الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اختيار إخواني لجائزة اتحاد الكتاب يثير انتقادات واسعة.. ومثقفون: «عبدالهادى» المسئول.. «سلام»: فوز «القاعود» يشجع الإرهاب.. وطارق إمام: يعتمد المنهج السلفي في كتاباته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار فوز الناقد الدكتور حلمي القاعود بجائزة التميز الخاصة باتحاد كتاب مصر برئاسة الدكتور علاء عبد الهادي، لعام 2020، حفيظة عدد من المثقفين، مؤكدين أنه ينتمي لفكر جماعة الإخوان "الإرهابية".
حصول القاعود على الجائزة، حسبما أكدت مصادر مطلعة باتحاد الكتاب في تصريحات خاصة للبوابة، جاء نتيجة الاقتراع والتصويت على المرشحين للفوز بجوائز التميز الخاصة من قبل مجلس إدارة الاتحاد مباشرة، وان عملية الاقتراع والتصويت على الفائزين تتم بشكل سري، وقد حصد القاعود أعلى نسبة تصويت، كما أن عملية التقييم لا تتم وفقًا للانتماءات الفكرية أو السياسية وأن المعيار هو القيمة الأدبية للمفكر أو الكاتب وأعماله الإبداعية. 
وبررت المصادر منح حلمي القاعود الجائزة بأنه أستاذ جامعي، ومازال يمارس عمله الجامعي حتى اللحظة الراهنة، وكما أنه يقوم بالإشراف على رسائل الدكتوراة والماجستير في النقد الأدبي كما أنه له مجموعة من الأعمال الإبداعية والنقدية التي زودت المكتبة العربية والأدبية ومنها الرواية التاريخية في أدبنا الحديث: دراسة تطبيقية، الورد والهالوك: شعراء السبعينيات في مصر، الرواية الإسلامية المعاصرة: دراسة تطبيقية، النقد الأدبي الحديث بداياته وتطوراته، الوعي والغيبوبة دراسات في الرواية المعاصرة، ومدخل إلى البلاغة القرءانية، وغيرها من الأعمال الأدبية والنقدية. 
وأكدت المصادر أن جائزة التميز ليست هي الجائزة الأعلى في القيمة المادية إذ تتساوي مع جائزة الاتحاد والتي تقدم في ستة مجالات وتبلغ نفس القيمة المادية وهي 10 آلاف جنيه، كما تتساوي أيضًا مع جائزة الشاعرة نوال مهني والتي تبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه. 

ضد التحديث

من ناحيته، أعلن الشاعر الكبير رفعت سلام، رفضه فوز الناقد حلمى القاعود، بجائزة التميز في النقد الأدبي والتى أعلن عنها اتحاد الكتاب، مؤكدا أنه ضد الاتجاهات الحداثية في الأدب لا سيما الشعر منها.
وقال سلام في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": لا أفهم المبرر للجوائز التي يطلقها اتحاد الكتاب كل عام، خاصة أن هذه الجوائز ليس لها أي معايير، سواء كانت الدولية أو المحلية.
وأشار إلى أن منح أغلب هذه الجوائز يقع في يد رئيس اتحاد كتاب مصر الدكتور علاء عبد الهادي، مؤكدا أن الأمر يخضع وفقًا لآرائه الشخصية، وبالتالي فلا مجال للسؤال عن المعايير الموضوعية.
وتابع:"بالنسبة للناقد حلمي القاعود فقد تبنى منذ البداية موقفا غير موضوعي في الأدب، ويُعيد الاعتبار لشخص عمر الجندي، والذي كان يتبني موضوع الأدب الإسلامي، وبعض الأشخاص في القرن العشرين، وبالتالي تجد جماعة الإخوان المسلمين تلجأ في الهجوم على طه حسين -على سبيل المثال-، على آراء ثلاثة من هؤلاء، وقد أصبح لديهم رصيد من التصدي لكبار مفكرينا وأدبائنا في تلك المناسبات مثل جائزة نوبل، مؤكدًا على أنه إذا كان الدكتور علاء عبد الهادي والذي من المفترض أنه يتبني الاتجاه العقلاني والتنويري في الأدب، فإنه بهذا الاختيار يشجع مثل هذه الاتجاهات الإرهابية في الأدب".

منهج سلفي

وانتقد الكاتب طارق إمام، فوز الناقد حلمي القاعود بجائزة التميز في النقد الأدبي من اتحاد كتاب مصر، مؤكدا أن هذا الأمر له شقين سيئين أولًا هو الانحياز لمدرسة بالية وقديمة وعفي عليها الزمن في النقد، والأمر الثاني أن "القاعود" نفسه يطلق على نفسه ناقدًا إسلاميًّا.
وقال"إمام" في تصريحات خاصة لـ "البوابة " أن حلمي القاعود معروف بتوجهاته الإسلامية، متسائلًا:" لماذا نمنحه جائزة في وقت نصرخ فيه -ليل نهار- بضرورة التحديث والتجديد سواء في التجديد الأدبي أو الثقافي، أو التجديد الديني، وإذا بنا نفاجأ بأن الجهة المنوط القيام بها القيام بهذا التجديد وهي "اتحاد كتاب مصر" والنهوض به تفاجئنا بهذا القرار الذي أعتبره هو بالأساس ضد التجديد في الأدب من جهة، وضد القيم المدنية من جهة أخرى، والتي يفترض أن الدولة ضد تلك الأفكار"
وأضاف:" أنا هنا أسال من قام بمنح "القاعود" الجائزة من الأشخاص، ما هي مسوغاتهم، ومبرراتهم في منحه الجائزة، فبالضروري أن نعرف جميعًا ما الحيثيات التي انتهجها هؤلاء لإعطائه جائزة كهذه، أنني أري أن هذه فضيحة".
وتابع امام: إن القاعود ينتهج المنهج السلفي وجميعًا نعرف أن الموقف السلفي لا يتجزأ في النظرة العامة من الثقافة إلى الحياة، فلماذا نكافئ الرجعية والفكر الرجعي في الوقت الذي ننادي به بالتجديد، كما أن هناك العديد من الأسماء الكبيرة سواء على المستوى النقدي أو العمري بالإضافة إلى أنهم مشهورين بنظرتهم ورؤيتهم وانحيازاتهم إلى التجديد ومنهم على سبيل المثال الدكتور محمد بدوي والدكتور شاكر عبد الحميد، والدكتور سيد الوكيل، والكاتبة اعتدال عثمان، والدكتور حسين حمودة، فهم نقاد كبار سنًا ومقامًا، لكن انحيازهم للتجديد معروفة للجميع فلماذا يتم أو يقع الاختيار على "القاعود" صاحب النظرة السلفية في الأدب، فهل هذا عقاب لهم، وفي العموم أنا أري أن ما يحدث ما هو إلا – مهزلة – في رأي، وعزائي الوحيد أن جوائز اتحاد هي جوائز لا يلتفت إليها أحد.

خريطة الجوائز

يشار ان مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر كان قد اعتمد منذ أيام جوائز النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لعام 2020، وجاءت الجوائز على النحو التالي أولًا جائز التميز وتبلغ قيمتها 10 ألاف جنيه في ثلاثة أقسام وهي جائز النقد الأدبي وفاز بها كلا من الدكتور شعبان عبد الحكيم، والأستاذ الجامعي بكلية الآداب بجامعة طنطنا الناقد حلمي القاعود، أما جائز الرواية فذهبت لكل من الكاتب محمود عوض عبد العال، والروائي مصطفى نصر، أما جائزة التميز في الشعر فذهبت للدكتور عبد الحميد محمود في شعر الفصحي، والشاعر السعيد قنديل في شعر العامية.
أما جوائز الاتحاد وتبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه، حيث حصل الشاعر أحمد حسن محمد شاهين بجائزة شعر الفصحي، وفاز الناقد محمد شوقي عبد الحميد، بجائزة النقد الأدبي، أما جائزة القصة القصير ففازت بها الكاتبة آمال محمد الميرغني، وفازت الشاعرة سهير محمد متولي عوض بجائزة شعر العامية، أما جائزة الرواية فحصل عليها الروائي محمد سعيد أبو اليزيد شهاب، وفي أدب الأطفال فازت الكاتبة هجرة محمود الصاوي. 
أما الجوائز الخاصة فحصلت عبير مرسي على جائزة المرحوم يوسف أبو رية والتي تبلغ قيمتها 5 آلاف جنيه، وحصل الشاعر محمد حافظ محمد بجائزة الشاعرة نوال مهني وتبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه. 
كما تم حجب جائزة المرحوم الدكتور عبد الغفار مكاوي، وجائزة الروائي بهاء طاهر، وجائزة الأديب محمد سلماوي، وجائزة الناقد الدكتور حسن البنداري، وجائزة الشاعر أحمد فضل شبلول، حيث لم يتقدم إليها سوى شخص واحد ولم يحصل على النسبة المقررة للفوز بالجائزة في حالة العمل المفرد وهي نسبة 85% من الأصوات وفقًا لقرار مجلس الإدارة.