السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أنيس منصور.. سندباد العصر الحديث

أنيس منصور
أنيس منصور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت حياة الكاتب أنيس منصور، الذي تحل ذكرى وفاته التاسعة اليوم الأربعاء، عبارة عن رحلة طويلة جاب بها العالم بحضاراته، وثقافاته، وأفكاره، وفنونه، فقد أخذت الأسفار والترحال الكثير منها، حتى أصبح من خلال رحلاته أشهر رحالة الفكر والمعرفة في العصر الحديث، وكان التفوق علامة بارزة في حياته، حيث لقبه كتاب جيله ب"سندباد العصر الحديث".
يقول منصور: "ما من كتاب إلا وكان نوعا من الرحلة العقلية أو الوجدانية، وهي لم تتوقف كما أصف نفسي بأني مرتحل بين الأفكار والنظريات والأحداث التاريخية فأنا على سفر دائما".
نشأ "منصور" وسط أسرة كانت القراءة من أهم معالم أفرادها، لم يتوقف عن الرحلات الفكرية والأدبية، حيث ادعى الكثير من الكتاب والمثقفين أنه ولد والكتاب في يده، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة في 1947، بدأ حياته العملية معيدا بالجامعة ثم أستاذا للفلسفة، وجذبته صاحبة الجلالة من العمل الجامعي فعمل في عدة صحف من بينها "الأساس، المصري، المصور، دار الهلال، الأهرام، وأخبار اليوم"، كما شغل منصب رئيس تحرير مجموعة من المجلات وهي: "الجيل، هي، آخر ساعة، أكتوبر، ووادي النيل". 
أرخ لنا "منصور" عددا كبيرا من المؤلفات في أدب الرحلات، فبلغت مؤلفاته ما يقرب من 91 كتابا، من بينها "وداعا أيها الملل"، "يسقط الحائط الرابع"، "كرسي على الشمال"، "إلا قليلا"، "في صالون العقاد"، وغيرها وهي عبارة عن رحلات وتحليل مستمر لأعماقه الفكرية والدينية والفلسفية.
يوضح لنا "منصور" أن هناك نوعين من كتابة الرحلات إما أن يكتبها المؤلف وهي عبارة عن تسجيل وتحليل لوقائع تاريخية أو جغرافية، أو علمية، أو فلكية، وفي هذه الحالة لا يكون أديبا أي ليست صناعته صياغة الكلام والمحسنات الجمالية والبحث عن الشكل الأدبي الذي يكسب الرحلة جمالا أكثر، أما النوع الثاني وهو الكاتب المتأمل الذي يكتب عن الرحلات وهو أقرب ما يكون إلى الأديب أو للترجمة الذاتية أو إلى تسجيل الانطباعات في العالم حوله في نفسه أمثال ما كتبه ابن بطوطة، ابن جبير، ماركو بولو، هؤلاء الرحالة لديهم قدر معين من الثقافة تغلب على صناعة شكل ومضمون الرحلة. 
نال "منصور" العديد من الجوائز والتكريمات في العديد من المجالات، تقديرا لما قدمه من أعمال، فقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلات في 1965، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1982، كما اختاره مجلس التكامل الوطني بالمجلس الهندي، لمنحه جائزة رجل التأليف العالمي، يعد أول شخصية عربية تحصل على هذه الجائزة في الوطن العربي.
كما حصل "منصور" على درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية، وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، ولقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن، وجائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، الجائزة التشجيعية من المجلس رعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، وحصل على لقب كاتب المقال اليومي الأول في أربعين عامًا ماضية، وله الآن تمثال في مدينة المنصورة.
وفي الواحد والعشرين من أكتوبر 2011، رحل عن عالمنا "منصور"، تاركا إرثا أدبيا ضخما، تشكل في مجموعها مكتبة كاملة متكاملة من المعارف، والعلوم، والفنون، والآداب، والسياسة، والصحافة، والفلسفة، والاجتماع، والتاريخ والسياسة، والمرأة.