الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

القادري يحاضر حول السعادة الوهمية والحقيقية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، أن السعادة الحقيقية هي التي تكون في الدنيا طريقا إلى الفوز في الآخرة، وأنها تنال بالتقرب الى الله تعالى واتباع هديه ومجاهدة النفس.
جاء ذلك ضمن كلمته العلمية المباشرة التي ألقاها، السبت 17 أكتوبر 2020، في الليلة الرقمية الخامسة والعشرين التي نظمت من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى العالمي بشراكة مع مؤسسة الجمال، وحملت عنوان "مفهوم السعادة وأبعادها المادية والروحية".
استهل الدكتور منير كلمته بالتأكيد على أن السعادة هي الهدف الأسمى والأمنية العظمى لكل الناس، وأنهم جميعا يبحثون عنها بكل ما أوتوا من قوة، غير أنهم يختلفون في طلبها كل من زاوية نظره، وأشار الى أن كثيرا من الناس رغم اجتماع أسباب السعادة المادية عندهم، إلا أنهم رغم ذلك غير سعداء أو يعيشون في وهم السعادة المادية الاستهلاكية، مؤكدا أن السعادة تنال بالتقرب الى الله تعالى، لأن طريق السعادة في الدنيا والآخرة هو اتباع هدى الله عز وجل، وأن شقاوة الإنسان في الإعراض عنه سبحانه وتعالى، مصداقا لقوله تعالى في سورة طه "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى" (الآية 123).
وبين أن السعادة الحقيقية هي التي تكون في الدنيا طريقا إلى الفوز في الآخرة، وأن المؤمن الصادق هو الذي يتمتع بالسعادة الحقيقية لأنه إذا أصابته سراء شكر فكان خيرا له، و إذا أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، مستدلا بالحديث الشريف الذي رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا".
وتساءل القادري عن أسباب تفشي الشقاء والعدمية وقلة السعادة بين الناس في مجتمعاتنا المعاصرة، خاصة في الدول الغنية قبل الفقيرة منها، وفي معرض إجابته عن هذا التساؤل أورد مجموعة من الأقوال، منها ما جاء في كتاب منهج الإسلام لصاحبه الدكتور أنس أحمد كرزون" فمن اجتهد في تزكية نفسه وترقيتها، حتى يبلغ درجة الإحسان، فقد فاز بسعادة الدنيا وسعادة الآخرة، وتلك هي السعادة الحقة التي تختلف اختلافاً كبيراً عن السعادة المتوهمة، التي يسعى إليها أهل الدنيا، يشقون ليحظوا بها، فلا ينالون إلا مزيداً من الشقاء والتعاسة"، كما أورد ما جاء عن ابن مسكويه من أن السعادة لا تكون بإشباع حاجات البدن، بل بإشباع البدن والنفس معا لأن الإنسان في حقيقته وحدة واحدة، وأضاف أن السعيد هو كل من توفر له الحظ من الحكمة فكان مقيما بروحانيته في الملأ الأعلى، يستنير قلبه بالنور الإلهي، لكنه في الوقت ذاته يعطي جسده حقه، عملا بمبدأ "لا إفراط ولا تفريط ".
وأوضح القادري أن طريق السعادة ليس العقل ولا الجسد وإنما تتأتى بالمجاهدة لأجل تحرير النفس من رغباتها وشهواتها عن طريق عمليتي التخليـة والتحلية، أي التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل، من أجل الوصول في النهاية إلى السعادة الحقيقية، سعادة المشاهدة القلبية لأنوار الحقيقية الإلهية، وهو ما يعبر عنه أهل التصوف بالإشراق، ولفت الانتباه إلى أن مِن أهم ما يجلِب السعادة أن يكون المرء سببا فِي إسعاد الناس، ففيه متعة لا يعرفها إِلا من جربها، وسعى إلى تنفيذها واقعا عملِيا، سواء تعلق العطاء بشيء محسوس كمساعدة الفقير بمال، وَكفالة اليتيم، وَإمهال المدين المعسرِ.