الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحرب على الإسلام ومقاطعة «أردوغان»!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس من عاقل رشيد يقبل بإهانة نبى أو رسول يمثل شخصه رمزية للديانات السماوية، تمامًا كما أنه لا يقبل عاقل أو رشيد إهانة مفكر أو فيلسوف ساهمت أفكاره وإبداعاته وتصوراته في بناء حضارات الإنسان.
ما يظنه الإنسان قمة تطوره الحضارى ليس في نهاية الأمر سوى مجموعة القيم والأفكار والمبادئ والأخلاقيات والمعارف والعلوم التى تشكل محصلة التراكم المعرفى والثقافى والحضارى للبشرية التى من خلالها استطاع الإنسان إنجاز فعل التطور وهذا ما يميزه عن باقى الكائنات.
الجاهل وحده من ينكر على الأديان وكل ما أبدعه بنى البشر من فلسفات وأفكار، إسهامها في عملية معقدة ومركبة لبناء منظومة التطور الإنسانى برمتها.
الأنبياء والمفكرون والفلاسفة والمبدعون عابرون للزمن والجغرافيا واحترامهم فريضة إنسانية، لكن عندما يكون الحديث عن شروح وتفسيرات وتأويلات المؤمنين والأتباع والحواريين هنا يصبح النقد بناء ومباح؛ فلولا تدافع الناس بالأفكار لما كان التطور.
كمواطن وإنسان ينتمى إلى هذا العالم غضبت لإهانة النبى محمد ولن تختلف حدة غضبى إذا تعلق الأمر بأى نبى أو فيلسوف أو مفكر أو مبدع؛ لكن لم أشعر بذلك الغضب عندما قال الرئيس الفرنسى أن الإسلام مأزوم وعلى العكس من ذلك وجدت له بدل العذر أعذارًا فمن يتصدرون للحديث باسم الإسلام إنما ينطقون بما يرونه ويقولون أنه جوهر الإسلام ومضمونه، وأغلب ما يتحدثون به هو محصلة فقه وفتاوى وآراء بشرية كان الإرهاب والعنف بكل صوره المادية والمعنوية أبرز نتائجه.
يعيش الناس على فقه قديم وتفسيرات عفا عليها الزمن وظنوا من فرط قدمها أنه أصل الدين، بهذا المعنى تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية توليه شئون البلاد والعباد وكان ذلك قاعدته لإطلاق دعوته لتجديد الخطاب الدينى.
الدين في مجمله مجموعة قيم ومبادئ سامية وله مقاصد عمومية يختلف الناس في تفسيرها وشرحها باختلاف الزمان والمكان ولو استمرت عملية التفسير والشرح والتأويل والتجديد بحيث يتعامل الفقهاء والعلماء المحدثون مع من سبقهم من فقهاء وعلماء بشر مثلهم باعتبارهم غير مقدسين وأن ما خلفوه من تراث قابل للنقد والنقض والمراجعة لما كانت هناك مشكلة ولما ظلت مجتمعاتنا المسلمة تعالج مستجدات مصالحها المرسلة بفقه قديم يعجز عن حل مشكلات المستقبل.
بهذا المعنى نستطيع تفهم عبارة "الإسلام مأزوم"، فالمتشددون والمتطرفون وأمراء الدم فيما تسمى بجماعات الإسلام السياسى هم من يتصدرون الحديث باسم الدين بحكم صوتهم العالى المتشدد المغازل لغرائز العامة وقد عانى منهم المسلمون قبل غيرهم.
لم يرى الغرب من المسلمين سوى حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوى وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادى إلى راعى الإرهاب الدولى رجب طيب أردوغان لأن جرائمهم الإرهابية عبرت عن أفكارهم وعقائدهم الفاسدة والتى تم تسويقها في المجتمعات العربية المسلمة قبل المجتمعات الغربية وعلينا قبل أن نغضب من ماكرون الانتصار أولًا في معركة تجديد الخطاب الدينى لنقدم إسلامنا بشروح وتأويلات أرحب وأوسع تستطيع الحوار والتعايش مع شركائنا من سكان هذا الكوكب.
بدلًا من الإلتفات إلى قضيتنا الرئيسة وأم معاركنا "تجديد الخطاب الدينى" إنساق أغلبنا وراء من أساءوا إلى الدين وجعلوه مأزومًا، فقد سارعت جيوش أردوغان الإلكترونية إلى الدعوة لمقاطعة فرنسا وبضائعها ومنتجاتها لتحل محل دعوات مقاطعة تجارة أردوغان الفاسدة التى أطلقها المسلمون العرب الذين عانوا من إرهابه ومحاولاته المتكررة لتخريب أوطانهم.
قاطعوا أردوغان وبضائعه لأنه يدمر أوطانكم بأموالكم وبادروا إلى تجديد دينكم الذى شوهته أم جماعات الإرهاب في عيون شبابكم المسلم قبل عيون الغرب.