كلف رئيس الجمهورية وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالعمل على إنتاج التقاوي الخضر في مصر بالإضافة إلى تحسين جودة الإنتاج الزراعي، ومن ثم عمل السيد القصير وزير الزراعة على وضع برنامجا وطنيا لإنتاج تقاوي الخضر.
يستهدف هذا البرنامج تقليل فاتورة الاستيراد لتقاوى الخضر بجانب توفير العملة الأجنبية وتنمية الاقتصاد المصري، فضلا عن استنباط أصناف جديدة وهجن خضر محلية تتساوى مع مثيلتها المستوردة، أو تتفوق عليها وتتميز بجودة عالية، إلى جانب مقاومتها للأمراض المختلفة، حسبما صرح القصير.
وأضاف وزير الزراعة أن البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر يعمل على الربط بين متطلبات المُزارع والفلاح المصري من حيث المحصول المبكر العالي وصفات الجودة وذوق المستهلك المصري، من حيث ارتفاع نسبة السكر والنكهة والعطور الطيبة، وهو ما يؤدى إلى زيادة جذب المستهلك لشراء المحصول، ومن ثم زيادة المساحة المزروعة منه، وهذا ما تفتقده الهجن المستوردة.
وفي هذا السياق قال الحاج حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين أن الاكتفاء الذاتي من البذور والتقاوي هدف قومي لتحقيق الأمن الغذائي لكل المصريين في أسمى صوره،لافتا أن البرنامج القومي لإنتاج التقاوي هو بذرة الاكتفاء الذاتي من التقاوي والبذور.
وأضاف ان القيادة السياسية المصرية الواعية تعي أن توفير بذور اليوم يعني توفير ثمار الغد ولذا وجهت بسرعة تنفيذ البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي والبذور المتطورة وذات الجودة العالية لتقطع الطريق على المحتكرين الدوليين والمحليين وتمنع استغلال حاجة الفلاحين للتقاوي بما يساهم في إحداث التوازن المطلوب في أسعار التقاوي، قائلا "أن إنتاج التقاوي محليا سوف يوفر مليارات الدولارات التي كانت تستنزف في استيراد هذه التقاوي".
وتابع: سوف يؤدي توفير هذه التقاوي إلى انخفاض أسعارها وبالتالي انخفاض أسعار المنتجات الزراعية وتقليل تكلفة الزراعة على الفلاحين ومنع احتكار واستغلال تجار التقاوي المستوردة للفلاحين كما أن إنتاج هذه البذور سوف يساهم في تنمية قدرات الباحثين المصريين لاستنباط بذور متطوره قد تدر مليارات الجنيهات من عمليات بيع هذه التقاوي مستقبلا في الخارج والداخل.
وأشارإلى أن مصر تستورد حاليا نحو 98% من تقاوي بذور الخضروات بما يهدد الأمن الغذائي الزراعي في مصر بالإضافة إلى ارهاق ميزانية الدولة من العملة الصعبة،مؤكدا أن مصر تستورد تقاوي الطماطم والبطاطس والخيار والبطيخ والفلفل والكوسة والباذنجان والفاصوليا واللوبيا والكنتالوب وكثير من بذور وتقاوي الخضروات الاخرى بالإضافة إلى استيراد بذور البنجر
وأوضح أن مصر تنتج معظم تقاوي الحبوب من الاقماح والفول والذره وكذلك تقاوي القطن والأرز، وان معظم تقاوى الخضروات المستوردة معدلة وراثيا،بما يؤكد ضرورة إنتاج بذور محليه أكثر أمانا.
وأكمل أن البذور تستخدم في بعض المحاصيل كمصدر للغذاء بذور القمح والذرة والأرز ويستخرج من بعضها الزيوت مثل زيت الذرة وزيت بذرة القطن وعباد الشمس كما تستخدم أحيانا كأعلاف للحيوانات واحيانا في صناعة الأدوية،متابعا ابوصدام أن وزارة الزراعة المصرية بدأت بالفعل في إنتاج تقاوي بذور عالية الجودة وكثيرة الإنتاجية.
وأكد أن إنتاج البذور محليا سوف يحافظ على الأمن الغذائي المصري ويزيد فرص التوسع الرأسي في إنتاج المنتجات الزراعية باقل التكلفه.
وأردف المهندس محمدي البدري، الخبير الزراعي ورئيس لجنة صحة وسلامة الغذاء، أن برنامج إنتاج التقاوي الخضر الذي كلف به رئيس الجمهورية من اسمى القرار المتخذة لأننا بحاجة لها حتى نعيد مكانة مصر الزراعية بين الأمم، مضيفا أن هذا البرنامج يعتبر بمثابة اكتفاء ذاتي خاصة أننا بحاجة إلى إنتاج أصناف هجين.
وأكمل ان هذه الخطوة ستجعل هناك اكتفاء ذاتي من الخضر بالإضافة إلى زيادة ثقة المستهلكين المصريين في حكومتهم، فضلا عن انخفاض الأسعار والبعد الكامل عن استغلال السماسرة والتجار أصحاب النفوس الجشعة المحتكرة للسوق الغذائي.
