الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر تتعرض إلى هجمات مالية رقمية.. "كاسبر سكاي": المنشآت والأفراد أكثر المهددين في الشرق الأوسط.. وخبراء: الحكومة قادرة على تحقيق الأمن الإلكتروني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرقام صادمة كشفتها شبكة "كاسبر سكي" حول أبرز التغيرات الحاصلة في مشهد التهديدات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكدت الشركة أن مصر رابع أعلى زيادة ملحوظة في الهجمات المالية الرقمية التي تُشن ببرمجيات خبيثة خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة 38.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وذكرت الإحصاءات الصادرة عن "كاسبر سكي" أن البرمجيات المالية الخبيثة التي شوهدت في جميع أنحاء الشرق الأوسط قد زادت بنسبة 36.6% في النصف الأول من العام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
فيما قال ماهر يموت، الباحث الأمني الأول لدى كاسبرسكي، إن المنشآت والأفراد في منطقة الشرق الأوسط عُرضة لأشكال مختلفة من التهديدات الرقمية"، قائلًا إن التحوّل الذي يشهده العالم نحو الأوضاع الجديدة التي استدعت التكيّف مع كلّ من العمل والتعلّم من المنزل تواكبه مجموعة من التهديدات الرقمية التي علينا جميعًا التكيّف من أجل معالجتها.

ويستسهل مجرمو الإنترنت استهداف المستخدمين الذين ينمّ سلوكهم عن استخفاف أو شعور بالاطمئنان المبالغ فيه، لا سيما وأن الخدمات المصرفية المقدمة عبر الهاتف المحمول والإنترنت أضحت الحالة الطبيعية الجديدة في ضوء جائحة كورونا المستمرة، وقد يقع المستخدمون الذين يغفلون عن أهمية اتخاذ التدابير الاحترازية عند إجراء المعاملات المالية عبر الإنترنت، ضحايا لمحاولات الاحتيال، ولعلّ هذه أبرز الأسباب الكامنة وراء الزيادة الإجمالية في هجمات البرمجيات المالية الخبيثة في الشرق الأوسط. 
وتهدف البرمجيات المالية الخبيثة إلى سرقة البيانات المالية، وتحتل حيّزًا واسعًا في مشهد التهديدات الرقمية، في وقت يظلّ التمويل الدافع الأكثر جاذبية لمجرمي الإنترنت، وقد أظهرت أحدث نتائج كاسبرسكي أن هذا النوع من البرمجيات الخبيثة لا يُبدي أية علامات على التباطؤ في البلدان المذكورة.
وكشفت النتائج كذلك عن أن مصر شهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 10.9% في هجمات التصيد خلال الفترة نفسها من العام، وما زال هذا النوع من التهديدات سائدًا في البلاد حتى مع الانخفاض الذي شهدته الشرق الأوسط والبالغ 10.4%. 

زمن الإلكترونية
تأتي إحصائيات كاسبر سكي في الوقت الذي تسعى مصر إلى تعميم المعاملات الإلكترونية والدفع الإلكتروني في حملة يقودها البنك المركزي المصري بهدف دعم عمليات التحول الرقمي، حيث أطلق البنك المركزي مبادرة للسداد الإلكتروني في مايو الماضي تستهدف نشر100 ألف نقطة بيع إلكترونية وعدد 200 ألف رمز استجابة سريع مجانًا للتجار دون أي مصاريف أو رسوم، وهي المبادرة المعروفة إعلاميا "باي باي نقدية دا زمن الإلكترونية".
كما قرر " المركزي" استمرار إلغاء الرسوم والعمولات الخاصة بعمليات السحب النقدي من ماكينات الصراف الآلي وبخدمات التحويلات البنكية بالجنيه المصري حتى نهاية العام الجاري 2020، كذا وافق مجلس إدارة المركزي على تحمل نحو 50 مليون جنيه مصاريف السحب النقدي لبطاقات صرف المعاشات حتى نهاية العام للتخفيف على كبار السن.
خبراء الاقتصاد اتفقوا على أن قرارات البنك المركزي تستهدف في الأساس دفع عجلة الإلكترونية وميكنة الخدمات وتشجيع التعاملات والدفع الإلكتروني والمضي قدما في الشمول المالي.

وفي هذا الشأن قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والسياسية، إن قرارات التحول نحو الدفع الإلكتروني تخدم مصر في جميع نواحي الحياة بداية من تخفيف الاعباء على المواطنين.
وأضاف السيد في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن حزمة القرارات المتخذة من قبل المركزي قبل أسابيع قليلة من شأنها المساعدة والدفع قدما على تنشيط الاستخدام الإلكتروني لعمليات السحب والايداع البنكي للمواطنين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه بجانب المساعدة على انتشار التعامل والدفع الإلكتروني بين الناس بشكل كبير، إلا أن هناك أهداف بعيدة المدى من وراء القرار وهو دفع عمليات الشمول المالي التي تسعى الدولة لتطبيقه في الآونة الأخيرة، حيث يسعى البنك المركزي المصري إلى الدفع بالكيانات الاقتصادية إلى دعم التوسع في الشمول المالي في مصر.
وتتطلب عمليات التحول الرقمي مزيد من التشديدات الأمنية الخاصة بالمواقع وآليات عمل خدمات الدفع والتحصيل الإلكتروني، وفي هذا السياق، يقول المهندس وليد حجاج، خبير امن المعلومات إن عمليات التحول الرقمي والدفع الإلكتروني إلى اخره من العمليات المتعلقة تستلزم مزيد من التوعية بين المواطنين، بجانب استحداث طرق وآليات لحماية بيانات المواطنين ومنع قرصنتها من قبل الهاكرز.
وأضاف حجاج إلى ضرورة التعامل بحذر مع أية رسائل إلكترونية تحمل روابط "لينكات" وكذلك أية رسائل تطلب من المستخدم أكواد أو أرقام شخصية قد تستخدم لقرصنة حساباته سواء على ماوقع التواصل الاجتماعي أو تمتد لتشمل أرقام حسابات بنكية أو رموز من شأنها تسهيل مهمة الهاكرز.
وأكد حجاج أن مخاطر القرصنة قد تأتي من أي وسيلة إلكترونية سواء هاتف ذكي أو كمبيوتر أو أية تطبيقات نستخدمها يوميا فقد يأتي الاختراق من تطبيق أو لعبة إلكترونية تمكن الهاكرز من اختراق الحسابات والاستيلاء على أموالك أو معلوماتك الشخصية.