كشف الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع نسب العكارة في مياه النيل، مؤكدًا على أن زيادة العكارة دليل على أن شبكة تصريف مياه السيول تعمل بكفاءة عالية، بعد موجة الأمطار والسيول التي تعرضت لها البلاد على مدى يومي الأحد والاثنين الماضيين.
وبحسب الوزير، فإن هذه العكارة ليس لها تأثير سلبى على جودة مياه الشرب والأراضي الزراعية، وتختفى آثارها من المياه خلال يوم أو يومين على أقصى تقدير، موضحًا أن مياه السيول تكون محملة بالرمال الناعمة والطمي الذي تجرفه عندما تسقط على قمم الجبال وأثناء انحدارها في مخرات السيول والتي تنتهى عند البحر أو نهر النيل أو يتم حجزها بواسطة السدود وبحيرات التخزين التي تم إنشاؤها بمعرفة الوزارة للاستفادة من هذه المياه في توفير المياه للمواطنين المقيمين بالقرب منها.
وعلى الرغم من إعلان محطات مياه الشرب ببعض المحافظات بعدم تأثرها بمستوى العكارة التي أحدثها السيل نظرًا لبُعد محطات الشرب عن مخرات السيول؛ إلا أن ذلك بعض التقارير أشارت إلى لجوء الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لزيادة نسب الكلور والشبة التي تُضاف للمياه من أجل تنقيتها وجعلها صالحة للاستخدام الآدمي.
ويسمح قرار وزارة الصحة والسكان رقم 458، لسنة 2007، الذي يحدد مواصفات مياه الشرب، بإضافة الكلور إلى المياه بنسبة 5 ملليجرام/ لتر.
ويقول المهندس أحمد رضا، مدير المركز الإعلامي بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، إن هناك مواصفات قياسية تتبعها الشركة ولايمكن أن تحيد عنها، وأن مواصفات واشتراطات وضع الكلور والشبة واحدة في كل الظروف.
وأضاف، أن محطات تنقية مياه الشرب تأخذ عينات من المياه كل ساعة من أمام مأخذ المحطة، وذلك في الظروف العادية، وهذه العينة تُبين نسبة العكارة الموجودة في المياه، وعلى ذلك يتم حساب ما إذا كانت المحطات تستطيع التعامل مع مستوى العكارة أم لا.
وتابع رضا، أنه في حال زيادة نسب العكارة لأعلى من المستويات التي لاتستطيع محطات المياه التعامل معه، على الفور يتم إغلاق المحطة، مدللًا على كلامه بإغلاق محطات المياه في محافظة بني سويف والمنيا العام الماضي.
وأشار إلى أنه يتم إعادة فتح محطات المياه مرة أخرى بعد اطمئنان الشركة لمستوى العكارة في المياه، لافتًا إلى أنه لايتم زيادة أي نسب للشبة أو الكلور في المياه، لأن ذلك يؤثر على الصحة العامة، وأن الشركة وظيفتها هو ضمان جودة المياه ووصول آمن للمواطنين.
ولفت مدير المركز الإعلامي بالشركة القابضة إلى أن الإجراء الاحتياطي في حال زيادة نسب العكارة هو تقليل كميات المياه الداخلة إلى محطات المياه بحيث يتم تستطيع معامل المحطات التعامل معها، أي لايتم تشغيل المحطة بكامل طاقتها، موضحًا أن هناك معمل في كل محطة مياه هو الذي يُحدد نسب الشبة والكلور التي تُضاف للمياه.
من جهته، قال الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، إن هناك مواصفات واشتراطات قياسية لمستويات الكلور والشبة، لأنها مواد كيمائية ولايمكن الحيد عن هذه المستويات.
وأضاف، أن مصر لديها خبرة قديمة في عمليات التعقيم ولاتوجد مشكلة في ذلك، إنما مادة الكلور في حال لو زادت لأي سبب، فإن الكلور تتفاعل مع أنسجة أعضاء الجسم خاصة الكلى، وقد تُحدث أضرارًا للجسم ابتداء من البلعوم للمرئ للجهاز الهضمي، لأن الكلور مادة مبيضة مطهرة وخطرة. موضحًا:"عايزين نطمن الناس برده إن مياه الشرب آمنة والشركة المصرية لمياه الشرب تتخذ كل التدابير لمعالجة مثل هذه الحالات".
