يحتفل أهل جنوب سيناء، كل عام بذكرى المولد النبوي، ورغم اختلاف العادات من محافظة لأخرى، لكن تبقى مظاهر الاحتفال حاضرة، ولها تقاليد وعادات تاريخية قديمة توارثها الأجيال.
وقالت "نادية عبده" بنت البادية في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" اليوم الخميس، إن المولد النبوي أحد الاحتفالات التي اعتاد عليها أهل طور سيناء، مشيرة إلى أن شهر ربيع الأول بدايته خير ووسطه خير وآخره كل الخير، وإن مولد النبي محمد صلى الله وعليه وسلم تحتفل به السماء قبل الأرض، ومضيفة أن سماء طور سيناء كانت مضاءة بالنجوم طوال شهر الربيع.
وتابعت "نادية" ومن عادة أهل البادية السعادة الغامرة في هذا الشهر؛ لأنه تكثر فيها ولدات الغنم والماعز وتكثر المراعي والروابي، وسيدات البيوت يسوون السمن الشيحي في القرب والألبان في الطناجر لعمل الأرز واللبن الذي سوف يوزعونه على البيوت المجاورة وتوزيعه على الأطفال احتفالا في هذا اليوم، وتنحر الذبائح وتنصب الخيام ليجلس فيها الأقارب والغرباء من العابرين أو المارين وكان تذهب بصواني الأرز واللحم إلى جامع المنشية ليأكل المشايخ والمصلين تفاؤلا بهذا اليوم وكان القرآن الكريم طوال الشهر يذاع على مدى اليوم، وكانت توزع المشروبات ساخنة مثل الشاي والقهوة ومعه الحبق وكانت توزع القروش على الأطفال فرحا بهذا اليوم.
واستطردت: وكان أهل طور سيناء يجلبون الحلوى مثل الحمصية والسمسمية من السويس مع عربة الخضار، لافتة إلى أنها كانت الوسيلة الوحيدة بين السويس والطور والغرض من هذه الحلوى توزيعها على الأطفال لترتبط اذهانهم بهذه المناسبة السعيدة ولم تكن هنا محلات تبيع هذه الحلوى فكان أهل الطور يوصون عليها قبل المولد حتى يسعدوا الأطفال
ونوهت بنت البادية إلى أن نور مدينة طور سيناء لا ينطفيء في هذا اليوم لا تشعر بالظلام الدامس ابدا، مضيفة أن كل البيوت تذبح في هذا اليوم؛ معللة بأنهم يربون هذه الذبيحة على ذمة المولد ولها معاملة خاصة يصبغون رأسها بالحنة ويداومون حتى يجيء موعد الذبح، فضلا عن طهور الصبيان في هذا اليوم وحلق شعورهم.
