الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"البوابة نيوز" في مواجهة الزائفين.. مغامرة صحفية تكشف سماسرة الأخبار المفبركة..هوس الحصول على "العلامة الزرقاء" يفضح الساعين إلى لقب "كاتب"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد هوس "العلامة الزرقاء" على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعني أن صاحبها "شخصية عامة" أو من المشاهير، مثل الفنانين ورجال الأعمال والسياسيين البارزين وكبار الأدباء، مرتبطًا بمن يقومون بتقليد هؤلاء فحسب، أو من هم في بداية الطريق ويحاولون الشعور بدفعة معنوية تقودهم لإنجاز ما؛ إنما صار ذلك الهوس مُرتبطًا بمن هم خارج تلك الأوساط، لكنهم فجأة قرروا أن يُطلقوا على أنفسهم لقب "الفنان" أو "النجم"، ومؤخرًا "الكاتب والسيناريست" أو "الشاعر الكبير".

القادمون الجدد، الباحثون عن لقب ما، لا يُقدِّمون في الواقع مجهودًا يُذكر سوى التنقل بين عروض سماسرة الأخبار والسوشيال ميديا للحصول على أفضل خدمة بأرخص سعر، والتي تتضمن صفحات مُزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي لها عشرات الآلاف من المُتابعين الوهميين، يزداد عددهم طبقًا للمبلغ الذي يتم دفعه، لكن كل هذا ينقصه "التوثيق" أو "العلامة الزرقاء" التي تمنحها هذه المواقع، وكأنه صكًا رسميًا بأن هذا الشخص قد صار "كاتبًا"، حتى لو لم يكن له عملا واحدا.

السطور القادمة، تحكي تجربة خاضها محرر "البوابة" على مدى أكثر من شهر، وانخرط فيها مع أحد سماسرة الأخبار الزائفة، التي يتم نشرها من أجل أن يحصل أصحابها على العلامة الزرقاء في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اكتشف طرق صناعة تلك الأخبار، بل وابتكر كذلك إضافات جديدة، تجعل تلك الأخبار تبدو حقيقية لغير المختصين في عالم الطباعة والنشر، ليُمكنها المرور من أقسام الديسك والتصحيح في المؤسسات الصحفية الكبرى. وهو ما حدث بالفعل.

أخبار وهمية
من أجل عملية التوثيق، يجب على القائم بالعملية أن يلفق بعض الأخبار عن أعمال أدبية وهمية، تأتي أغلب عناوينها غامضة أو منسوخة من أعمال أخرى مع بعض التحريف؛ حيث يستلزم ذلك البند الدعائي أن يتم نشر تلك الأخبار في خمس مواقع إخبارية كبرى على الأقل، إضافة إلى عشرات المواقع التي تنقل عنها، أو تقل في الأهمية أو الانتشار، المهم أن يكون هناك رابط "لينك" ما، حتى لو تم تزييف عدد مُشاهداته فيما بعد.
ولأن نشر تلك الأخبار الصحفية ضرورة مُلحّة لا يُمكن إتمام الصفقة إلا من خلالها، يعمد سماسرة هذه العملية للجوء إلى بعض الصحفيين الذين أرهقتهم أوضاعهم المادية، خاصة في ظل تدني الأجور في المؤسسات الصحفية، وهو الحافز الذي يدفع البعض للقبول بنشر تلك الأخبار وتسويقها عبر زملائهم في الأماكن الأخرى، في مُقابل مادي يعرضه السمسار، يبدو قليلًا بالنسبة لما يتحصل عليه من العميل راغب الشهرة، لكنه بالنسبة للمحرر يقع في نطاق "فك الأزمة"، فهو على الأقل يُغطي مصاريف يوم أو يومين؛ وهو الأمر الذي يُدركه السمسار جيدًا، والذي يُمكّنه أيضًا من الاستمرار في بث هذه الأخبار كل بضعة أيام، بعد أن يصير المال القليل وفيرًا كلما تم نشر عدد أكبر من الأخبار.

بدأ الأمر مع محرر "البوابة" عبر طلب صداقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من شخص مجهول بالنسبة إليه، والذي سنُطلق عليه هنا اسم "موسى" لإخفاء هويته الأصلية، ولكن وجود بعض الأصدقاء المشتركين، إضافة إلى الفضول، دفع المحرر لقبول طلب الصداقة؛ بعد دقائق أرسل ذلك المجهول رسالة قصيرة تفيد بأنه لا علاقة شخصية بينهما، لكنه رأى في التعريف المنشور لدى المحرر أنه يعمل صحفيًا في "البوابة"، وطلب منه التواصل مع أحد محرري القسم الثقافي، وعندما وصله الرد: بـ"أنني بالفعل أحد محرري الثقافة"، طلب "موسى" التواصل هاتفيًا، و"لم أكد أرسل الرقم حتى أسرع هاتفي بالرنين".


طلب عاجل بالنشر
كان "موسى" يبدو مُتعجلًا للغاية، تحدث بصوت لاهث مُلقيًا عرضه الذي تمثّل في إرسال خبر عن صدور كتاب لمؤلف شاب، يجب نشره في خمسة مواقع صحفية كبرى، حددها بالاسم، سريعًا وفي اليوم نفسه، في البداية اعتقدت أنه المؤلف، فأجبته بأنني يُمكنني مُجاملته ونشره في موقع "البوابة نيوز"، بينما بقية المواقع تعني بالنسبة لي مجاملات لن أفعلها لأننا لسنا أصدقاء، هنا أخبرني بعرضه المالي "في مقابل كل خبر منشور في موقع كبير مائة جنيه"، وأضاف أن لديه محرر صغير يقوم بتسويق نفس الخبر في مواقع صغيرة غير معروفة، وأنه يُعطيه مائتين وخمسين جنيهًا في مقابل إرسال عشرين خبر تم نشره في تلك المواقع الصغيرة، وأنه يفعل هذا دومًا، لكن علاقته انتهت بمن يقوم بالنشر في المواقع الكبرى، لذلك هو يبحث عن بديل.
خلال حديث "موسى" في الهاتف كان عقلي يدور سريعًا، فكّرت في أنني لم أواجه مثل هذا الموقف من قبل، وكيف يبدو هذا الشخص واثقًا مما يفعله؛ ثم جاءت فكرة قبول عرضه سعيًا إلى اكتشاف المزيد، بينما كلماته تتواصل: "سيكون هذا عملًا يوميًا، أُرسل لك الأخبار وتنشرها، وبعد إرسال روابطها الإلكترونية سأقوم بتحويل أموالك على الفور"، وبعد إنهاء المكالمة سارعت بالتواصل مع رئيس القسم الثقافي في "البوابة"، وحكيت له القصة سريعًا فأجابني بعبارة مقتضبة: "وافق وخليك معاه ونشوف إيه الحكاية.. انشر إللي هو عايزه"..

تنفيذ الاتفاق
بالفعل نفذت الاتفاق، وبدأت على مدى أيام في نشر تلك الأخبار وإرسالها إلى زملاء آخرين، منهم من استجاب بينما رفض آخرون بسبب سياسات النشر في مؤسساتهم؛ بالطبع شكرتهم جميعًا دون أن أفصح عن غرضي الحقيقي، كان لا بد من أن أخوض في الأمر دون كشف نيتي الحقيقية، خاصة وأن "موسى" تفاخر عدة مرات بأن له علاقات بالكثير من الصحفيين في الأماكن الكبرى، وكان يُمكن أن يتسرب تسللي إلى عالمه عبر بضع كلمات تصدر بحُسن نية من زميل أفضى له بالأمر، بينما كنت قررت أن أبقى ما أستطيع لأعرف المزيد عن "موسى" وعملائه ومن يساعدوه. 
كان أول ما لاحظته في الأخبار الواردة لي هي ركاكة الصياغة والأخطاء الإملائية الفادحة التي لا يُمكن أن تصدر عن كاتب أو مستشار إعلامي، مثل الأخبار التي تغزو البريد الإلكتروني للصحفيين، والتي يُعدها بعض المتخصصين في العلاقات العامة، وكانت الملاحظة الثانية هي عدم وجود أية أغلفة لتلك الأعمال المفترض صدورها قريبًا، فقط عدة صور غير احترافية للمؤلف، كذلك لم يكن في متن الخبر أية إشارة إلى الناشر، لا اسم دار النشر أو كلمة منها، أو حتى بضع فقرات من العمل المفترض جاهزيته للصدور.

الثقة تزيد
مع تزايد ثقة "موسى" بدأ يُفضي إليَّ بالمزيد، طلب مني تجهيز صياغة إخبارية لأعمال من المفترض صدورها قريبًا، وكأي محرر متمرس سألته عن اسم العمل ومؤلفه وناشره ونبذة عنه، وطلبت منه إرسال الغلاف؛ لكنه فاجأني بأن يجب عليَّ "فبركة" كل هذا، هو لا يعرف سوى اسم العميل الذي سوف يُرسل إليه النقود التي يحتفظ بالجزء الأكبر منها لنفسه، ثم يقوم بتوزيع الباقي على من ينشرون الأخبار، هنا أيقنت أن الأمر لا يتعدى عملية نصب إعلامية من أجل الحصول على العلامة الزرقاء.
في تلك المرحلة التي بدوت فيها شريكًا موثوقًا لهذه الخدعة التي تمر تحت أنف المؤسسات الصحفية بشكل يومي، كان لا بد من لقاء "موسى"، والذي دعاني للجلوس في مكتبه الذي يحتل شقة مميزة في واحد من أرقى أحياء الجيزة، وهو في حقيقته مكتب للدعاية والإنتاج الفني.
هناك عرفت أن تلك الأخبار الزائفة ليست سوى جزءًا من نشاطه لكي يوفر إيجار هذا المكان الأنيق، وهناك أيضًا عرفت أن الأخبار الثقافية تقع ضمن سلسلة أخبار أخرى يتم إغراق المواقع الصحفية بها، أغلبها أخبار فنية، ورياضية، واقتصادية، وسياسية أيضًا؛ كل هذا يدر آلاف الجنيهات يوميًا إلى ذلك الرجل، الذي يُعطي منها بضع مئات لصحفيين أعياهم واقعهم المادي المؤلم، حتى اضطروا إلى المشاركة في تلك الخدعة.
في تلك الجلسة تحدث الرجل بحرية بعدما تأكد أن هاتفي البسيط لا يُمكنه تسجيل الحديث، أخبرني أنه يواجه صعوبة في تمرير الكثير من الأخبار الثقافية، على عكس الأخبار الفنية التي تهتم معظمها بوجود صورة فتاة حسناء مع اسم شركة إنتاج زائفة أو اسم شركته الحقيقة، وضحكنا عندما أخبرني أن الكثير من المواقع تحذف اسم الشركة حتى لا يُعتبر الخبر دعائيًا، وأن هذا الحذف البسيط يجعله يمر لأن هناك العشرات من الفنانات الصاعدات يوميًا ولن ينتبه أحد إلى وجود بضع زائفات بينهن، كما أن هناك أخبار عدة ينجح في تسويقها لأنها تخص فنانات من الصف الثاني أو الثالث، وهذه الأخبار تجعل مصدره موثوقًا عن إدراج خبر زائف أو قصة ما لتصفية حسابات أحد عملائه من أحد المنتجين أو المنظمين لحدث فني ما.
الأمر نفسه في الأخبار الاقتصادية والسياسية، التي طالما لا يحوي متنها صيغة للمُعارضة فهذا يعني جوازها للنشر دون التدقيق في حقيقة صاحب الخبر من عدمه.
أخبرني كذلك أنه لا يعرف أغلب عملاؤه، هم يأتون إليه عبر وسيط آخر يحتفظ لنفسه بمبلغ يقل عنه قليلًا، لكنهم في العموم من راغبي الشهرة الذين يمتازون بالثراء أو ينتمون للطبقة المتوسطة العُليا، أو حالمات للحاق بعالم الفن؛ لكن الأكثرية من أبناء الخليج، والذين يشتهرون على مواقع إنستجرام وتويتر، لكنه يريدون تكملة الوجاهة الإلكترونية بالحصول على لقب "كاتب"، ولأنهم لا يعرفون الفرق يكون الأفضل أن يكون أحدهم "كاتب وسيناريست".
خلال الحديث فوجئت بأن الرجل لا يعرف ما هو "محرر الديسك" وما هي وظيفته، ولم يشغل الأمر باله كثيرًا بقدر اهتمامه بترويج أخباره، وسألني المساعدة في كيفية إحكام الأمر حتى لا يكتشفه رئيس قسم أو محرر ديسك، وكذلك أعرب عن نيته في إنهاء التعامل مع محرر المواقع الصغيرة، مُلمّحًا بأن هذا يعني مُضاعفة المبلغ الذي يدفعه إذا ما قمت بإحلال مكانه، هُنا جاءت الفكرة الثانية.

مجموعات الصحفيين
قلت له إن أغلب وأسهل طريقة لترويج الأخبار في المواقع الصغيرة، هي التسلل لمجموعات الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك وواتس آب وتليجرام"، وجمع بيانات الاتصال الخاصة بهم، من البريد الإلكتروني وأرقام الهاتف، وإنشاء مجموعات بريدية بها، هذا ما تفعله المكاتب الإعلامية التي تقوم بالترويج لأعمال حقيقية، حيث يبدأ القائم بعملية النشر في إرسال تلك المواد، وهي زائفة في حالتنا هنا، إلى محرري الثقافة، وغالبًا عند فتح الرسالة القادمة من عنوان مجهول بالنسبة له، سوف يجد المُحرر ثلاثة عناوين لابُد وأن يتم "حشر" اسم صاحب الخبر في كل منها، حتى لو كان العنوان في صيغة لائقة لا يستوجب ذلك؛ بعدها كلمة "كتب-" وكأنه أعّد كل شيء مسبقًا ولا ينقصه سوى أن يضع المحرر اسمه على الخبر دون أن يهتم حتى بتدقيق محتواه، وقلت له لا بد من عناوين قوية تدل على المحتوى حتى لا يشك أحد في الأمر، عندها أكد على حديثي مُنبهرًا ودفعني للاستمرار.
قلت له كذلك إن متن هذه الأخبار، ناهيك عن الأخطاء الإملائية المُضحكة، والتي لا تليق بمن تجاوز الثانوية، وليس من كاتب أو ناشر يُرسل بيانًا إعلاميًا، فنجد كذلك أن في كثير من الأحيان، إن لم يكن أغلبها، اسم العمل، سواء كان كتاب، أو رواية، أو مجموعة قصصية، أو ديوان شعري، وكذلك الحديث عنه في تلك السطور، هامشيًا، مع التركيز في سطر أو اثنين عن آراء هذا الكاتب في الحياة، أو كفاحه، وجملتان من طراز أن "العمل يتناول المهمشين والبسطاء ويُناقش التغيرات الاجتماعية والآثار السلبية الناتجة عن كذا"، أو إذا كان الكاتب من دولة عربية فيجب أن "يتحدث عن العراقة والاعتزاز بالتقاليد والفخر بالأصل" أو "كل التطورات التي تحدث في الدول العربية منذ كذا ونيف من الأعوام". 
وأكدت له أن كل ما يقوم به رجله القائم على صياغة الأخبار مجرد "حشو"، ففي ذلك المتن المُزيف لن نجد فقرة من العمل أو كلمة الناشر، وفي أغلب الأوقات تأتي الصور المُرفقة للكاتب أو الشخص وحده، من أجل تفعيل خاصية التعرف على الوجه عبر محركات البحث، وهذا يعرفه الصحفيون القدامى جيدًا؛ كذلك عدم إرسال غلاف العمل المُفترض صدوره أو اقترابه من الصدور يُزيد من احتمالية زيفتها.


التلفيق باحترافية
بعدما صار الرجل مؤمنًا بكل حرف قلته، بدأت أخبره عن أكثر أشكال هذه التلفيقات احترافية، بأنه يجب تصميم أغلفة لهذه الأعمال، وصياغة محتوى وربما بعض الفقرات كذلك تتوافق مع اسم العمل الوهمي، وافقني على الفور وبدأ خلال جلستنا في مراسلة من قال إنه مُصمم تابع له لإرسال غلاف لعمل وهمي، بعد دقائق أرسل المصمم أغلفة محتملة رديئة التصميم وليس عليها شعار للناشر، أو اسم بخلاف اسم العمل بـ"فونط" أصغر من اسم الكاتب، عندها زدته من الخديعة بيتًا، واقترحت إضافة اسم دار نشر وهمية، ودفعنا الرجل لتصميم شعار لا يقل رداءة عن الأغلفة التي قام بها.
بالنسبة إليهم فالعمل كله يقع في نطاق التكلفة القليلة، أو ما يُمثّل 25% من المبلغ الذي يُرسله العميل. هكذا ينصب "موسى" على عميله وعلى المشاركين معه في عملية التزييف، لذلك لم أُبد رأيًا في الغلاف، بل بدا لي دليلًا لاكتشاف هذا الزيف فيما بعد، وبالنسبة لـ"موسى"، كما عرفت، فلا يتعدى هذا العمل بضع رسائل وينتهي الأمر، لم يعد عليه بعد ذلك سوى البحث في متصفحات الإنترنت عن الأخبار في المواقع التي ابتلع محرريها ذلك الخبر الزائف وتم نشرها بالفعل.
ورغم حديثه الطويل عن الثقة والأماكن بين الشركاء، لم يكن "موسى" كذلك حقًا، بل كان يتعمد "التلكيك" يوميًا لمن اضطرتهم ظروفهم لنشر الأخبار، كان يُرسل الخبر لاثنين من المحررين، ثم ينتظر أن يُرسل أحدهما رابطين والآخر ثلاثة روابط، ثم يُخبر كلاهما على حدة بأنه تأخر عليه، وأن هذا التأخير دفعه لإلغاء العمل، وأنه "خسر العميل" أو "دفع لآخرين من جيبه ثمن هذه الأخبار"، وأن عليه أن يتحمل الخطأ مثلما تحمله، وبالتالي لن يُرسل له أية أموال هذه المرة، كان يفعلها كل يومين أو ثلاثة، من ناحية يضمن مبلغًا أكبر، وناحية أخرى يضمن استمرار العمل وحاجة الصحفي إليه. 
بعد شهر كامل من الانخراط في هذا الزيف لم أتحمله، عندها عدت للاتصال برئيس القسم الذي كان يُتابع معي الأمر، أخبرته أنني اكتفيت وعلى استعداد لسرد القصة، فقال لي أن أنُهي هذا التعامل وأرسل إليه الحكاية كاملة، الآن لا يزال "موسى" يُلاحقني بالكثير من الاتصالات والرسائل، لكني موقن بأنه سيتوقف عندما يُخبره أصدقاؤه بما عرفوه عند قراءتهم لهذه السطور، فهو في الحقيقة لا يقرأ الصحف.