الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات "البوابة نيوز" .. "في حب مصر" قصيدة للدكتور مصطفى حسين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشِّعرُ مَاءٌ والقَصِيدُ ضُرَامُ
وَحيٌ تَحيَّرُ دُونهُ الأفهامُ

لحظٌ منَ الإبداعِ يعبرُ صمتُهُ
صوتًا فتغرقُ في الصَّدى أيَّامُ

ولربَّ خاطرةٍ عبيرُ لحاظهَا
وردٌ ينوءُ بشاطئيهِ العامُ

هذا مَرامُ اللَّحْنِ يعزفُ نَبضُهُ
قلبًا فنعمَ العزفُ حِينَ يُرامُ

مصرُ العظيمةُ؟ منْ؟ سَألتُ هَواءَهَا
وسَألتُنِي فأجَابَتِ الأعْلامُ

هَذا الوِشَاحُ النِّيلُ يرسُمُ ضحكةً
للكونِ حينَ تُكشَّرُ الأوهامُ

فالماءُ عطفُ اللهِ يملأ وجْهُهُ
حُزنَ الجَفافِ فتَبسُمُ الأنسامُ

والشَّمسُ ظلُّ الأرضِ ينطقُ نورُها
يا مَصرُ نورُكِ للهُدَى صمَّامُ 

كم نامَت الدنيا فغابَ خَلاقُها
وخَلاقكِ المأمولُ ليسَ يَنامُ

يا بلسمَ الدنيَا حِماكِ مُرُوءةٌ
تنهارُ عِنْدَ حُصُونها الأسقَامُ

العَالمُ الغابُ الغَزالُ ورملُهَا الـ (م)
ـمِصْريُّ يَحفظُ عَهدَهُ الضّرغَامُ

ما لاذَ بالطينِ الأصِيلِ مُكدَّرٌ
عندَ المدَى الدُّريِّ كيفَ يُضَامُ؟

مِصرُ الأمَامُ وخلفَها مَا دُونَها
فالخلفُ خَلفٌ والأَمَامُ أمَامُ

كم أنجبَتْ للعَالمينَ تميمةً
للخيرِ عَنها تَعقُمُ الأرحَامُ

هيَ مَريمُ العَذْراءُ فَاطِمَةُ الهدَى
دِينُ المسيحِ الطُّهرُ والإسلامُ

هي كعبةُ الدنيا يحجُّ لخصبِها
سعيٌ ويعمرُ أرضهَا الإحرامُ

الأزهرُ العِلمُ الشَّريفُ لِواؤُهَا
و"العِزُّ" و"الغزَّالُ" و"الفَحَّامُ"

هِي "مُصطفى محمودُ" "شَعراويُّهَا"
فخرُ الأئمةٍ والإمامُ إمامُ

هيَ غايةُ الحدَّينِ مِصرُ فَسَهمُهَا
في الحَربِ حَربٌ فِي السَّلامِ سَلامُ

ما دَقَّتِ الحربَ الطُّبولُ فسَهْمُهَا
نَارٌ فَإمَّا أقصَرَتْ فَحَمَامُ

قَدْ حَطَّمَتْ قرنَ المغُول وأحرقَتْ
حُلمَ الفِرنجِ فهروَلَ النُّوَّامُ

وتَضَاحَكَتْ ضادُ العروبةِ فانتشَتْ
سَيْنَاءُ وارتَاحَ المدَى وَالشَّامُ

هِيَ طِيبةُ الطِّبِّ القَديمِ رِمَامُهَا
تَهْتَزُّ في تحنيطِها الأكمَامُ 

ومَلامحُ المومياءِ يبسُمُ بِشرُهَا
بالموتِ وَجهًا والتُّرابُ رِمَامُ

هِي صَخْرةٌ يَحْكِي الخُلودُ بقَاءَهَا
أيَهُزُّهَا الفَيرُوسُ والهُوَّامُ؟!

"كُورُونُ" في جَيشِ البيَاضِ ذُبَابَةٌ
والحرْبُ لا تُجدي بِهَا الأحْلامُ

فَدمُ الطبيبِ بمصرَ نفحةُ أعصرٍ
تَسْقِي وُرودَ عَطَائِهَا الأعْوامُ

حِبرٌ شِفَاءُ الروحِ خَطَّ ردَاءَهُ الـ (م)
ـمِصْريُّ مَا جفَّتْ بهِ الأقْلَامُ

فالمعدِنُ النوريُّ مِصْرُ نَبَاتُهُ
نِيلًا وطَمْيُ ضيَائهِ الإنعَامُ

منْ عهدِ عَمْرٍ وَالصَّلاةُ نِدَاؤهَا
يَعلُو فَتُغدِقُ بالفَخَارِ الهَامُ

ولئِنْ خَلا جَوُّ المسَاجِدِ بُرهةً
فالدِّينُ فِي قَلْبِ العِظَامِ يُقَامُ 

جَيشُ الوباءِ انسابَتِ الدُّنيَا لهُ
خَوفًا فغابَتْ في الموَاتِ أنَامُ

وهُنَا بمصرَ الدّينُ أنبَتَ عِطْرُهُ
وردًا تهابُ عَبِيرَهُ الأسْقَامُ

وَجْهٌ طَبيبٌ والملامِحُ راحَةٌ
للنَّاظرينَ وَجَـــنَّةٌ ويَمــــــــامُ

مَا تبخلِ الدُّنيَا فمِصرُ كَريمَةٌ
إنَّ البـِّــلادَ أرَاذِلٌ وكِــــــرَامُ
...... 
القصيدة مُهداةٌ لأطباءِ مصرَ وممرضِيهَا وكلّ أجنادِ القطاع الطبّي الذين عزفوا أروع سيمفونية حب مصرية في أزمة كورونا.