السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى ميلاده.. صورة نادرة للشاعر الكبير فؤاد حداد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر الكاتب طارق فهمي حسين نجل الكاتب الصحفي والقاص فهمي حسين صورة نادرة تجمع والده بالشاعر الكبير فؤاد حداد.
وكتب "طارق" عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معلقا على الصورة قائلا: أحب هذه الصورة، ويسعدني أن أعيد نشرها في مناسبة ذكرى ميلاد شاعرنا الكبير الراحل فؤاد حداد. 
وعن وصف الشخصيات بالصورة أضاف: في الصورة من اليمين أبي فهمي حسين وفي اليسار الصحفي على الدالي، ويتوسطهما كالقمر المنير فؤاد حداد، والصورة، حسب ظني، في مقر مجلة الغد عام ١٩٥٩.
بينما احتفت صفحة فؤاد حداد على فيس بوك بذكرى ميلاده، الذي يوافق 30 أكتوبر، بإعادة نشر مقال للكاتب والمفكر محمود أمين العالم، كان قد نشره في مجلة اليسار عام 1990، وخلاله يتحدث "العالم" عن علاقة الشاعر فؤاد حداد بالقافية والحس الديني الإيماني الذي يتمتع به، والمبادئ النضالية التي ظل متمسكا بها.
وفي المقال كتب "أمين العالم": ما زلت أذكر وجه فؤاد حداد الغاضب وكلمته الغاضبة عندما زارني في أواخر الخمسينيات، وكنت حينذاك أُكثر من الكتابة مدافعًا عن الشعر الجديد، مُحبذًا تخليه عن الأنساق الخليلية في الوزن، بل عن القافية كذلك. وما تزال ترن في أذني كلمته الغاضبة: "يا صديقي الشعر قافية، بدون قافية لا شعر". وعندما جمعتنا بعد ذلك زنزانة في سجن المحاريق في الواحات الخارجة، كان يرقد على أرض الزنزانة على يساري. وكان من عادته عندما ينام أن يغطي جسده كله "ببطانية" السجن فلا يبين منه شيء. كانت هذه "البطانية" المحكمة الإغلاق هي غرفته الصغيرة التي يختفي فيها كي يمارس عملية بناء أشعاره. وكانت قدماه تفضحانه دائمًا. كنا نعرف استغراقه في هذه العملية عندما نبصر بقدميه تحت "البطانية" المحكمة الإغلاق تتحركان حركة متسقة كأنها جهاز إيقاع.
كنت أحس وأتبين دائمًا في كل ما أسمعه منه أو أقرأه له من أشعار بقوة الإيقاع، بسيطرة الوزن الموسيقي، بجبروت القافية. بل كنت أشعر أحيانًا أن القافية تكاد أن تكون القوة المحركة الفاعلة الدالة في بنائه الشعري كله. وكنت أُدهش لهذا، لأنني كنت أتبين في الوقت نفسه، أن موضوعاته الشعرية ومضامينه المُعبرة عن موقفه الإنساني كمناضل وطني شيوعي، هي القوة المُحركة الفاعلة الدالة كذلك في بنائه الشعري! وكانت تزداد دهشتي دائمًا عندما كنت أتبين كذلك في العديد مما يكتبه من أشعار رؤية دينية مؤمنة عميقة الإيمان، ولم يكن الأمر تظاهرًا، ولم يكن ادعاء، ولم يكن رد فعل لملابسات السجن وعذاباته وقسوته، وما كان يحوم فيه وحوله من شبح دائم لموت، تجسد في سقوط أكثر من جثة لرفيق عزيز لنا جميعًا.