السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس غبريال محب: مع الصوم تزيد الصلاة والخدمة والخير وتقل المشغوليات

 القس غبريـال محب
القس غبريـال محب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال القس غبريـال محب، راعى كنيسة العذراء بدماريس في المنيا، مع بداية صوم الميلاد المجيد، عن منظور الكنيسة الأرثوذكسية للصوم، إن مفهوم الصوم هو الامتناع عن الطعام لفترة معينة، حيث يتناول الصائم بعدها أطعمة خالية من الدسم الحيوانى (فترة الانقطاع جزء أساسى من الصوم) ويكون فيه حالة من التقشف والنسك عن الأيام العادية، فالإنسان كان نباتى (يأكل البقول وثمار الأرض) ولم يصرح له بأكل اللحم إلا بعد الطوفان أيام نوح، لكن الغرض الأساسى من الصوم هو التركيز بعمق على الله لذلك مع الصوم تزيد الصلاة والخدمة والخير وتقل المشغوليات وإلا يفقد الصوم معناه.

وتابع راعى كنيسة العذراء بدماريس في المنيا في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، "هناك أمثلة للصوم في الكتاب المقدس ومن ضمنها أمثلة للصوم الفردى، مثل أمر الله لأبينا آدم أن يمتنع عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، فوضع بذلك مبدأ ضبط النفس من أول تاريخ البشرية لكى ندرك تمامًا أن الحرية ليست معناها التسيب ومثل صوم موسى 40 يوما قبل أن يتسلم لوحى الشريعة وصوم داود النبى كثيرًا: "ركبتاى أرتعشتا من الصوم" (مز 109: 24)، ويوحنا المعمدان كان من أشهر الناسكين "وكان يوحنا يلبس وبر الإبل، ومنطقة من جلد على حقويه، ويأكل جرادًا وعسلًا بريًا". (مر 1: 6)
وعن الصوم الجماعى قال "محب": وهناك أمثلة للصوم الجماعى في العهد القديم مثل صوم الشعب أيام إستير. (إستير 4 وصوم شعب نينوى أيام يونان النبى. (يونان 3 وصوم الشعب أيام عزرا ونحميا (نحميا 9: 1)، (عزرا 8: 21) والصوم أيام يوئيل النبى "قدسوا صومًا نادوا باعتكاف" (يوئيل 2: 12- 17) وهناك أمثلة للصوم الجماعى في العهد الجديد مثل صيام الرسل في خدمتهم "بينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس إفرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادى ثم أطلقوهما". (أع 2: 2-3).

وأضاف، أن صام بولس الرسول هو وكل أهل السفينة الذاهبة إلى روما عندما أحاط بهما الخطر في البحر (أع 21:27 ) وفائدة الصوم الجماعى هو توحيد قلوب المؤمنين فيشتركوا في العبادة معًا بفكر واحد، والصوم الفردى هو ما يفرضه الإنسان المسيحى على نفسه أو يفرضه الكاهن (أب الاعتراف) في ظروف خاصة (وأما أنت فمتى صمت فإدهن رأسك وإغسل وجهك) (مت 1: 6) والهدف من الصوم الفردى طلب رحمة الله وغفرانه (مثل صوم داود قبل موت إبنه من بثشبع) ولنجاة من الشدائد (مثل صوم إستير قبل تكلم الملك) وطلب الإرشاد الإلهى (عادة ما ينصح به أب الاعتراف قبل اتخاذ القرارات المهمة) والاستعداد لعمل مقدس (مثل صوم السيد المسيح قبل خدمته) ومقاومة إبليس (وأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم). (مت 17: 21)
وتابع: أما الصوم الجماعى فهو ما فرضه الله والكنيسة على شعب المؤمنين وهو واجب (يجب على الجميع الصوم) وشروط الصوم أن يخلو من التظاهر (أدخل مخدعك) وأن يرتبط بالصلاة والاعتراف والتناول وقراءة الكتاب المقدس وأن يقترن بأعمال الرحمة (طوبى للرحماء لأنهم يرحمون) والأصوام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنقسم من حيث درجة النسك إلى أصوام الدرجة الأولى وأصوام الدرجة الثانية وقد سمحت الكنيسة بأكل السمك في بعض الأصوام للتخفيف على المؤمنين بسبب كثرة أيام الصيام واحتياج البعض للبروتين الحيوانى وقسَّمت الكنيسة الأصوام إلى قسمين: أصوام من الدرجة الأولى وهم: صوم الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام (الصوم الكبير): وهى 55 يوم (40 يوما التى صامها المسيح + أسبوع الاستعداد + أسبوع الآلام) وصوم يومى الأربعاء والجمعة: يوم الأربعاء تذكارًا للتآمر على المسيح. ويوم الجمعة تذكارًا لصلبه وصوم نينوى أو صوم يونان: ومدته 3 أيام، ويصام تذكارًا لتوبة أهل نينوى، وهو يبدأ قبل الصوم الكبير بأسبوعين وبرمون الميلاد وبرمون الغطاس "والبرمون هو اليوم السابق للعيد، وكان يُصام في الماضى بشكل انقطاعى طوال اليوم".

واختتم القس غبريـال محب، أما أصوام من الدرجة الثانية وهى صوم الميلاد المجيد، ومدته 43 يومًا، يبدأ من 25 نوفمبر "16 هاتور"، وينتهى بعيد الميلاد في 7 يناير "29 كيهك"، والـ40 يوما صامهم موسى قبل استلام الشريعة تمامًا كما نصوم نحن لنستقبل كلمة الله في عيد الميلاد المجيد، و3 أيام صامهم الشعب قبل نقل جبل المقطم وصوم العذراء مريم ومدته 15 يومًا وتنتهى بعيد إعلان صعود جسد العذراء في 16 مسرى وصوم الرسل وهو أقدم الأصوام إذ صامه الرسل أنفسهم قبل بداية خدمتهم وسمحت الكنيسة بأكل السمك في أصوام الدرجة الثانية فقط.