كنا فى طفولتنا جيران لأبينا عبدالمسيح نخلة وأسرته وأحفاده وكنا حينما نراه قادما من بعيد نجرى ونستخبى ليس خوفا منه ولكن حبا واحتراما لقامته وقوة شخصيته حيث كان صديقا لوالدى المرحوم مهران سليم وكانت العلاقة ليست علاقة جيرة فقط بل علاقة أخوة وصداقة وحب توارثناها جيلا بعد جيل، حتى هذه اللحظة.
كنت الأسبوع الماضى بصحبة ابن عمتى فوزى فرج فى فرح الابن الغالى الباشمهندس فيليب فايز لبيب نخلة أغلى الجيران حفيد المتنيح القمص عبدالمسيح نخلة
وعاد بى شريط الذكريات سريعا منذ أن كنا نقيم فى رهبة محمد سليم وفى لحظات أثناء حضور الإكليل عاد بنا التاريخ والذكريات إلى حقبة من الزمن الجميل وتذكرت هذا العملاق.
القمص عبدالمسيح الشخصية الكنسية التى لن تتكرر كان الصديق الصدوق لمولانا الشيخ محمد الجبلاوى كانا دائما يدخلان متشابكى الأيدى صيدلية النصر بالقوصية لصاحبها الدكتور ولسن وكنت أنا الطالب فى كلية الصيدلة جامعة أسيوط أتدرب صيفا بهذه الصيدلية وكنت أعجب تماما بهذين العملقين الجليلين وهذا الود وهذا التقارب العجيب وكان القمص عبدالمسيح يحتفظ فى كنيسته بمصلاه عندما يحين الظهر يفرشها للشيخ الجبلاوى ليصلى الظهر بالكنيسة رحمهما الله رحمة واسعة فالدين لله والوطن للجميع.
وُلِدَ الطفل «أديب» فى ٩/٦/١٩١٠م، فوالده نخلة ابن القمص بشاى الراعى الصالح المهيب كاهن كنيسة الملاك غبريال بالقوصية، والأم ربة بيت بسيطة، فتغذى أديب بالتعاليم الروحية منذ صغره.
هو عم الفيلسوف المعروف الدكتور مراد وهبة جبران القمص بشاي، أستاذ الفلسفة فى جامعة عين شمس، وابن عمه هو الدكتور ماهر أسعد فيلبس القمص بشاي، أستاذ الكلى والطبيب الخاص للمتنيح البابا شنودة الثالث.
عام (١٩٢٦م) التحق بالمدرسة الإكليريكية بحى مهمشه.
- اختاره البابا يوأنس التاسع عشر (١٩٢٨-١٩٤٢م) وهو لا يزال طالبًا، ليرافقه كشماس وتلميذًا خاصًا له، فى رحلته التاريخية للحبشة، نظرًا لتميّزه ونبوغه وكانت هذه الزيارة التاريخية فى الفترة ما بين (٢١/١٢/ ١٩-١٩٢٩/١/ ١٩٣٠م).
- عندما أنهى الدراسة فى يونيو (١٩٣٢م)، تم تعيينه مدرسًا بالمدرسة الإكليريكية، ومدرسة الرهبان بحلوان.
فى عام (١٩٣٧م) عاد أديب إلى القوصية، وفى نفس العام تم تعيينه مدرسًا لمدة عامين فى مدرسة الرهبان اللاهوتية بالدير المحرق، التى أسسها رئيس الدير الأنبا باخوميوس الأول (١٩٢٨-١٨٩٦م) لتثقيف رهبان الدير كنسيا.ً
رُسم كاهنًا لكنيسة الملاك غبريال بالقوصية باسم: القس عبدالمسيح نخلة، بيد نيافة الأنبا أغابيوس الكبير أسقف صنبو وديروط وقسقام فى يوم (٢١/٤/ ١٩٤٠م)، وترقى للقمصية بيد الأنبا أغابيوس يوم (٢١/٤/ ١٩٤٣م).
قام بتدريس عدة مواد باكليريكية الدير المحرق، وأسس خدمات كثيرة، مثل جمعية الشباب ١٩٣١ ومدرسة الملاك لتعليم البنات ١٩٣٨، وإدخال الانارة والميكرفون إلى القوصية ١٩٤٨، افتتاح مشغل لتعليم السيدات التريكو ١٩٤٩، إحضار الرسام المشهور يعقوب فانوس لرسم صور كنيسة الملاك غبريال يالقوصية.
تأسيس وبناء كنيسة السيدة العذراء بقرية عزبة الأسقف التابعة لإيبارشية القوصية.
كانت له بطاقات عضوية فى: الاتحاد الاشتراكى العربى والجمعية الزراعية والانتخابات، انتقل الراعى الأمين فى فبراير ١٩٩٢.
