الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور جورج شاكر يكتب: قلب كبير ينبض بالمحبة والعطاء

جورج شاكر
جورج شاكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام بعيد جلوس وتنصيب قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.. القلب الكبير النابض بالحب والعطاء ويسعدنى جدًا أن أقدم لقداسته على باقات الورود أجمل التهانى المقرونة بأطيب الأمانى.
نعم! كم نشكر الله من أجل إرادته الله الصالحة المرضية الكاملة التى إختارته ليتولى أمانة المسئولية في الكنيسة، في توقيت بالغ الصعوبة، كانت البلاد في ذلك الوقت في حاجة ماسة إلى تضافر كل الجهود الأمينة والمخلصة لتنعم مصر بالأمن والاستقرار والأمان والإزدهار على كافة الأصعدة، وبالفعل كان لتاريخ قداسة البابا الحافل بالعطاء، ولقلبه الكبير المحب، ورأيه الشجاع الواضح، وفكرة الخّلاق المستنير المواقف الوطنية النبيلة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية التى تتمتع بها بلادنا الحبيبة، والتى يسجلها التاريخ بحروف بارزة من نور... هذا على الصعيد الوطنى.
أما على الصعيد الروحى فلقد قدم قداسة البابا حياته للرب سكيبًا وقربانًا على مذبح التكريس، فتفجرت من حياته طاقات الخدمة التى بلا مثيل، وفاضت منه ينابيع الحب والعطاء الذى يفوق حد التصور، وصاغت منه يد القدير شخصية عملاقة فذة متعددة المواهب والوزنات، نادرة الوجود، في يقينى وتقديرى أن أول وأهم وأعظم موهبة في حياته هى موهبة المحبة... فالإنسان لو قدم كل ما يملك بدل المحبة لا قيمة لعطاياه، ولقد لمسنا بالفعل صدق محبة قداسة البابا، في أعماله قبل أقواله ففى كل يوم نراه يترجم الإيمان إلى أعمال، والعبادة إلى شهادة، والفكر المسيحى في السلوك اليومى، ويجسد الصلوات في تضحيات وإنجازات. لذا دخل كل القلوب من أوسع الأبواب، وأصبحت لخدماته الجليلة قيمة مضاعفة... كما قالت الأم تريزا " تتضاعف قيمة عطايانا بمقدار الحب الموجود فيها".

أما على صعيد العمل المسكونى، فيُذكر لقداسة البابا إنه قد قام مع رؤساء الكنائس المصرية بوضع حجر الأساس لمجلس كنائس مصر، ولا شك أن هذا هو شوق قلب كل مسيحي في بلادنا أن يرى الكنيسة تحقق صلاة الرب يسوع عندما صلي قائلًا:" ليكونوا واحِدًا "(يو17: 22). مع إدراكنا الواعي أن وحدتنا لا تتنافى مع تنوعنا، ووحدتنا هي سر قوتنا، ووحدتنا هي سر نجاح خدمتنا.
فالكنيسة كجسد المسيح هي (جسد واحد) هذه هي (الوحدة)، ولكن الجسد الواحد أيضًا ليس عضوًا واحدًا بل أعضاء كثيرة، هذا هو (التنوع) كما يقول الرسول بولس "فالآنَ أعضاءٌ كثيرَةٌ، ولكن جَسَدٌ واحِدٌ."(1كو12: 20)، والتنوع في الجسد الواحد هو سر الوجود، ولمسة الجمال، وعلامة الثراء، فاللحن الواحد لا يقدم لنا سيمفونية جميلة، واللون الواحد لا يرسم لوحة فنية بديعة الجمال، والوردة الواحدة لا تشكل بستانًا يبهج العيون، والجندى الواحد لا يربح معركة، ولقد أثبت التاريخ أن الحضارة الإنسانية إزدهرت عبر العصور عندما كانت تتسم بالتنوع والتعدد.
قداسة البابا تواضروس الثانى

إذ نهنئكم بخدمتكم الحافلة بالإيمان والعطاء والمحبة والتضحية، نصلى أن يحفظكم الله لخدمة الكنيسة والوطن لسنين عديدة وأزمنة مديدة، وليمنحكم الله إيمان إبراهيم، وحلم وعلم موسى، وقلب داود، وحكمة سليمان، ورقة وحنان إرميا، وشاعرية إشعياء، وخيال يؤئيل، وبساطة عاموس، ورؤى زكريا، وواقعية يعقوب، ومحبة يوحنا، وشهادة بطرس، وخدمة بولس، وقبل هذا وذاك فكر المسيح، لتكون نموذجًا جميلًا ومثالًا رائعًا يُحتذى ويُقتدى به في خدمة الله وفى خدمة بلادنا الغالية مصرنا الحبيبة.