أقامت النيابة العامة دليلها في جريمة بشعة بسيدي جابر بالإسكندرية عندما أقبل متهم بقتل سيدة عمدا مع سبق الإصرار والترصد بعد أن سولت له نفسه من الانتقام فلبس ثياب الشيطان فكانت روح السيدة ثمنا دفعته بسبب إنسان مكار.
وقد باشرت النيابة التحقيقات مع المتهم وأمرت بحبسه وقرر قاضي المعارضات تجديد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات ولم تنتهي مدة تجديد حبسه حتى أمر النائب العام بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات وذلك لسرعة الفصل في الدعوي لتحقيق العدالة الناجزة.
وفي هذا السياق تنشر "البوابة نيوز"، تفاصيل القضية منذ بديتها حتى إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات وإرسال ملف القضية لمحكمة استئناف الإسكندرية لتحديد جلسة لمثول المتهم أمام العدالة.
بداية الجريمة
تلقت النيابة العامة بلاغًا من شخصٍ بدائرة قسم شرطة المندرة بمحافظة الإسكندرية 21 نوفمبر الماضي يفيد إشعال المتهم النار في المجني عليها لقتلها، وبانتقال الشرطة لمحل البلاغ أدلى شاهدان إليها بإشعال المتهم النار في المجني عليها انتقامًا منها لإبلاغها عن ارتكابه واقعة سرقتها من قبل وبإجراء التحريات حول الواقعة أسفرت عن سكب المتهم مادة بترولية على المجني عليها وإشعاله النار بها قاصدًا قتلها انتقامًا من شهادتها ضده في واقعة سرقة ارتكبها سلفًا، ذلك بعدما تمكن من الوصول إلى غرفة نومها، وقد التقطت كاميرات مراقبة بمحيط مسرح الحادث لقطات للمتهم حالَ شرائه المادة البترولية وتوجهه إلى مسكن المجني عليها.
معاينة النيابة توضح الجريمة
انتقلت النيابة العامة فور تلقيها البلاغ والتحريات إلى مسكن المجني عليها لمعاينته فتبينت آثار حريق به وببعض الملابس، والتقت بطفلين فيه شاهدا الواقعة قرَّرا أن المتهم لما طرق باب المسكن وفتحه أحدهما دفعه المتهم ودلف إلى غرفة المجني عليها حائزًا زجاجة بلاستيكية تحوي مادة سائلة سكبها على المجني عليها وسحبها عنوة إلى باب المسكن وأشعل النار فيها ثم لاذ بالفرار.
القبض على المتهم
تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبط المتهم ألقت القوات القبض عليه، وأقر خلال استجوابه في التحقيقات بارتكابه الواقعة وقصده منها قتل المجني عليها انتقامًا من سابقة اتهامها إياه بارتكاب واقعة سرقة لم يثبت اتهامه فيها وأُخلي سبيلُه منها، وقد سألت «النيابة العامة» شهودًا رأوا المتهم خلال ارتكابه الواقعة أكدوا ذات الرواية التي انتهت إليها التحقيقات، وتعرفوا على المتهم خلال عرضه عليهم عرضًا قانونيًّا، كما سألت «النيابة العامة» عامل محطة وقود –حسن النية– قرَّر شراء المتهم كميةً من مادة بترولية سائلة يوم الواقعة، وقد واجهت «النيابة العامة» المتهم بلقطاته المأخذوة من كاميرات المراقبة فأقرَّ أنه الظاهر فيها.
السيدة فارقت الحياة
بعد ارتكاب المتهم الواقعة تم نقل السيدة إلى المستشفي وبعد قرابة 4 أيام تحت الرعاية الطبية أُخطرت النيابة العامة يوم 25 الماضي بوفاة المجني عليها متأثرة بجراحها، فانتقلت لمناظرة جثمانها وتبينت آثار حريق به، فقررت استكمالًا للتحقيقات ندب الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها لبيان سبب وفاتها وإصاباتها وكيفية حدوثها، وندب خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لفحص عينات مأخذوة من مسرح الجريمة ومن الزجاجة التي حوت المادة المساءلة المستخدمة فيها بيانًا لكيفية وقوع الحادث وأمرت بحبسه وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوم.
العدالة الناجزة
أحال اليوم النائب العام المستشار حمادة الصاوي قاتل سيدة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها انتقامًا من اتهامها إياه بسرقة منقولات من جيرانها، وأعد لذلك كمية من مادة "البنزين" سريعة الاشتعال وقداحة، واقتحم غرفة نومها وما أن ظفر بها سكب عليها "البنزين" وسحبها عنوة إلى خارج المسكن ثم أشعل النار فيها محدثًا إصابتها التي أودت بحياتها قاصدًا بذلك قتلها إلى محكمة الجنايات
الدليل والبرهان
أقامت النيابة العامة الأدلة في هذه الجريمة لإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات استنادا إلى شهادة ستة شهود وطفليْن، وتعرفهم على المتهم حال عرضه عليهم عرضًا قانونيًا بالتحقيقات.
فكشف تقرير إجراء الصفة التشريحية بمصلحة الطب الشرعي أن سبب وفاة المجني عليها وكيفية حدوث إصابتها، وما ثبت بتقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية حول فلحص الآثار المادية العالقة بمسرح الجريمة، فضلًا عن إقرار المتهم تفصيلًا بتحقيقات النيابة العامة بارتكابه الجريمة، وظهوره في لقطات أُخذت من إحدى كاميرات المراقبة بمحيط مسرح الحادث حال توجهه لارتكابه جريمته، وما ثبت بتقرير المستشفى الرئيسي الجامعي بالإسكندرية من إصابة المتهم بحرق من الدرجة الثانية في ساعده الأيسر.
