الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في ذكرى ميلادها الـ89.. تعرف على مسيرة نوال السعداوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نوال السعداوي طبيبة وكاتبة وروائية مصرية، مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وعن حقوق المرأة بشكل خاص، واشتهرت بمحاربتها لظاهرة ختان الاناث، بدأت العمل في مهنة الطب عام 1955، لتبدأ بعد عامين بالعمل على مشروعها الأدبي ونشر أفكارها وثقافتها، فكانت مجموعتها القصصية الأولى "تعلمت الحب" عام 1957.
أشعلت السعداوي العالم العربي بأكمله عندما أصدرت كتاب "المرأة والجنس" في صيف 1968، حيث أحدث الكتاب صخب في مجتمع محافظ، يقدس السرية ويعد المرأة من ضمن المحرمات، وأدى إلى فصلها من وزارة الصحة، وحينها بدأت العداوة المعلنة بين صاحبة "المرأة والجنس" من جهة، والسلطتين الدينية والسياسية من جهة أخرى.
ولدت في مثل هذا اليوم 27 أكتوبر عام 1931، في قرية كفر طلحة في محافظة القليوبية في مصر، كان والدها يعشق العلم ويقدره لذا كان دائم الإصرار على أن يعلّم جميع أبناءه وكان عددهم عشرة أبناء، كان والدها يعمل كمسئول حكومي في وزارة التربية والتعليم وكان أيضًا من الثوار العاشقين للوطن، ورثت السعداوي من والدها الشجاعة وحب الوطن وقول الحق حتى لاحظ عليها والدها القوة والإقدام والجرأة وأخذ يشجعها على ذلك وأصر أن تتعلم اللغات إلا أن وافته المنيّة. 
عملت كمستشارة للأمم المتحدة في برنامج المرأة في أفريقيا والشرق الأوسط. وبقيت على مدى عقود وفي كل عمل أدبي وفكري جديد تثير عاصفة من الجدل، وانتقلت أيضًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتنال درجة الماجستير في علوم الصحة من جامعة كولومبيا في عام 1966.
أصدرت مجلة الصحة وكانت تنشر فيها جميع آرائها ومعتقداتها دون أي حدود أو خوف، وعملت كرئيس تحرير فيها إلى أن أغلقت، وعملت في وزارة الصحة كمدير مسئول عن الصحة العامة وكأمين مساعد في نقابة الأطباء، إلا أن تمت إقالتها إثر كتابها "المرأة والجنس" عام 1972، وتم في هذا العام إغلاق مجلتها.
ومن عام 1973 إلى 1978 عملت في المعهد العالي للآداب والعلوم، ولم تتوقف أبدًا عن الكتابة ونقل اضطهاد المرأة العربية التي اشتهرت بها، وفي عام 1973، نشرت روايتها الأكثر شهرة، "المرأة في بوينت زيرو" في بيروت، وفي عام 1977 نشرت "الوجه المخفي للحواء: النساء في العالم العربي".
في عام 1981، انتقدت السعداوي حكم الحزب الواحد للرئيس أنور السادات، فتم اعتقالها وسجنها في 6 سبتمبر عام 1981، وتم إطلاق سراحها بعد شهر واحد من اغتياله في عام 1982، وفي عام 1983 أصدرت "مذكراتي في سجن النساء"، وقالت فيما بعد أنها حين خرجت من السجن كانت تتمنى كتابة برقية شكر إلى السادات الذي جعلها تحول الألم والشقاء والمعاناة إلى عمل إبداعي.
وحوصرت الكاتبة الجريئة بفتاوى الكفر والإلحاد، والتهديد بالقتل، ما جعلها تقبل عرضًا للتدريس خارج مصر، وسافرت عام 1988، وحاضرت في جامعات ديوك، وشمال كارولينا، وواشنطن، لكن أفكارها وآرائها لم تكن حبيسة مجتمع واحد أو بيئة واحدة، إنما هي طليقة المبدأ والفكرة، لذا واجهت صراعات كذلك في رحلتها بالخارج، بسبب انتقادها للنظام الغربي.
نشرت السعداوي روايتها الأخيرة بعنوان الرواية في القاهرة عام 2004، وحصلت على العديد من الجوائز العربية والعالمية منها جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي، وجائزة ستيغ داغيرمان من السويد وجائزة رابطة الأدب الأفريقي وجائزة جبران الأدبية، وجائزة من جمعية الصداقة العربية الفرنسية وجائزة من المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى الدكتوراة الفخرية من قبل الكثير من الجامعات الأجنبية.
رغم وصفها الدائم لمؤسسة الزواج بالمؤسسة العبودية والظالمة، إلا أن السعداوي تزوجت ثلاث مرات، أولها كان من زميلها وصديقها الدكتور أحمد حلمي، وحدث الانفصال بعد عامين بسبب ادمانه ومحاولته قتلها، لديهما ابنة هي منى حلمي وهي صحفية وأديبة تسير على خطا والدتها الأدبي والفكري بكل وضوح.
بعد الانفصال عادت السعداوي لتتزوج من رجل يعمل في القانون وانتهى هذا الزواج بعد فترة قصيرة جدًا فقالت نوال عن سبب الانفصال: "وحين صاح زوجي الثاني: أنا أو كتاباتي؟! قلت: كتاباتي، وانفصلنا"، ثم تزوجت للمرة الثالثة من الروائي والسياسي شريف حتاته، الذي تم اعتقاله لمدة 13 عامًا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وأنجبت منه ولد وبنت إلا انهما انفصلا في عام 2010 بعد ثلاثة وأربعين عامًا من الزواج.