الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. خالد كمال يكتب: الرسول الرائد الإستراتيجي العام والقدوه العظمي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعريف الإستراتيجية هى خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد اعتماداً على التكتيكات والاجراءات المختلفة وهى فى الاصل تعبير عسكرى ولكن اصبح يستخدم فى كل العلوم..
التخطيط يعرفه العالم الامريكى ( هنرى فويل ) بأنه يشمل التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل . أذن التخطيط أداة أدارية تهدف الى تحقيق الغاية أى الوصول الى الهدف المطلوب عن طريق الاستخدام الامثل للموارد.
ويمكن تعريفه بأنه مجموعة من القرارات والخطوات المحددة النظامية التي يكون لها أثر مستقبلي وهوعملية مستمرة ومتغيرة ذات فلسفة إدارية ونظام متكامل ويعد التخطيط والقدرة عليه سمة من سمات القادة العظماء وأهم خطوة لأي عمل ناجح في الحياة .
بل يقول نابليون بونابرت لا يستطيع أحد أن يقود أفراداً دون أن يوضح المستقبل الخاص بهم فالقائد هو بائع الامل.
وقد اشير الى التخطيط بالمعنى السابق فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم منها على سبيل المثال قوله تعالى " يأيها الذين آمنوا أتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون " الحشر 18 ..
والاية الكريمة توجه الى ضرورة تقوى الله كما امرتهم بين يدى ذلك ان تنظر كل نفس ماقدمت لغد وليس أوضح من ذلك فى وجوب التخطيط للمستقبل والنظر له بحالة من التأمل والتدبر والدراسة والاعداد وكلمة الغد تعبير عبقرى لانه يحتمل ان يكون الغد القريب أو المتوسط أو البعيد وقد يكون الغد الممتد فى ضمير الغيب ما بعد الحياة الدنيا ليصل الى حياتنا الاخروية وهنا يتجلى المعنى الشامل للتخطيط المتضمن فى الاية الكريمة ..
وأذا نظرنا الى نجاحات الرسول (ص) المتتالية والمبهرة تاريخياً والتى يقف عندها المفكرون والمؤرخون والفلاسفة بكل اجلال واحترام كما سبق واشرنا ما كانت لتتم إلا من خلال خطة واضحة المعالم والتصرفات العفوية العشوائية لا يمكن أن تؤدي إلي نجاحات متكررة .
فالصدفة لا تتكرر فلقد وضع لنا الرسول اصول التخطيط الدقيق لكل فعل نفعله
حين قال فى حديثه الشريف " اذا هممت بامر فتدبر عاقبته ، فأن كان رشداً فأمض به وأن كان غياً فأنته عنه "
كما في الهجرة النبوية، حيث تجلى التخطيط الاستراتيجي المبدع، آخذاً بالأسباب في إنجاح العمل، رغم أن الله كفيل بحفظ رسول الله وصاحبه في الهجرة.
والمعروف في علم التنمية البشرية " أن أول خطوة في أي خطة إستراتيجية :
هي الرسالة : وهي مجموعة من القيم والمبادئ التي تسعي الخطة لإرسائها ..
هل كان يملك الرسول رسالة ؟!
بالطبع كانت رسالته :هداية البشر ألي العقيدة الخالصة الصحيحة وكان ذلك طوال حياته وحتى انتقاله إلي الرفيق الأعلى .
وثاني خطوة هي تحقيق الهدف من العمل الذي يقوم به فالهدف هو النتيجة المراد تحقيقها في زمن محدد .
ويمكن القول أن الرسول (ص)كانت له أربعة أهداف هي :-
*تبليغ ما تنزل عليه من وحي .
*أن يدخل كل الناس في الإسلام .
*تكوين دولة الإسلام والعمل علي امتدادها وتوسيعها .
*تربية الجيل المؤمن القادر علي حمل الدعوة في حياته وبعد مماته .
ويمكن دمج الأهداف الأربعة لتكن بمثابة الرؤية المحمدية وهي تبليغ الوحي وإسلام الناس وتكوين الدولة وتربية الجيل المؤمن المستعد للتضحية في سبيل الدعوة .
المطلب الاول هو الاصرار على تحقيق الهدف
ولكن هل كان الطريق ممهداً أمام الرسول ( ص ) لتحقيق هدفه ... لا والله
فقد آذاه أهله هو وأصحابه فكان يعبد الله سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم .
هاجمهم المشركون حول الكعبة فأوسعوا الصحابة الأجلاء ضرباً ومنهم سيدنا أبو بكر حتى تهتك لحم وجهه وغاب عن الوعي من كثرة الألم ثم جاءت قبيلته وأنقذته وهو بين الحياة والموت وحملوه إلي بيته فظل رضي الله عنه مغشياً عليه حتى ظنوا أنه مات فإذا به يفيق فأول ما سأل سأل عن الرسول (ص) وقال أنا بخير مادام رسول الله (ص) بخير فغضب أبوه وأهله وتركوه وخرجوا ..
وأنا أركز علي هذا الجانب لأبين ان الرسول كان يستطيع شخصياً تحمل الالم والعذابات لكن اسوأ الم ان تكون سبب غير مباشر في إيذاء من تحب . ولقد تحمل الرسول (ص ) الكثير فقد وضعت زوج أبي لهب " السلا" أي الشوك في طريقه وألقيت عليه أحشاء الشاه من طاقة في سقف بيته وهو يصلي فكان يكمل صلاته وهو صابر ......
وكان إذا خرج من مكة منعته الصبية والسفهاء من الدخول فكان لا يدخلها مرة اخرى الا في كنف رجل كافر هو "المطعم بن عدي " .....
اتهموه بالجنون والسحر والسفه لكنه تحمل كل هذا وأكثر ثم حاصروه هووربعه في شعاب مكة وحرموهم الماء والغذاء لكن الله أنقذهم من هذا الحصار .
كان يمشي بعد أن يَطْبِقَ الظلام على الكون. يموت أبو طالب. وتموت السيدة خديجة. ويتكالب عليه الكفار، ويتضاعف الإيمان. كان عمره 50 سنة. حاول الكفار أن يقتلوه.. والصحابة يتعرضون لإيذاء شديد.
ويسألونه: ماذا ستفعل يا رسول الله؟.. كان يقول سنبذل مزيداً من الجهد
سأخرج ماشياً على قدمي من مكة للطائف.والطائف على بعد مائة كيلومتر من مكة.
مشى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ولم يتعب. صلى الله عليك يا سيدى يا رسول الله وصدق قوله (قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
ويصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، فيقابلونه أسوأ مقابلة. استقبله ثلاثة من زعماء الطائف.
قال له الأول: والله لو رأيتك متعلقاً بأستار الكعبة وتقسم بأنك نبي ما صَدَّقْتُك.
ويقول له الثاني: أما وَجَد الله من هو خير منك كي يرسله.
ويقول له الثالث: إما أن تكون نبياً حقاً فأنت أعظم من أن أكلمك. وإما أن تكون كذاباً فأنت أدنى من أن أكلمك.
فيقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن أَبَيْتُم أن تمنعوني فلا تُخْبِرُوا قريشاً أنّي استعنت بكم عليهم.
فقالوا: والله لنُخْبِرنََّهم. قم يا فلان فأخبر قريشاً أن محمداً جاء يستعين بنا عليهم
أبيتم هذا وهذا فدعوني أعود.
قالوا: لا..