية.

في العام 1620 كان يعيش في الدير رئيسه زكريّا القبرصيّ الذي عيّنه البطريرك إغناطيوس الثالث (1619 – 1634) ومعه خمسة رهبان أو ستّة. كما أورد مؤرّخ الكرسيّ الإنطاكيّ الدكتور أسد رستم في كتابه "كنيسة مدينة الله إنطاكية العظمى" (الجزء الثالث. صفحة 50)، أنّه خلال جولة البطريرك مكاريوس الزعيم صيف 1648 جرى ما يلي:
"وفي العشرين من الشهر نفسه قام إلى دير القدّيس يعقوب المقطّع، وقدّس في عيد دخول السيّدة إلى الهيكل"

وقد وجدت رسالة رفعها مطران طرابلس صفرونيوس إلى بطريرك أنطاكية في29 نيسان من العام 1864 تفيد بأنّ الدير كان يسكنه رهبان في تلك الآونة أيضًا، وأنّ العسكر قد طلع إلى الدير وهجم على الرهبان بغية الحصول على ما هو قيّم، ولمّا رفض الرئيس تسليم ما قد ائتمنه عليه الله جرى ضربه ضربًا مبرّحًا كان من نتيجته أن فقد بصره وإحدى يديه وممّا يؤكّد هذا القول أنّه عندما أتت الراهبات إلى الدير في العام 1956 أخبرهنّ أحد الأشخاص الذين عملوا في مزرعة الدير قصّة الدير التي تلقّاها عن والده والتي تفيد بأنّ رهبانًا كانوا يقيمون فيه وأن رئيسهم كان أعمى.

أبنية الدير
يمتاز دير مار يعقوب بأنّه بُني على مراحل امتدّت حتى إلى قرون عدّة. وهذه ميزة ما زال يتمتّع بها إلى الآن، إذ مذ سكنت الراهبات الدير لم تمرّ عليهنّ سنة إلاّ أجرين فيها العديد من التصليح والترميم. فبالإضافة إلى الدير القديم هناك بناءان آخران حديثان. إذن الدير وإن كان واحدًا فإنّه مؤلّف من ثلاث مبان

مبنى مار يعقوب
وهو المبنى القديم الذي استظلّت تحت سقفه الراهبات سنة 1956. وهو عبارة عن عدّة غرف استقبال استُعملت في بعض الأوقات كزرائب للحيوانات، وكنيستين الواحدة تحمل شفاعة حامي الدير القدّيس يعقوب، والثانية شفاعة العظيم في رؤساء الملائكة ميخائيل.

مبنى السامريّة
وقد دعي كذلك تيمّنًا بالمرأة السامريّة التي التقاها الربّ يسوع عند البئر، وذلك لوجود بئر في باحة المبنى. في العام 1986 تمّ تدشين البناء وهو مؤلّف من ثلاث طبقات: السفليّ ويضم مكتبة الدير. الأرضيّ ويضمّ مطبخًا كبيرًا مع غرفة الطعام بالإضافة إلى قاعة فسيحة مع مطبخها لاستقبال زوار الدير. والأوّل وهو جناح خاصّ بقلالي الراهبات.

مبنى الناصرة
وقد تمّ تدشينه في العام 2001 وهو عبارة عن مبنى ضخم مؤلّف من أربعة طبقات

بقايا القديس يعقوب

في العام 1966، وتحديدًا صباح عيد القدّيس يعقوب استقبل الدير ذخائر شفيعه في موكب مهيب يحملها قدس الأرشمندريت جورج شلهوب. كانت الراهبات قد حجّت إلى أورشليم سنة 1964 حيث سجدن لبقايا مار يعقوب الموجودة هناك. فطلبن من المثلّث الرحمات البطريرك الأنطاكيّ ثيودوسيوس أبو رجيلي أن يستميح بعضًا منها من نظيره الأوروشليميّ بنيدكتوس. وقد تمّ لهنّ ما أردن. وكلّ من يدخل الكنيسة يستطيع أن يتبارك من الذخائر الموجودة أمام الإيقونسطاس قرب إيقونة القدّيس.


الجدير بالذكر أن رئيسة الدير هي الأم ففرونيّا وعدد الراهبات هو 29، أما كاهن الدير هو الأب جورج اسبر. كما وتقطنه مجموعة من الراهبات وهو محجّ للتأمل والصلاة والعمل فيه. يوجد مشاغل لرسم الايقونات والخياطة والتطريز وكل ما يتعلق بتجهيزات الكنائس وقد أضيف إلى البناء جناحان كبيران لاستقبال الزوار وطالبات الرياضة الروحية