الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"تكة مفتاحه" يتصدر السوشيال ميديا ويشعل حربا بين السيدات.. منشورات مؤيدة تتحدث عن العنف.. وأخرى معارضة تعبر عن السعادة الأسرية.. وخبراء: القضاء على العنف يبدأ بالتوعية وتخفيف الضغوط الاقتصادية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"تكة مفتاحه" يتصدر صفحات التواصل الاجتماعي ويشعل حرب بين السيدات.. منشورات مؤيدة تتحدث عن العنف.. وأخرى معارضة تعبر عن السعادة الأسرية.. وخبراء: القضاء على العنف يبدأ بالتوعية وتخفيف الضغوط الاقتصادية


ما بين مؤيد ومعارض انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات جاءت تحت عنوان "تكة مفتاحه"، تناولت المنشورات وجهتي نظر متضاربتين، فالأولى كانت لنساء يشتكين من المعاملة القاسية للآباء والأزواج، أما وجهة النظر الثانية فجاءت مخالفة حيث عبر أصحابها عن سعادتهم بوجود آبائهم وأزواجهم في حياتهم وراحوا يكتبون منشورات تدافع عن ذويهم.

 

ورغم الاختلاف في وجهات النظر إلا أنها كشفت عن تعرض فئة ليست بقليلة من النساء للعنف الأسري، حيث تداولوا منشورات توضح مدى معاناتهن من هذا العنف.


العنف الأسري

كان أبرز ما تداوله رواد التواصل الاجتماعي من النساء منشور مطول حمل نفس الكلمات الأتية: "واحدة صاحبتى قالت لى من سنين "عارفة ياغادة كنت أتمنى ولادى يعرفوا التمن اللى بدفعه كل يوم علشان يسمعوا صوت تكة مفتاح أبوهم في الباب وأحساسهم بالأمان أنه وصل".. توقفت أمام المعنى كثيرا !.. غريب الإحساس اللى بيوصل كل ست مع تكة مفتاح جوزها في الباب.. في ست قالتلى: أول ما كنت بسمع مفتاحه كنت بحس أنى مخنوقة، وصل الشخص اللى بيسحب مساحة حريتى واحترامى الآدمى.. كنت بحس أنى من غيره إنسانه ولما الباب بيتفتح بتمنى الموت ولا أنى أعيش معاه خطواته كانت بتفكرنى بعشماوى.. في رجل وجوده في البيت لعنة، مخبر عايش معاهم بيراقب كل حاجة وبيتخانق على أتفه حاجة وحتى لو العيال بتحبه فالأم بتدفع تمن الحب ده من نفسيتها كتير.. في ست قالتلى ولا بيفرق معايا وجوده من عدمه، هو بيتعامل مع البيت على أنه أوتيل بيجى ياكل وينام ويغسل هدومه ويسلم على العيال ويجرى يخرج مع أصحابه ولا عارف كان يومنا إزاى ولا مين عيان ولا مين عنده تمرين ولا مين عنده مشكلة".


سعادة زوجية

وعلى النقيض أشار المنشور إلى وجود سيدات سعيدات في حياتهن ووجود آبائهن أو أزواجهن في المنزل يمثل طاقة أمل وسعادة، حيث قال: "في واحدة قالتلى الأمان في حياتى وقف عند تكة مفتاح أبويا الله يرحمه ودخلته علينا بالحضن.. أعظم مشاركة ليه انه يسمعنا على العشاء وإحنا بنتكلم مع بعض... ورغم كل معاناة الستات اللى فاتت الا أن في ست بتستنى على نار تكة المفتاح بتحس بالآمان أول ما جوزها يوصل البيت بتحس أن البيت كان من غير سقف، من غير حماية، بتحس أنها كانت وحيدة وبتستنى بفارغ الصبر اللحظة اللى بيوصل فيها الشخص اللى بيرسم ابتسامة على وشها.. بتفرح بتكة المفتاح وبتستقبله بحضن والعيال فرحانة أن أبوهم وصل ويمكن في ايده كيس فيه حلويات أوهدية أوحاجة طلبوها منه، بتحس أن البيت جنه بمعنى الكلمه.. رجالة كتير بتدفعهم طبيعة شغلهم للسفر بالأيام والأسابيع والشهور أحيانًا الست اللى بتحب رجل بتفتقد أكتر حاجة صوت تكة مفتاحه في الباب بتنام وهى أحيانا خايفة أن البيت مفيهوش رجل أو حتى لو مش خايفة لكن حاسة بوحدة وشايلة المسئولية لوحدها ومش محتاجة غير جوزها تحكيله وترغى معاه".

 

المنشور المتداول أثار موجة من التعليقات، كان أبرزها:







أما أصحاب السعادة الأسرية فقالوا:







خبراء علم النفس والاجتماع، أكدوا أنه لا يوجد مجتمع خالي من العنف الأسري أو من العنف ضد النساء أو الأطفال، ودعوا إلى ضرورة العمل على زيادة التوعية بمخاطر العنف بين أفراد الأسرة لما له من سلبيات على المجتمع.

 

وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد هلال، أستاذ الطب النفسي، إن السبب في تلك المشكلات هو التعامل بعنف مع الأطفال الأمر الذي يرسخ في عقولهم ذكريات من العنف تتسبب لهم بمشكلات نفسية لا حصر لها، وبالتالي يجب على الآباء والأزواج ضرورة البعد عن كل أشكال العنف الأسري سواء ضد النساء أو الأطفال.

وأضاف أستاذ الطب النفسي أن المنشورات السابقة توضح أن هناك فئة ليست بقليلة تعرضت بشكل أو بآخر لأحد أنواع العنف، ومن هنا يجب العمل على نشر ثقافة الوعي الأسري والعمل على رفع الثقافة الأسرية القائمة على التنشئة الاجتماعية الواعية، التي تبتعد عن كافة أشكال العنف.

كما دعا هلال إلى ضرورة العمل على نشر برامج توعية أسرية حول التنشئة الصحيحة وكيفية المعاملة بين الزوجين وكيف يعاملان أطفالهما، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا يتم من خلال وسائل الإعلام المختلفة والدراما وغيرها من الوسائل.

واكد أن حل هذه المشكلات يبدأ بالتوعية من خلال كافة مؤسسات المجتمع بداية من المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية، وصولا إلى كل فرد في الأسرة.


أما الدكتورة سهير العطار، أستاذ علم الاجتماع، فتقول إن المشكلات الأسرية غالبا ما تكون عن الجهل بالقيم الأسرية أو مدفوعة بعوامل يفرضها المجتمع مثل الفقر والضغوط الاقتصادية ومن هنا تنشأ عمليات العنف الأسري سواء ضد النساء أو الأطفال.

وتؤكد الخبيرة الاجتماعية أن حلول هذه المشكلة لا تنطوي فقط على الوسائل العقابية فقط بل تتطلب وسائل توعوية، فالعقوبات موجودة في القوانين مثل قانون العقوبات وقانون الطفل، ولكن البداية والحلو الجذرية تكمن في التوعية وتخفيف الضغوط الاقتصادية التي تتسبب في نصيب الأسد من المشكلات الأسرية وحوادث العنف.

ودعت "العطار" المؤسسات التربوية والإعلامية والأهلية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع، والعمل على نشر الوعي والمساهمة في برامج الرعاية الاجتماعية للأسر المحرومة أو منخفضة الدخل.