بين جيل وآخر يأتي فنان ليفسح لنفسه مكانًا في القلوب، ولكن هناك فنانا يسكن القلوب على مر الأجيال، وهو ما حدث مع الفنانة الكبيرة فيروز التي تضيء اليوم الشمعة الـ85 من عمرها، وتحولت إلى أيقونة فنية عربية من الصعب أن تجود الدنيا بمثلها.
ولدت فيروز يوم 21 نوفمبر عام 1935، ليتحول هذا اليوم إلى احتفالية خاصة من جانب عشاق "جارة القمر" من كافة الدول العربية، ونالت العديد من الألقاب التي منحتها لها الجماهير العاشقة لفنها على مدى مشوارها مع الغناء، منها "جارة القمر، أسطورة العرب، ياسمينة الشام، ملكة الغناء العربي، عصفورة الشرق، الصوت الساحر، سيدة الصباح، صوت الأوطان، الصوت الملائكي"، إلا أن لقب "جارة القمر" يظل هو الأبرز والأقرب لقلوب محبيها، لتصبح طلتها كطلة القمر في بهائه.
قدمت "جارة القمر" نحو 60 ألبوما غنائيا و16 مسرحية و3 أفلام سينمائية، كما أحيت فيروز عشرات الحفلات الغنائية في كل مناطق العالم وحققت إجماعا واسعا لدى الجمهور.
اسمها الحقيقي نهاد رزق وديع حداد، وبدأت مسيرتها مع الغناء في سن مبكرة وهي لا تتجاوز 5 أعوام، حيث انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية، وفي المدرسة برزت موهبتها الغنائية، وتحمس لها الموسيقى اللبناني محمد فليفل ليساعدها على الانضمام إلى فرقة "كورس" الإذاعة اللبنانية، وبمرور الأيام بدأ الحلم ينمو بداخلها، ورغم رفض الأب احترافها الغناء لكنها أصرت على تحقيق حلمها، حيث درست بالمعهد الوطني للموسيقى، وعندما عرفها حليم الرومي الذي أطلق عليها اسم فيروز ولحن لها بعض الأغنيات بعد أن رأى فيها موهبة فذة ومستقبلًا كبيرًا.
تزوجت من الراحل عاصي الرحباني عام 1955، ورزقا بـ4 أبناء هم: زياد، هالي، ريما وليال، وقدمت مع "عاصي" وشقيقه منصور الرحباني، المعروفين بالأخوين رحباني، العديد من الأوبريهات والأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية.
عبر مشوارها الطويل مع الغناء وضعت على عاتقها تقديم الأعمال الوطنية سواء بالغناء لبلدها لبنان، أو للعديد من الدول العربية الأخرى، حيث غنت للقدس "زهرة المدائن" و"القدس العتيقة"، كما غنت لمصر عدة أغنيات منها "مصر عادت شمسك الذهبي" و"شط إسكندرية"، فيما قدمت لسوريا أغنية "إلى دمشق".
نالت فيروز عشرات الأوسمة والتكريمات من جهات عديدة، ومازالت تنعم بحب الجمهور العربي من كافة الفئات والأعمار، ومازالت أغنياتها تملأ الدنيا فرحًا وسعادة.
