الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"انتحار العيال".. قتل النفس ليس للكبار فقط.. جمال فرويز: العنف المفرط داخل الأسرة السبب.. ورحاب العوضي: الطفل العنيف انعكاس لبيئته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُعد ظاهرة انتحار الأطفال من أكثر الوقائع المفجعة التي تتردد على مسامعنا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، خلال الآونة الأخيرة، تحت أسباب عديدة تنوعت بين تهميش الأطفال وسوء استغلالهم أو الدفع بهم في أعمال شاقة منذ الصغر أو ممارسة العنف الممنهج ضدهم.
ومؤخرًا، ورد بلاغ إلى قسم شرطة البساتين، يفيد بالعثور على طفلة قتيلة داخل شقة أهلها، وعقب الانتقال والفحص تبين أن الضحية تبلغ من العمر ١٠ سنوات، وأنها أقدمت على الانتحار بشنق نفسها في حبل داخل غرفتها، كما استمعت النيابة إلى أقوال أسرة الطفلة، وتم التصريح بدفن الضحية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي واقعة أخرى، في قرية كفر ابراش بالشرقية، انتحر طفل في عمر الـ11 عامًا بسبب توبيخ أسرته له لكثرة انهماكه في ألعاب التليفون، وخاصة لعبة " البابجى"، حيث نهر الابوان طفلهما وطالباه بالتركيز في مستقبله وتقليل اللهو على الهاتف، وبعدها دخل الطفل غرفة نومه، وغافل أسرته وأحضر سلمًا صغيرًا وصعد إلى شباك الغرفة وشنق نفسه بطرحة في حديد ستارة الشباك وتخلص من حياته.

حول تلك الوقائع، قال الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي، إن الطفل لا يبتدع مثل هذه الأفكار، ولكنه يقلد شخصا آخر أو سلوكًا قد يتعرض له، بجانب تعرضه إلى العنف المفرط داخل نطاق الأسرة، ومن أكثر المشكلات الشائعة انفصال الأب والأم عن أطفالهما وحرمانهم من العواطف التي يحتاجون إليها.
وأضاف: "يجب على الأسرة الحرص على الجلوس بصحبة الطفل ومناقشة المشكلات التي تواجهه بين الحين والآخر، بجانب الإشراف على كل ما يتعرضون له عبر التليفزيون أو الهواتف المحمولة، ويجب معرفة ما بداخل نفسية الطفل، وإذا ما كان يمر بظروف نفسية سيئة بسبب تعرضه للتنمر من زملائه أو ممارسة التحرش أو العنف ضده".

فيما قالت الدكتورة رحاب العوضي، إن الطفل العنيف يمثل انعكاسًا لبيئته، فالأب والأم ينبغي عليهما الحرص على انتقاء سلوكهما وتعاملهما مع الطفل والحديث الذي يوجهونه نحوه، فلا يجب أن تنشغل الأسرة عن طفلها وإلا سينعزل عنها ويكتسب كل أشكال السلوكيات الرديئة في غياب رقابة الأهل.
وتابعت أن بعض الأهالي يشعرون أطفالهم بأنهم عبء عليهم، ويضربونهم ضربا مبرحا، ومن هنا نحن في حاجة إلى تغيير سلوكياتنا مع الأطفال، تجنبا لتولد دوافع نفسية عنيفة بداخلهم قد تؤدي بهم إلى الانتحار، ويجب الإشارة إلى أن الطفل يتعلم وسيلة الانتحار بالشنق من خلال الأفلام.

بدوره، قال الدكتور سعيد الصادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن قتل الأطفال لأنفسهم وارد بدرجة أكبر من الراشدين، ولذلك ينبغي فرض إشراف صارم على الطفل في مراحله العمرية المبكرة، وملاحظة سلوكياته في التعامل مع الآخرين سواء داخل أو خارج نطاق المقربين منه، مع تنبيه أطفالنا بالابتعاد عن الممازحة الثقيلة بين بعضهم البعض، ما قد يؤدي إلى إلحاق الأضرار البالغة بهم.