الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإرهاب آفة العصر وعائق الاستقرار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت واقعة قتل 3 فرنسيين وإصابة آخرين في مدينة نيس الفرنسية وبعدها حادث فيينا في النمسا ، وكذلك الهجوم الإرهابي الذي نفذته عناصر داعش قرب بغداد، والذي أدى إلى مقتل 11 جنديا عراقيا، وجرح 8 آخرين.وكذلك قيام مجموعة من الإرهابيين بقتل ثمانية أشخاص رميا بالرصاص، ولا يزال مصير أربعة آخرين مجهولاً ، كل هذة الجرائم التي ارتكبت خلال الأيام الماضية ، لتكشف عن الورم السرطاني الذي أصاب العالم من ذلك الوجه القبيح للإرهاب و فكرهم من وقوع الضحايا الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، إضافة الى زعزعة الإستقرار والأمن ،بأعتبار هذا الإرهاب الأحمق آفة العصر وعائق الإستقرار والأمان. 
ذلك الإرهاب من صناعة الشياطين والمرتزقة الذين يرفعون السلاح على الأبرياء ، ويروعون الآمنين ، لاينتمون للإسلام بأي صلة.
إن الإرهاب هو القيام بأي عمل أو فعل أو تصرف يلحق العنف بالأبرياء ، ويسلب نعمة الأمن والأمان والاستقرار من الحياة المجتمعية في بلد ما، وخلق أجواء من التوتر والفزع والخوف، ويكون هدفه سياسياً والإساءة لطائفة دينية معينة، أو يكون الهدف أيديولوجيّاً، ويلحق الضرر بحياة الأفراد، ومنشآتهم ، فهل مازلنا للآن غير قادرين على استيعاب حجم البلاء الذي حل على البشرية من وراء هذه الظاهرة الإجرامية الخبيثة ،
إذ أن الإرهاب لا دين له ولا ملة ولا عقيدة، ولا قومية، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً أن نتنبه إلى مداخل الإرهابيين وأساليبهم ووسائلهم ، ذلك من أجل حماية شبابنا ، ومجتمعنا ، والبشرية من هذه الآفة الخطيرة، وحماية أجيالنا من بشاعة هذا الورم السرطاني من الإرهاب بجميع أشكاله ، الإرهاب المادي والفكري والعقائدي .
كما يجب أن نعول كثيراً على دور رجال الدين في زرع قيم الوسطية والاعتدال في فكر شبابنا، وتحصينهم ضد خطابات الفكر المتشدد الإجرامي ، ولتطهير المقررات الدراسية والمواد الإعلامية من أي إشارات عدائيةودموية ومحفزات العنف والتطرف والكراهية والعنصرية .
علينا جميعا الحذر كل الحذر من المخطط الشيطاني الذي من الممكن أن يغرق الوطن والعالم في حروب وفوضى ودمار لا يعلم نهايتها إلا الله ، لأن هناك من يحاولون إضرام نار الفتنة بين الدول والشعوب ويعملون على زعزعة الإستقرار.
نحن كعرب ومسلمين نحتاج الآن إلى صحوة إسلامية راشدة عاقلة ومتنورة ، تؤكد للبشرية جمعاء " إن الإرهاب المروج له ضدنا ، والذي تقف وتدعمه حكومات معروفة، لن ينال من توجهنا الذي لا رجعة فيه ، أننا حريصين على تجفيف منابعه ، إذ نقوم على تعزيز الأمن الوطني ، الذي أمرنا بمده بالوسائل المادية والبشرية اللازمة ، في تكامل للعمل التنموي ، مع الإبداع الثقافي والفكري ، كفاعل قوي في محاربة التطرف و الظلاميين ، مؤكدين ضرورة نهوض العلماء، والمثقفين بمسؤولياتهم في التوجيه والتنوير . 
وإذا كان من طبيعة الفكر أن يمر بفترات مد وجزر، فإنه من غير المقبول جعل أزمة الفكر تترك المجال فارغا للترويج لفكر الأزمة . فعالمنا العربي والإسلامي في أمس الحاجة ، لبعث صحوة دينية متنورة ، ونهضة فكرية عصرية .
نحن في أمس الحاجة إلى العديد من الطروحات المنهجية والنقاشات المعمقة والتأكيد على دور رجال الدين في محاربةالإرهاب والتطرف وحماية المجتمع بالأخلاق والقيم ومؤازرة مؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث. 
علينا أن نستنبط مما سبق ، أنه لم يبق للعلماء والمشايخ والدعاة وخطباء المساجد والمثقفين أي مبرر للسكوت عن هؤلاء ، الذين يحاولون ما استطاعوا جر بلادنا وديننا إلى مستنقعات الطائفية والتخلف والفتنة والتطرف.
إن عقارب الإرهاب التي تختبئ تحت الأرض سيأتيها اليوم وتدهس تحت أقدام الأبطال ليتخلص العالم بأسره من شرها وسمها.