الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ابن فرناس والسادات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجمع المؤرخون على أن ابن فرناس كان أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة والرمل فانتشرت صناعة الزجاج لما رأى الناس أن المادة أصبحت في متناول الغنى والفقير.
يعد ابن فرناس أول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران.
وقبل أن ينقضى شهر انتصارات أكتوبر لا بد من كلمة عن الرئيس محمد أنور السادات، ومن مفارقات حرب أكتوبر، هو ما كشف عنه أمين عام جامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، عن “الاسم الحركي” الذى أُطلقه الرئيس الراحل محمد أنور السادات إبان حرب أكتوبر ١٩٧٣ على نفسه.
وقال أبو الغيط في إطار أحد أحاديثه التليفزيونية، إن الرئيس السادات طلب منه أن "يطبع الأسماء الكودية لكل قادة الدولة في حرب أكتوبر بشكل سرى، وكانت تلك الأسماء الكودية للقادة عبارة عن أسماء عرب ومسلمين بها البعد الإسلامى والتاريخى".
وأضاف أنه تم تجهيز تلك الأسماء “الكودية” في مظاريف سرية قبل حرب أكتوبر بخمسة أيام فقط، وتضمنت القائمة نحو ٥٠ اسما، وكان الاسم الكودى للرئيس السادات "عباس بن فرناس".
عباس ابن فرناس كان أول طيار في التاريخ، هو أبو القاسم عباس ابن فرناس بن فرداس التاكرني (٨١٠-٨٨٧م) مخترع وفيلسوف وشاعر أندلسى من أصل بربرى (أمازيجي) من قرطبة، من موالى بنى أمية، وبيته في برابر تاكرنا.
كان له اهتمامات في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء، لكنه اشتهر أكثر ما اشتهر بمحاولته الطيران.
اخترع ابن فرناس ساعة مائية سماها "الميقات"، وهو أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم.
وكان فيلسوفًا، وشاعرا، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وأول من فك بها كتاب العروض للخليل، كثير الاختراع والتوليد، واسع الحيل حتى نسب إليه عمل الكيمياء، وكثر عليه الطعن في دينه بسبب ذلك.
درس عباس ابن فرناس الطب والصيدلة وأحسن الإفادة منهما فقد عمد إلى قراءة خصائص الأمراض وأعراضها وتشخيصها، واهتم بطرق الوقاية من الأمراض، وتوصل بن فرناس إلى الخواص العلاجية للأحجار والأعشاب والنباتات، وقد اتخذه أمراء بنى أمية في الأندلس طبيبًا خاصا لقصورهم.
ولم يكن ابن فرناس يقنع بكل ما كتبه الناس من نظريات بل ألزم نفسه إلقاء التجارب ليتحقق من صحة كل نظرية درسها أو نقلها من غيره ليرقى بها إلى مرتبة الحقيقة العلمية أو ينقضها، وقد شجب القبول والقناعة بالأمور الظاهرة المبسطة المقدور على النظر والبحث فيها، كان ابن فرناس يغوص في تحقيق ما علم وكان يطبق النظريات العلمية على منهج علمى في كل العلوم وأهمها الطب والصيدلة وخاصة دراسة الأعشاب.
واشتهر ابن فرناس بصناعة الآلات الهندسية مثل المنقالة (آلة لحساب الزمن) (نموذج بالمسجد الكبير بمدينة طنجة) واشتهر بصناعة الآلات العلمية الدقيقة، واخترع آلة صنعها بنفسه لأول مرة تشبه الإسطرلاب في رصدها للشمس والقمر والنجوم والكواكب وأفلاكها ومداراتها ترصد حركاتها ومطالعها ومنازلها والتى عرفت بذات الحلق.
وأجمع المؤرخون على أن ابن فرناس كان أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة والرمل فانتشرت صناعة الزجاج لما رأى الناس أن المادة أصبحت في متناول الغنى والفقير.
يعد ابن فرناس أول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران.
قام ابن فرناس بتجارب كثيرة، درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء، وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام، واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقى بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذى اتخذه من سرقى الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته، وهو يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضًا يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنها سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء.
بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء، وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد والطائر الآدمى الذى سيحلق في فضاء قرطبة، وصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذى انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذى في ظهره، فقد فاته أن الطيران إنما يقع على زمكه (زيله)، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى، وهو ما يقوله موقع موهوبون دوت نت.
تُوفِّى عبّاس بن فرناس عام ثمانمئة وسبعة وثمانين ميلاديّة في قرطبة عن عُمر بلغ سبعة وسبعين عامًا، ويُشار إلى أن عباس بن فرناس لم يمت نتيجة سقوطه أثناء محاولته للطيران، وإنّما عاش بعد ذلك اثنا عشر عامًا، والحاصل أن هناك التباسًا بينه وبين الجوهرى الذى أجرى تجربة طيران شبيهة بتجربته، وذلك عام ١٠٠٧م؛ حيث صَنع شراعًا خشبيًّا رَبَطه حول نفسه، وصعد به على سطح مسجد أمام حَشد من الناس مُحاولًا الطيران، وعلى الرغم من نجاحه في ذلك، إلّا أنّه تسبّب في سقوطه، وموته.
هل من تحية لعباس بن فرناس الذى اتخذ اسمه أنور السادات؟!.