الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«البوابة نيوز» في منزل شقيقة محمود ياسين ببورسعيد.. آمال ياسين: عاشق للمدينة الباسلة ومشجع لـ«المصرى»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيطرت حالة من الحزن على مدينة بورسعيد، عقب الإعلان عن وفاة ابنها الفنان الراحل محمود ياسين عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد مسيرة ناجحة من الأعمال المميزة التي آثرت الحركة الفنية والثقافية في مصر، وحفر من خلالها اسمه في ذاكرة التاريخ الفني والثقافي ليس بمصر فقط ولكن في الأمة العربية كلها.
وداخل منزل شقيقته بمحافظة بورسعيد التقت "البوابة نيوز" بعدد من أفراد أسرته لإلقاء الضوء على لقطات من حياته وذكرياتهم مع الفنان الراحل.

بنبرة حزن شديد ودموع لم تفارق عينيها، تحدثت السيدة "آمال"، شقيقة الفنان الراحل محمود ياسين بصعوبة، قائلة:"صدمة وفاة أخي كبيرة وتأتي بعد وفاة حفيدي بعدة أشهر، فلقد ترك "محمود" فراغًا كبيرًا، وسيترك فراغا كبيرا لدى العائلة كلها، فلقد كان محبوبا من الجميع حتى قبل شهرته ودخوله مجال الفن، سواء عندما كان طالبًا بالمرحلة الثانوية، وبعدما التحق بكلية الحقوق، التي أدى بها العديد من الأعمال الفنية مع زملائه من طلاب الجامعة خلال دراسته بها، وعقب تخرجه كان اختياره للتمثيل الذي كان يحبه ويعشقه، ثم استقر بعد ذلك في القاهرة، وانطلقت مسيرته الفنية الناجحة التي أصبحت حديث الجميع ونالت كل احترام وتقدير حتى وقتنا هذا، وكان طيبا وحبوبا جدًا، ويحب بلده واخواته والناس".

وعن ذكرياتها معه، تابعت حديثها: "كنت مقربة منه منذ طفولتنا، وكنا نلعب سويًا بمسكن الأسرة في إحدى فيلات الهيئة لأن والدنا فؤاد ياسين رحمه الله، كان أحد العاملين بهيئة قناة السويس، وكان حريصا على الوجود في نادي المسرح ببورسعيد وقصر الثقافة، وكنا نحضر دائمًا مسرحياته، وعقب شهرته كان موجودا معنا في كل المناسبات، وحريص على السؤال عنا والتواصل المستمر ومعرفة كل أخبارنا، كما كان يستغل أي إجازة متاحة لديه لقضائها مع والدتي، وكان سعيدا بالجلوس معها وهي كانت تعشقه لأنه كان طيب وحنين للغاية، وكان يحب أكلها من الأسماك وأيضًا البط خاصة في أول أيام رمضان، وعندما جاءت فترة التهجير خلال الحرب وهاجرنا إلى القاهرة، وفر لنا شقة وكان يتواصل معنا وقتها باستمرار وشبه مقيم دائم معنا، وجلسنا مع محمود فترة طويلة هناك".

علاقته بأهل بورسعيد

وعن علاقته ببورسعيد وأهلها، قالت آمال ياسين: "محمود كان عاشقا لبورسعيد ولكل من له علاقة ببورسعيد، كان يعشق المدينة وأهلها بشكل لا يصدق، وعندما كان ينزل بورسعيد بعد شهرته كانت المنطقة كلها تمتليء بمن يريد الحديث والتصوير معه، وكان يتعامل مع الكبير والصغير بقمة التواضع، ويحب الناس، ويعشق النادي المصري، حتى وهو جالس مع أولاده كان يحب الحديث عن بورسعيد، لذلك كان حريصا على حضور احتفالات العيد القومي للمحافظة في ٢٣ ديسمبر من كل عام، وبعد انتهاء الاحتفال كان يأتي إلى ويجلس مع أولادي وأحفادي ويحكي لهم عن بورسعيد وعن حياته، ووقف بجانبي في زواج بناتي، وكان يحضر حفل زفافهم، وكان يتابع كل شيء بنفسه مع الناس وهو سعيد وفرح بهم".

وتوقفت دموع "آمال" للحظات لترسم على وجهها ابتسامة خفيفة، وهي تتحدث عن أحب الأعمال الفنية لشقيقها الراحل قائلة: "من أكثر أعماله التي أحبها مسلسل (أخو البنات)، وكنت أشاهده أكثر من مرة، وأيضًا فيلم (نحن لا نزرع الشوك)، وفيلم (الخيط الرفيع) الذي كنت وقت عرضه بدور السينما متزوجة حديثًا، فاصطحبني أنا وزوجي الراحل رحمه الله لمشاهدة العرض ثم عزمنا على العشاء". وتتابع شقيقة الفنان الراحل محمود ياسين: "أيامه الأخيرة كانت صعبة على الجميع، وكان دائم التواصل معي تليفونيًا خلال وجوده بالقاهرة، حتى خلال فترة مرضه كانت الحاجة شهيرة زوجته، تطمئننا عليه وكانت تجعلني أتحدث إليه، وآخر حديث بينا ناداني باسم الدلع الذي كان يناديني به ونحن صغار وهو "مول".

ووجهت آمال ياسين رسالة إلى شقيقها في ختام حديثها: "افتقدناك يا محمود، ألف رحمة ونور عليك يا حبيبي، ربنا يصبرنا على فراقك وغيابك".

الخال محمود ياسين

لم يختلف الحال كثيرًا مع بنات السيدة "آمال"، فلقد كان الحزن يخيم على كل أفراد الأسرة، واسترجعت نجلاء فكري محمد، ابنة الحاجة آمال شريط الذكريات قائلة: "خالي محمود لا يعوض مرة أخرى، فلقد كان جميلا وعظيما في كل شيء، وعندما كنت طفلة كان يناديني بـ(نوجة)، وكنت أجلس على رجله ليلعب معي، وكنت أفتخر أمام زملائي بالمدرسة أن خالي محمود ياسين من شدة حبي لأفلام حرب أكتوبر التي عرفت أنا وجيلي من خلالها بطولات الجيش المصري العظيم وتضحيات جيل بأكمله، وكان يعشق بورسعيد لدرجة كبيرة، وكان يزورها باستمرار، والفترة الوحيدة التي ابتعد عنها كانت بسبب مرضه خلال السبع سنوات الماضية، وكان يحبني جدًا وكنت أحب أتحدث معه لأنه كان مثقفا بدرجة غير عادية، وكنت لا أمل من النقاش معه، وحضرنا معه مسرحيات له في القاهرة، وكنت ألعاب مع أولاده خاصة رانيا لأنها في نفس عمري". وعن أكثر ما كان يفرحه ويحزنه قالت ابنة شقيقته: "لقد كان رحمه الله يحب أهله واخواته جدًا، فهو حنون وكان يحب النادي المصري، وأكثر ما كان يفرحه الجلوس مع أسرته وزيارته لبورسعيد وانتصارات النادي المصري، بينما أكثر ما كان يحزنه كان عندما يتحدث أحد بطريقة سيئة عن بورسعيد". وقالت منى فكري محمد، ابنة شقيقة الفنان الراحل محمود ياسين: "إن الموقف بالنسبة لي مختلف لأن هذا العام بالنسبة لها هو عام حزن وألم، لأن ابنها توفى في بدايته، وخالها توفى ونحن على مشارف نهايته، لذلك كان الأمر صعب جدًا، وخالي كان يتمتع بصفات جميلة، وكان متواضعا ويحترم الصغير قبل الكبير، ويشارك الناس في ألمها وفرحها، وكان بيفرح بلمة العيلة وبيفرح أكتر بالأحفاد ويجلس يحكي معهم بحب ومتعة".