الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الاكتشافات الأثرية ترفع مكانة مصر بين أفضل 10 دول في العالم.. متخصصون: تشكل طفرة نوعية.. وآثار سقارة لها طابع مميز وتجمع عصور تاريخية مختلفة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبهرت مصر العالم بمجموعة من الاكتشافات الأثرية الضخمة، خلال الفترات الأخيرة، آخرها اكتشاف يُعد الأكبر حتى تاريخه هذا العام، يضم أكثر من ١٠٠ تابوت بحالة سليمة في منطقة سقارة بالقرب من أهرامات الجيزة، تعود لأكثر من ٢٥٠٠ سنة، إضافة إلى ٤٠ تمثالًا خشبيًا للإله بتاح سوكر إله جبانة سقارة المليئة بالأسرار والكنوز، وأيضًا تمثالين خشبيين من أروع ما يكون إضافة إلى تماثيل أوشبتى وتمائم وأربعة أجزاء ولفائف تغطى المومياء مذهبة «كارتوناج».


اكتشاف سقارة الضخم يأتى ضمن مجموعة أخرى ضخمة، وتاريخ يصنع بأيادٍ مصرية، من سقارة إلى تونا الجبل إلى نقوش سيناء الأثرية إلى اكتشافات الأقصر نجحت البعثات المصرية في فك طلاسم كنور مصر المدفونة في رمالها منذ عصر الفراعنة، وخلال عامين حققت البعثات المصرية نجاحات متتالية أبهرت العالم.
اكتشافات ٢٠١٩
في يناير ٢٠١٩، بدأت مسيرة الإنجازات باكتشاف مقبرتين رومانيتين تعودان للعصر الرومانى، بمنطقة بئر الشغالة بمدينة موط، جنوب غرب البلاد، بواحة الداخلة، وتضم المقبرتان عدة رسومًا جنائزية.
قطط البرونز
كما تم اكتشاف ٧٥ تمثالًا لقطط مختلفة الأحجام، وأشكالها مصنوعة من الخشب والبرونز، بالإضافة إلى ٢٥ صندوقًا مزينًا بكتابات هيروغليفية، وبداخله مومياوات لقطط.
كما اكتشفت البعثة الأثرية المصرية في منطقة ميت رهينة تمثالا أثريا للملك رمسيس الثانى على هيئة "الكا"، ويصور الملك رمسيس مرتديًا باروكة، وتعلو رأسه علامة الـ"كا" كما نقش على عامود الظهر الخاص به الاسم الحورى للملك رمسيس "كا نخت مرى ماعت" بمعنى "الثور القوى محبوب ماعت".
جبانة العساسيف
ومن ميت رهينة إلى الأقصر، حيث تم اكتشاف جبانة العساسيف غربى محافظة الأقصر والتى تضم ٧ توابيت خلال ٣ ساعات من العمل، وفى أبريل ٢٠١٩ اكتشفت بعثة وزارة الآثار وجامعة ميلان الإيطالية مقبرة صخرية ترجع للعصر اليونانى الرومانى بمنطقة مقابر الأغاخان بغرب أسوان.
تابوت الحجر الجيرى
كما اكتشف أبناء مصر في البعثات الأثرية تابوتا من الحجر الجيرى على هيئة آدمية، يبلغ طوله مترين وعرضه ٦٠ سم، وبداخله مومياء وبعض الرقائق الذهبية، في منطقة قويسنا بمحافظة المنوفية
ولم تنته ٢٠١٩ حتى أعلنت وزارة الآثار، عن اكتشاف مقبرتين لكبار رجال الدولة ينتميان للأسرة الـ١٨، بمنطقة ذراع أبو النجا بالأقصر.


اكتشافات ٢٠٢٠
وفى مطلع شهر أكتوبر الجارى، كان واحد من الاكتشافات الأكبر في ٢٠٢٠، في حضور سفراء العالم الأجنبى والعربى ووسائل إعلام محلية ودولية، حيث أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف ٥٩ تابوتا في منطقة آثار سقارة كانت مغلقة لأكثر من ٢٦٠٠ عام، وجاءت البداية باكتشاف بئر عميقة للدفن تبلغ عمقها نحو ١١ مترا، وتم العثور بداخلها على أكثر من ١٣ تابوتا آدميا مغلقا منذ أكثر من ٢٥٠٠ عام، وعثر على التوابيت الخشبية الملونة المغلقة مرصوصة بعضها فوق البعض، وبعدها بأسبوع تمكنت البعثة من الكشف عن بئر أخرى بها ١٤ تابوتا، ليصل عدد التوابيت المكتشفة إلى ٢٧ تابوتا مغلقا.
مقابر الغريفة 
وفى يناير٢٠٢٠، نجحت البعثة المصرية في الكشف عن العديد من المقابر العائلية منطقة "الغريقة يتونا الجبل" في محافظة المنيا، وتضم المقابر كبار كهنة الإله جحوتى وكبار الموظفين بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا وعاصمته الأشمونين.
جبانة الطيور المقدسة
وفى أبريل ٢٠٢٠، أعلنت وزارة السياحة والآثار، عن كشف أثرى في موقع جبانة الحيوانات والطيور المقدسة في منطقة سقارة الأثرية الكشف تم العثور بها على حجرة دفن في أرضيتها خمسة توابيت حجرية مغلقة، و٤ نيشات في جدران الغرفة بها توابيت خشبية ودفنات آدمية تعود للعصر المتأخر.
وفى سيناء، كشفت بعثة مشروع توثيق النقوش الصخرية بسيناء، عن كهف أثرى، في أبريل الماضى، بداخله مجموعات متنوعة وفريدة من المناظر المنحوتة في الصخر وذلك في أثناء أعمالها بوادى الظُلمة بمنطقة آثار شمال سيناء.
طريق الكباش
وفى يونيو الماضى، كشفت البعثة الأثرية المصرية في الأقصر، أثناء أعمال مشروع ترميم وإحياء طريق المواكب الكبرى المعروف باسم "طريق الكباش"، عن عدد من أفران للحرق دائرية الشكل من الطوب اللبن عليها آثار حرق، وسور ضخم من الطوب اللبن من العصر الرومانى والمتأخر. 
نقلة نوعية 
المهتمين بالشأن الأثرى أكدوا أن الاكتشافات الجديدة ترفع من مكانة مصر بين دول العالم، كما تخدم البحث العلمى في علم المصريات والتاريخ الفرعوني.


ويؤكد الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الاكتشافات الأثرية التى تمت في السنوات الأخيرة جعلت مصر من أفضل ١٠ دول عالميا في الاكتشافات المصرية.
وقال وزيرى إن البعثات المصرية نجحت في الكشف عن مقابر واكتشافات أثرية تشكل طفرة نوعية بداية من عام ٢٠١٧ وحتى اكتشافات سقارة ٢٠٢٠.
من جانبه، يقول الدكتور سيد حسن، خبير الآثار الفرعونية، إن اكتشافات سقارة تمثل تطور ونقلة كبيرة في الاكتشافات وبخاصة لأن جزءا كبيرا من المثقفين والمهتمين بالشأن الأثرى يقدرون منطقة سقارة ويهتمون بما تسفر عنه جهود البحث والتنقيب في سقارة بالتحديد باعتبارها أحد عواصم مصر القديمة وتجمع عصور تاريخية مختلفة.
أما الدكتور عمر ذكى، خبير الآثار المصرية، فيؤكد أن اكتشافات سقارة لها طابع مميز ففى الماضى كانت البعثات الأجنبية تكتشف تابوت واحد أو مقبرة واحدة بمشتملاتها، إلا أن اكتشافات هذه البعثة المصرية حققت تفوقا نوعيا كما وكيفا، فاكتشاف ٥٩ تابوتا من حقبة تاريخية فريدة، وهو الأمر الذى يكشف قوة ومهارة العمالة المصرية، وطفرة تحسب للمصريين نتيجة لتدريبات على أعلى مستوى، وهذا سيكون له مردود إيجابى كبير في العالم.
وعن الأثر العلمى للاكتشافات الجديدة، يقول "ذكي" إنه مع كل اكتشاف جديد تكتمل الصورة حول حقبة زمنية معينة أو أحداث بعينها، فهناك أكثر من ٤٠ ٪ من التاريخ المصرى لم تعرف بعد، فعلى سبيل المثال اكتشافات الغريفة بمنطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا، والتى كشفت عن الإله جحوتى أم حتب من الأسرة الـ ٢٦، وهى حقبة زمنية كانت مفقودة وعرفت لأول مرة، وكذلك آثار منطقة سقارة التى تعد ثروة كبيرة للبعثات الأثرية المصرية.
بأيادٍ مصرية


أما الدكتور بسام الشماع، الباحث الأثرى، فيقول إن أفضل ما في الاكتشافات الأخيرة هى أنها جرت بأيادٍ مصرية أصيلة، وهى خطوة تحسب لوزير الآثار الدكتور خالد العناني. 
واقترح الشماع التوجه نحو نوع جديد من الاكتشافات حتى لا نصل لمرحلة يكون فيها اكتشاف التوابيت أمر معتاد مما يقلل من قيمة هذه الاكتشافات، كما أننا قد نلجأ في بعض الأوقات إلى حفظها في المخازن نظرا لعدم وجود أماكن لعرضها، وهو خطر على هذه الاكتشافات. 
أزمة أمناء الآثار 
ودعا الشماع إلى ضرورة العمل على زيادة بدل المخاطر لأمناء الآثار والعاملين في البعثات الأثرية، فلا يعقل أن يتراوح بدل المخاطر من ٢٠ إلى ٣٣ جنيها حسب الرتبة الوظيفية على الرغم من تعرضهم للخطر في كل لحظة سواء في التنقيب أو انبعاثات لغازات خطرة، كذلك يواجهون مخاطر اللدغ من زواحف وحشرات سامة.