الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

مخاوف من وباء جديد مصدره شمال أوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدنمارك ستعدم بالغاز ثم تحرق ما يصل إلى 17 مليونا من حيوان المِنك في الأيام القليلة المقبلة في الوقت الذي يناقش فيه العلماء خطر سلالة فيروس كورونا التي يمكن أن تنتقل من البشر إلى الحيوانات والعودة إليهم مرة أخرى.
يعتقد أن كوفيد - 19 نشأ في الخفافيش ثم قفز إلى البشر في الصين في أواخر العام الماضي، ربما عن طريق حيوان وسيط مثل أم قرفة (البانجولين).
الآن تدق السلطات الدنماركية ناقوس الخطر، لأنه يبدو أن نسخة طافرة من الفيروس انتقلت من البشر إلى المِنك ثم عادت مرة أخرى إلى عدد من الأشخاص في شمال الدنمارك، وقد تكون السلالة الجديدة أكثر مقاومة للقاحات المحتملة.
كريستيان سون، وهو أستاذ في جامعة آرهوس وخبير بيطري في علم السموم البيئية، وصف عائلة الثدييات التي تضم المنك والقوارض والغرير - المعروفة باسم "السموريات" – بأنها "قنابل موقوتة". إذ يبدو أنها أكثر عرضة للإصابة بكوفيد - 19 من معظم الحيوانات الأخرى، لكن الآراء منقسمة حول مدى خطورة الشكل الطافر من الفيروس.
الدنمارك هي أكبر منتج في العالم للمنك، الذي تتم تربيته من أجل فرائه الثمين. يعني الإعدام العجيب لمجموعة المنك بأكملها أن الصناعة ستغلق من الناحية العملية في هذه الدولة الاسكندنافية خلال الأعوام القليلة المقبلة، وإذا أفلح نشطاء حقوق الحيوان في الحصول على ما يريدون، إلى الأبد.
تقدم السلطات الدنماركية إغراءات مالية للمزارعين لقتل المنك بسرعة وقد تم تجنيدهم في الشرطة والجيش للمساعدة. المرفق المعتاد لحرق المنك الميت يعمل بكامل طاقته، لذلك تتخذ السلطات ترتيبات مع محطات حرق أخرى.
أدركت الدنمارك لأول مرة أن سلالة من فيروس كورونا جاءت من المنك في حزيران (يونيو) بعد تفشي المرض في إحدى درو الرعاية. لكن القلق يتركز بشكل خاص حول مجموعة من أربع طفرات تم العثور عليها حتى الآن في 12 شخصا في شمال البلاد، حيث يوجد عدد من البلدات الآن قيد الإغلاق من الناحية العملية.
تؤثر الطفرات في البروتين المسماري، الذي يساعد الفيروس على الارتباط بالخلايا البشرية. البروتين المسماري هو أيضا أحد الأهداف الرئيسة للقاحات المحتملة ضد كوفيد - 19.
وجد علماء الأوبئة في الدولة الدنماركية أن السلالة الطافرة من المنك أقل عرضة للأجسام المضادة بسبب التغيرات في البروتين المسماري. وقالوا في تقييم للمخاطر تم تقديمه للحكومة في كوبنهاجن: "هذا مقلق لأنه قد يؤثر في فعالية لقاح كوفيد - 19 في المستقبل". قد يعني ذلك أن الأشخاص المصابين بهذه السلالة المعينة ستكون لديهم مناعة أقل، ما يعرض فكرة "مناعة القطيع" للخطر بالنسبة للمجتمع ككل.
قال كاري مولباك، كبير علماء الأوبئة في الدنمارك: "السيناريو الأسوأ هو جائحة جديد تبدأ مرة أخرى، هذه المرة من الدنمارك".
هناك خبراء آخرون أكثر تفاؤلا، في الوقت الحالي على الأقل. قال إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينج: "فكرة أن الفيروس يتعرض لطفرة تحوله إلى نوع جديد ليست مفاجئة لأنه يجب أن يتكيف ليكون قادرا على استخدام مستقبلات المنك لدخول الخلايا وبالتالي سيعدل البروتين المسماري كي يتم حدوث ذلك بكفاءة".
كانت هناك عشرات التقارير عن إصابة حيوانات أليفة منزلية بفيروس سارس- كوفيد -2، المسبب لكوفيد - 19. تبدو القطط أكثر عرضة للإصابة من الكلاب، ولكن لا يمكن مقارنة أي منهما بالمنك، الذي أصيب بشدة ليس فقط في الدنمارك.
أطلقت هولندا عملية إعدام واسعة النطاق لحيوانات المنك في وقت سابق من هذا العام بعد رؤية انتقال مماثل للفيروس من الحيوانات إلى البشر.
قال ويم فان دير بول، وهو طبيب بيطري هولندي وخبير في الأمراض الحيوانية المنشأ التي تنتشر من الحيوانات إلى البشر، إن السؤال الحاسم هو ما إذا كانت السلالة الطافرة من الفيروس أكثر ضراوة في البشر. قالت السلطات الدنماركية إن السلالة التي شوهدت في الدنمارك حتى الآن لا تبدو أكثر خطورة على البشر.
قال البروفيسور فان دير بول: "ما نراه في المِنك هو أن معدل الطفرات أعلى قليلا مما نراه في البشر. نظرا لوجود كثير من الحيوانات في هذه المزارع، فإن الخطر من حدوث طفرات يكون أعلى، لذا فإن خطر أن يكون الفيروس أكثر ضراوة يكون أعلى أيضا". أضاف: "إذا كان لديك تداول مستمر في المنك، فهناك خطر أكبر في أن يعود لينتشر في البشر مرة أخرى".
وبحسب جيمس وود، رئيس قسم الطب البيطري في جامعة كامبريدج "لم يتم تقييم الأثر الحقيقي للتغيرات في البروتين المسماري من قبل المجتمع العلمي الدولي، بالتالي فهو غير واضح. من السابق لأوانه القول إن التغيير سيؤدي إلى فشل اللقاحات أو المناعة".
رحب نشطاء حقوق الحيوان بعمليات الإعدام كونها من الناحية العملية تنهي جزءا من تجارة الفراء في هذه الدول. لكن أصحاب مزارع تربية المنك في الدنمارك أصيبوا بالصدمة. قال تاج بيدرسن، رئيس جمعية المربين، للإذاعة الدنماركية DR: "من يصبح صاحب مزرعة لتربية المنك في يوم من الأيام، فإنه يظل دائما يربي المنك. معظم الناس لا يتقاعدون من تربية المنك، بل يموتون مربين لحيوانات المنك".
الجمعة أزالت المملكة المتحدة الدنمارك من قائمة ممرات السفر الخاصة بفيروس كورونا، ما يضطر الأشخاص الذين يصلون من الدنمارك إلى عزل أنفسهم لمدة 14 يوما. جرانت شابس، وزير النقل، قال إن تفشي الفيروس في المنك الدنماركي هو السبب وراء القرار.
بالنسبة للبروفيسور سون، الذي دعا سابقا إلى منع تربية المنك في جميع أنحاء العالم، فإن الحادث هو تذكرة بأن السلوك البشري يغير النظم البيئية – ما يزيد من احتمال انتشار أمراض الحيوانات وربما انتقالها إلى البشر. قال: "هذه هي البداية وبعيدة عن أن تكون النهاية".