رحل عن عالمنا الفنان القدير محمود ياسين، الذى يعتبر الفنان الأبرز من أبناء جيله في تقديم أفلام انتصارات حرب أكبر المجيد التى هزمت فيها إسرائيل هزيمة ساحقة حيث شهد شهر أكتوبر أعظم نصر عسكرى لمصر ويشاء القدر أن يتوفاه الله له في نفس الشهر الذى برع الفنان الراحل في تقديم انتصاراته على الشاشة، سواء كان جندىا أو ضابطا، حيث قدم أدوارا متعددة عن انتصارات حرب أكتوبر في أعمال متعددة، وفى مراحل عمرية مختلفة، واستطاع أن يرسخ أدواره في أذهان الجمهور جيلا بعد جيل، نظرا لمصداقيته في الأداء ومشاعره الحقيقية.
وقدم الفنان الراحل محمود ياسين ٦ أفلام عن نصر أكتوبر، أشهرها فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبى» في دور محمد الشاب الجامعى المثقف الذى يقرر أن يتطوع في الجيش ويشهد نكسة ٦٧، ويلجأ محمد إلى غزة عند أحد الفلسطينيين من الذين يساعدون المقاتلين على الاختفاء حتى تتاح لهم سبل العودة إلى أوطانهم.. وهناك التقى سائس الخيل مروان الأخرس.. يشعر محمد بأن مروان يمكن أن يكون جاسوسا يعمل لصالح إسرائيل، ولكنه ينجح بالفرار بحرا ويعود بعد حرب ١٩٦٧ إلى بلدته محطما يائسا بعد أن رأى مقتل رفاقه جميعا أمام ناظريه ويستقبله أهل قريته بفتور، وكأنه المسئول عن هذه النكسة.. يقابل فاطمة ابنة عمه ويعرف أن عباس رئيس الجمعية التعاونية الذي يستغل الفلاحين ويطلق الشعارات المزيفة يريد الزواج منها، ويسانده في ذلك عمه إبراهيم والد فاطمة.
وعرض عباس الزواج على فاطمة ويترك القرية، ويحل محله عبد الحميد الذي يعطى للناس حرية الكلام.. يصمم محمد على الانتقام من عباس لشرف ابنة عمه ويشترك محمد في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل وأثنائها يقابل مروان ويعرف بأنه كان يتعامل مع العدو لصالح الوطن ويتفق محمد مع العم على الزواج من فاطمة، ولكن تنشب حرب أكتوبر ويتم العبور ويعود محمد محملا على الأكتاف ويتزوج فاطمة وهو لايزال يحمل الرصاصة.
والفيلم تأليف إحسان عبدالقدوس وسيناريو وحوار رأفت الميهى وإخراج حسام الدين مصطفى وبطولة مجموعة من النجوم منهم حسين فهمى ونجوى إبراهيم وصلاح السعدنى وسعيد صالح ويوسف شعبان ومحيى إسماعيل.
كما قدم أيضا محمود ياسين عام ١٩٧٤ فيلم «الوفاء العظيم» ولعب خلاله دور «صفوت» الذى تربطه قصة حب قوية بولاء التي تجسد دورها الفنانة نجلاء فتحى، إلى أن تقوم حرب أكتوبر عام ١٩٧٣ ويشارك بها صفوت كضابط جيش، وتنتظر عودته ولاء، ثم ينتصر الجيش المصرى في الحرب وينتهى الفيلم بزواج صفوت من ولاء، وشارك في بطولة العمل كمال الشناوى ونجلاء فتحى وسمير صبرى وتأليف فيصل ندا وإخراج حلمى رفلة.
كما قدم شخصية «خالد» الضابط الذى يلقى القبض على جاسوسة مصرية في فيلم «الصعود إلى الهاوية"، ويدور الفيلم حول عميلة مصرية اسمها عبلة يتم تجنيدها من قبل المخابرات الإسرائيلية في فترة حرب الاستنزاف لتتجسس على مصر. تم كشفها في باريس، وتم خداعها بحيث تسافر إلى بلد عربي، ومن هناك استلمتها المخابرات العامة المصرية لتطير بها إلى مصر، حيث أحيلت إلى المحاكمة وتم إعدامها.
يذكر أن القصة حقيقية عن الجاسوسة هبة سليم وهو اسمها الحقيقي، وأوقع بها رفعت جبريل الضابط في المخابرات العامة المصرية آنذاك، والذي أصبح مديرها في أواسط الثمانينيات واشتهر ياسين بجملته المشهورة «هى دى مصر يا عبلة» والتى قالها للجاسوسة عندما أتى بها إلى مصر.
والفيلم تأليف صالح مرسى وإخراج كمال الشيخ وبطولة مديحة كامل وإيمان وجميل راتب وعماد حمدى وإبراهيم خان.
وأيضا شارك محمود ياسين في فيلم «أغنية على الممر» عام ١٩٧٢ قبل نصر أكتوبر، لكنه تناول شجاعة واستبسال الجندى المصرى في حرب الاستنزاف التى كانت مؤهلة لنصر أكتوبر العظيم وقدم خلاله دور «شوقى"، فرد من أفراد المشاة المصرية التى يتم حصارها من قبل العدو الإسرائيلى في فترة النكسة وحرب الاستنزاف، وجسد حياة أفراد الجيش المصرى ومشاعر الإحباط من الهزيمة وطموحات النصر وتحرير الأرض وشاركة البطولة فيه مجموعة من النجوم منهم محمود مرسى وصلاح قابيل وصلاح السعدنى.
كما قدم محمود ياسين فيلم «بدور» الذى قدم فيه شخصية «صابر» عامل المجارى الذى يعمل في هيئة الصرف الصحى الذى يقع في حب لصة تسرق الأشخاص، إلى أن تتخلى عن السرقة عندما تمكث في منزل صابر وتتوالى أحداث الفيلم عندما يستدعى الجيش المصرى صابر للمشاركة في حرب أكتوبر فيظهر بطولة وشجاعة واستبسالا ضد العدو والفيلم تأليف وإخراج نادر جلال وشاركه البطولة فيه نجلاء فتحى ومجدى وهبة.
وكانت آخر مشاركات النجم محمود ياسين في سينما نصر أكتوبر العظيم فيلم «حائط البطولات» عام ١٩٩٨، ولعب دور قائد الدفاع الجوى، وتناول الفيلم قصة مسيرة قوات الدفاع الجوي المصرية في حرب الاستنزاف مع العدو الإسرائيلى بالإضافة لحياة كل فرد من أفراد الجيش المصرى.
والعمل من إخراج محمد راضي وقصة إبراهيم رشاد وسيناريو وحوار مصطفى بدر ومحمد راضي وإبراهيم رشاد وشارك في البطولة مجموعة من النجوم منهم فاروق الفيشاوي وأحمد بدير وحنان ترك وخالد النبوي وعايدة عبدالعزيز ومجدي كامل وندى بسيوني ومها أحمد وبهاء ثروت.
