الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر تقود ولا تقاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعونا نتوقف عند الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى حبست أنفاس العالم ومعه الشعب الأمريكى الذى أعطى صفعة قوية لرئيسه السابق ترامب الذى لم يشفع له شعبه نجاحه عند بداية توليه الرئاسة قبل ٤ سنوات عصره دول الخليج العربى عصرا وتوقيع اتفاقات معها بمئات المليارات من الدولارات التى أنعشت الاقتصاد الأمريكى من جهة وأنهكت الاقتصاد الخليجى من جهة أخرى ولكن يبقى أن ما أخذ من العرب بسيف الحياء والوعيد وإعطاء إسرائيل أكثر مما تحلم بنقل السفارة الأمريكية للقدس لم يضمن الفوز لترامب الذى شهد غضبة شعبه فيما لم ترجح الأصوات اليهودية كفته.

ولعل الحسنة الوحيدة التى سنذكرها كمصريين لترامب تمثلت في قنبلته التحذيرية لإثيوبيا عن عزم مصر استخدام القوة دفاعا عن حقها في مياه النيل في حالة استمرار إثيوبيا استهبالها وخداعها العالم بإجراء مفاوضات صورية منذ ١٠ سنوات وحتى الآن دون الوصول إلى اتفاقات نهائية.

والجميل والأهم في تحذير ترامب إشارته إلى أن مصر لن تكون محل لوم إذا دمرت سد النهضة وبدورنا رغم عدم رضانا عن ترامب نقول له بشأن موقفه من إثيوبيا شكرا – ما قصرت-.

ولن نكذب إذا قلنا إن توقعات خسارة ترامب الانتخابات كانت قائمة وبقوة ليس لأن بايدن أفضل منه ولكن لأخطاء ترامب وصدامه مع الكثير من الدول والإعلاميين وهو من جانبه حاول المستحيل للفوز ولو عبر جسر تسريبات رسائل هيلارى كلينتون التى أساءت بها لنفسها ولأمريكا إلا أن ترامب الذى كانت فترة رئاسته كمن يضرب كرسى في الكلوب جنى في النهاية ما اقترفت يداه كما نقول بالمثل ولهذا عليه أن يلوم نفسه قبل أن يلوم كل من لم يعطوه أصواتهم وثقتهم.

أما بايدن الذى كانت أخطاء ترامب بالنسبة له مثل الدجاجة التى تبيض الذهب فقد نجح بشق الأنفس في الوصول إلى كرسى الحكم لأكبر دولة بالعالم ونحن كعرب نأمل أن يكون عكس ما يتردد عنه بأنه نصير لإسرائيل ونريده أن يكون نصيرا للحق المتمثل في الحقوق الفلسطينية ونتمنى أن يكون داعما للحملة التى تقودها مصر للقضاء على الإرهاب والإرهابيين في سيناء وليبيا وسوريا والعراق والعالم آملين تقليمه أظافر الإرهابى العالمى أردوغان الزعيم الحقيقى لداعش الإرهابية.

ولن نتكلم عن تصريحات بايدن السابقة عن مصر والتى لم نكن راضين عنها فما يقال خلال الانتخابات من معسول الكلام لكسب صوت ودعم هذا أو ذاك يختلف عند الجلوس على كرسى الحكم واكتشاف المواقف على أرض الواقع وليس من القيل والقال.

وختاما يعلم الجميع ومن بينهم بايدن أن مصر عظيمة بحضارتها وشعبها وعلى مدى تاريخها تقود ولا تقاد.

ولأن التاريخ لا يكذب دعونا نتذكر أيام الحروب الصليبية توفى الصالح أيوب حاكم مصر مع قدوم الغزو تولت زوجته شجر الدر الحكم وانتصر الجيش المصري وتم خلال الحروب الصليبية أسر ملك فرنسا وسجنه بالمنصورة.

تذكروا الرعب الذى أحدثه التتار في العالم الإسلامى في وقت كانت تشهد فيه مصر صراعا على السلطة ولكن سيف الدين قطز والظاهر بيبرس وضعا مشكلاتهما جانبا وقاما بإعلاء المصلحة العليا المصرية والعربية والعالمية ونجحا في قهر التتار بانتصار عظيم في عين جالوت حمى الديار المصرية والعربية والعالم كله.

علينا أن نعترف أن العالم يحترم الأقوياء ونحن فخورون بجيشنا العظيم أما الضعفاء فليس أمامهم سوى البحث عن كبير ينبطحون له ويسلمون زمامهم له ليكون عونا لهم ضد كل أعدائهم فهذا ما فعلته قطر البلد الصغير الذى يعرف حكامه أنهم بلا حول ولا قوة يمتلكون المال ويفتقدون الأمان فاستضافوا أكبر قاعدة أمريكية بالمنطقة لينعموا بالأمان ومعه زادت أحلامهم في أن يكونوا قوة بلا سلاح باستخدام المال والإعلام والرشاوى أما مصر فهى كبير رغما عن أنف كل إرهابى وحاقد.