السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة تحتفى بذكرى القديس يوحنا ذهبي.. تعرف على سيرته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الكنيسة المصرية اليوم الخميس، بذكرى القديس يوحنا ذهبي الفم 407 / 347 م، فمن بين كل آباء الكنيسة الكبار خلال القرون الخمسة الأولي يقف القديس يوحنا ذهبي الفم في المقدمة، نظرا لما يتميز به من بلاغة وفصاحة حتى لقب ب"ذهبي الفم" ولقد قيل عن ليباينوس "أعظم خطباء الوثنية" أثناء إحتضاره  أن ألتف حوله تلاميذه يسألونه عمن يصلح لكي يخلفه فقال "يوحنا لو لم يسلبه منا المسيحيون ".


ولد عام 347 من أم مسيحية تقية تدعي "أنثوسا " أجتهدت في تثقيف عقله بالعلوم والمعارف فنبغ فيها نبوغا عظيما وخصوصا علوم البلاغة والخطابة مما رشحه لمهنة المحاماة  وجذبته في البداية حياة الملاهي ولكن تعاليم أمه ظلت حية في داخله إلى أن أرسل الله اليه صديقه  القديس باسيليوس الذي أخذ يميل قلبه نحومحبة الله ودراسة الكتاب المقدس حتى ترك المحاماة وتعمد وصارمسيحيا وعمره نحو 23 عاما. وبعد فترة صار شماسا فأشتاقت نفسه لحياة الرهبنة  لكن نحيب أمه المستمر منعه من تنفيذ ذلك ؛ فأطاع يوحنا والدته وحول بيته إلى قلاية يعيش فيها.
وبعد وفاة أمه صار راهبا لمدة 4 سنوات ؛ وأشتاقت نفسه إلى  حياة الوحدة ولكن ظروفه الصحية منعته من تنفيذ ذلك ؛ فعاد إلى أنطاكية مرة أخري ورسم شماسا ثم قسا ؛وأخذ يعظ كل يوم أحد ؛ وبعد وفاة أسقف القسطنينية قام الأمبراطور اركاديوس بترشيح يوحنا كاهن أنطاكية أسقفا للقسطنينية وحظي بإجماع الآراء وتمت رسامته أسقفا للقسطنينية، يذكر أن أعماله في الأسقفية:-

1- رعاية الفقراء
2- أهتمامه بالعذاري والأرامل وحثهن على العمل لكسب قوتهن من جهة ؛ وليحفظهن من الفتور والضعف الروحي من جهة أخري
3- حاول تقويم بعض الكهنة الذين اشتهروا بالبذخ والتقرب إلى الإمبراطور فأصطدم بالبعض منهم
4-أوقف الولائم المستمرة لرجال الإمبراطور لأن الفقراء أولي بمثل هذه الولائم مما أثار غضب الكثيرمن الكهنة بحجة ان هذه الولائم من واجبات الكرم والضيافة

وعن أبرز مواقفه فهو صدامه مع الأمبراطورة حيث أصطدم  القديس ذهبي الفم مع الإمبراطورة "اوذكسيا " أكثر من مرة ؛ فلقد أغتصبت الإمبراطورة ثمن حقل من أحدي الأرامل فلجأت إلى القديس يوحنا ذهبي الفم تطلب منه إنصافها  فطلب القديس من الإمبراطورة رد ثمن الحقل فلم تستجب له ؛ وعاد فأرسل إليها رسلا فأزدادت عنادا ؛ وفي يوم عيد الصليب وكانت الإمبراطورة تستعد لدخول الكنيسة؛ فأمر القديس  ذهبي الفم بإغلاق باب الكنيسة في وجهها ومنعها من الدخول ؛إستشاطت الإمبراطورة غضبا فأمرت أحد الحراس بكسر باب  الكنيسة ؛ وما أن رفع أحد الجنود يده حتى يبست في الحال.فأرتعب الحاضرون خوفا ؛ فعادت الإمبراطورة إلى القصر تهدد وتتوعد ؛ وبعد القداس قام القديس ذهبي الفم برش يد الجندي بالماء المقدس فعادت سليمة كما كانت ؛ إما الإمبراطورة فلقد طلبت  من زوجها الإمبراطور الانتقام لكرامتها وجائتها الفرصة مع ظهور مشكلة الأخوة الطوال.

القديس يوحنا ذهبي الفم ومشكلة  الأخوة الطوال

الاخوة الطوال هم الانبا امونيوس اب جبل نتريا وأخوته الثلاثة ؛أعتنقوا الفكر الأوريجاني ؛ وفي هذه الفترة ثارت معركة كبرى بين رهبان جبل نتريا ورهبان جبل شيهيت ؛ فلقد سقطوا في بدعة تشبيه  الله بشكل إنسان Anthroponoplism   ؛ وجاءت الرسالة الفصحية للبابا ثيؤفيلس تقول انه لا يجوز ان نفكر في الله بطريقة جسمانية مادية. فأثارت غضب رهبان البرية بشدة ؛ فذهبوا إلى البابا ثيؤفيلس في الإسكندرية مهددين ومتوعدين بقتل البطريرك فقابلهم  البابا وقال لهم "عندما أراكم كأني أري وجه الله "فهدأت ثورة الرهبان وطلبوا منه حرم كتابات وتعاليم اوريجاونس مما أثار غضب الأخوة الطوال.فقام البابا بحرمهم وطردهم من الدير.فهربوا أولا إلى أورشليم ؛ ولما لم يقبلهم أسقف أورشليم أخذوا يتنقلون من أسقف إلى أسقف حتى أستقروا أخيرا في القسطنينية واستنجدوا بالبابا يوحنا ذهبي الفم ؛فقبلهم وأرسل خطابا إلى البابا ثيؤفيلس يلتمس منه الصفح عن الاخوة الطوال  ؛فرد عليه البابا ثيؤفيلس ردا عنيفا وقال له " إن كان يجب أن أحاكم فلتكن محاكمتي أمام شعبي وليس أمامك أنت الذي يفصلنا عنك طريق يستغرق 75 يوما " وأستمر تصعيد الأمور حتى وصل إلى بقية الأساقفة ومنه إلى الأمبراطورة "إوذكسيا " التي أرادت تصفية حساباتها القديمة مع ذهبي الفم ؛ فأمروا بعقد مجمع في السنديان لمحاكمة ذهبي الفم  وأستدعوه 4 مرات للمحاكمة ولكنه لم يحضر ؛ فأجتمع المجمع ووجهوا له 29 إتهاما ضد ذهبي الفم وحكموا بنفيه. وتصدي الشعب الشعب لهذا الأمر وحاولوا منع سفره غير أن ذهبي الفم وعظهم قائلا:-
( قل لي: ماذا أخاف !! أأخاف الموت ؟ "لي الحياة هي المسيح والموت ربح لي. أأخاف النفي ؟ للرب الأرض وملؤها. أأخاف مصادرة الأموال ؟ لم ندخل هذا العالم بشيء ولن نخرج منه بشيء. ؛ أني لا أخاف الفقر ولا أشتهي الغني. لا أخاف الموت ولا أرغب الحياة إلا لكي أنمو في الحياة الروحية) وفعلا يرحل القديس من القسنطنينية ولكنه ما يلبث أن غادرها حتى هاج الشعب  مرة أخري فأمر الأمبراطور بعودته لنهدئة غضب الشعب. وكان هذا هو النفي الأول


نتيجة عظة للقديس ذهبي الفم حول تمثال "اوذكسيا " الذي أقامه زوجها تكريما لها ؛ وعظ القديس ذهبي الفم في أحدي عظاته قائلا ( انها تعود فترقص ؛ انها تطلب رأس يوحنا المعمدان من جديد على طبق ) فتثور الملكة  من جديد وتأمر بنفيه ؛فأخذ ينتقل منه بلد إلى بلد حتى تنيح بسلام عام 407 وهو خارج مدينة القسطنينية ؛ وكانت اخر عبارة نطقها قبل نياحته ( فليكن الله مباركا في كل شيء. أمين) وبعد 31 عاما من نياحته وفي عهد الاأمبراطور ثيؤدسيوس الصغير نقل جسده إلى القسطنينية في احتفال كبير وكان ذلك في 27 يناير 438.

بالإضافة إلى منهجه في دراسة الكتاب المقدس حيث
1- تبني القديس ذهبي الفم المنهج  الحرفي في دراسة الكتاب المقدس وذلك واضح في عبارات (يرثون الأرض –  خبزنا كفافنا –كن مراضيا لخصمك
2- أراد أن يدخل بشعبه إلى عمق أعماق الكتاب المقدس فيجعل منهم شعبا كتابيا يعشق الكتاب المقدس
3- في تفسيره للكتاب المقدس لا يهتم بالكم بالكيف ؛ فيقول ( أن أفضل طريقة  للتعليم هي ألا تمل من تكرار نفس النصيحة حتى تراها مطبقة عمليا ) وبقول ايضا ( أعتدت الا اقيس  مقالاتي بكثرة الكلام ؛ بل بحرارة المستمعين إلى )
4- كان يكرر شرح بعض الآيات المقدسة فكان الشعب يكمل ما بدأه فكان يقول له (مثابرتكم على العظات جعلتكم معلمين ؛ لكن لا تتسرعوا ففي وسطكم مستجدون )
5-أمتاز بالبساطة في التفسير. فأذا شرح نصا وضع نفسه موضع الكاتب يشعر بأحاسيسه
6- طالب بالأهتمام بقواعد التفسير وأن لا يقوم  بها إلا المتخصصون فيقول ( من يريد أن يتعلم الأعمال العسكرية يلزمه أن يعرف قوانينها ؛ ومن أراد الإبحار أو التجارة أو أي شيء أخر يلزمه فهم أسس هذا الفن  ؛ أما في هذا الأمر "دراسة الكتاب المقدس" فلا يريدون أن يفعلوا شيئا مع أنه علم يحتاج إلى إهتمام يقظ )
7- في تفسيره للكتاب المقدس كان يري في كل كلمة وردت نفعا يلزم للمؤمن أن يبحث عنه
8- أرتبط بشخصيات معينة في  الكتاب المقدس وتوحد معها مثل  معلمنا القديس بولس الرسول ففي وسط العظة نجده يقول ( ماذا يحدث لي ؟ لنهرب سريعا فأن معلمنا القديس بولس الرسول يستولي على ويبعدني خارج الموضوع ) ويقول أيضا ( أني أحرص على قراءة رسائل الطوباوي بولس مرتين أسبوعيا وغالبا ثلاث أو أربع مرات كل أسبوع ؛ يخيل إلى أني أهواه تماما. بل كأنه حاضرا أمام بصيرتي. وأتحدث معه )
9- كان يعرض عليهم  بعض المشكلات دون حلها

صفاته
1- أن يكون بلا لوم ؛ وان يكون قدوة. "يلزم للخادم أن يكون مبجلا ؛ في زهو ؛ إداريا لكنه اجتماعي ؛ متضعا لكن غير مجاملا ؛ متواضع لكن غير خانع " ويقول أيضا " من يقوم بدور قيادي يلزمه أن يكون أكثر بهاءا من كوكب منير ؛ فتكون حياته بلا لوم "
2- يعلم بسلوكه أكثر من الكلام:-  (لا حاجة للكلمات مادامت حياتنا تضيء ؛ لا حاجة للمعلمين مادمنا نظهر أعمالا صالحة ؛ ما كان يوجد وثني واحد لو كنا مسيحين بحق ؛ لو أننا نحفظ وصايا المسيح ونحتمل ؛ نشتم فنبارك ؛ نعامل معاملة سيئة فنصنع خيرا ؛ ) ( ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلام لا في الأعمال ؛ لماذا هذا الكبرياء ؟ لأنك تعلم بالكلام ؛ ما أسهل ترديد الكلمات علمني بحياتك فهذا أفضل )
3- وديعا:- (إن كانت الخطية تجرح النفس وتذلها فالخطاة محتاجون لا إلى من يزيدهم جراحهم بالغضب ؛ بل من يسندهم بوداعته )    ( إن كان الأسقف ذو طبع ثائر فأنه يجلب كوارث عظيمة له ولإخوته )        ( من من الجموع يمكن أن يكون وديعا إذا رأي قائده سريع الغضب ؟! )
4- رجل صلاة:- ( صلواتنا تنفعنا كثيرا إن كانت صادرة عن قلوب خاشعة )
5- قادرا على التعليم:-
القدوة وحدها لا تكفي لتعليم الآخرين
عندما تدور مناقشة حول موضوع عقيدي حيث تكون الحاجة إلى الله مستمدة من الكتاب المقدس ؛ ماذا تفيد قداسة الحياة ؟
فمن لا يعرف كيف يقدم  التعليم الصحيح ؛فهو بعيد كل البعد عن كرسي المعلم لأن بقية الصفات يمكن أن توجد بين من يرعاهم ؛ أما يميزه عنهم فهو قدرته على التعليم بالكلمة
6- يجب أن يكون خبيرا قادرا على التعامل مع كل النفوس:-
( يجب أن يكون خبيرا بشئون العالم ليس بأقل من القوم العائشين فيه ؛ وفي نفس الوقت متحررا من العالم أكثر من الرهبان سكان البراري ؛ يختلط بالمتزوجين الذين لهم أطفال ؛ كما يختلط بالأغنياء وأصحاب المراكز العامة وذوي النفوذ)
7- غيورا على خلاص انفوس
إن كان الذين  يسلكون في الأمور الصالحة عشرة ؛ فأن العشرة يصيرون عشرين ؛ والعشرين خمسين