قال الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إن الدولة المصرية استطاعت أن تقلب الهزيمة القاسية التي تعرضت لها عام 1967 إلى معجزة تاريخية ونصر عظيم في أكتوبر 1973، مشيراً إلى أن هذا حدث خلال فترة زمنية قصيرة للغاية بلغت نحو 6 أعوام فقط، مرجعاً تحقيق هذه المعجزة العسكرية والوطنية إلى حالة التوازن بين القوتين الصلبة والناعمة داخل المجتمع آنذاك، بالإضافة إلى توافق السلطة والشعب وجميع المؤسسات مع بعضهم البعض مما أحدث حالة من الائتلاف المجتمعي.
وأضاف خلال ندوة نظمها المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي بالتعاون مع متحف المنيل احتفالاً بنصر أكتوبر بعنوان "القوى الناعمة ودورها في تحقيق نصر أكتوبر"، أن الدولة المصرية تواجه العديد من التحديات خلال الفترة الراهنة وأصبحت في أمس الحاجة إلى إعادة إنتاج هذه الحالة الوطنية التي عايشناها خلال حرب أكتوبر مرة أخرى، ولكن ليس من أجل خوض حروب مسلحة ولكننا نحتاج إلى حالة من الائتلاف المجتمعي والتناغم الوطني لكي نستطيع من خلالهما تحقيق انتصارات اقتصادية واجتماعية وثقافية.
وأكد "شرف"، أن الوطن لا يموت وأن ما نحتاجه لكي نعيد هذه الروح الوطنية مرة أخرى هو أن يتم صبغ الأرض والشعب والسلطة بالهوية الوطنية، موضحاً أنه ما دمنا أعضاء في أرض واحدة فيجب أن يكون الجميع سواسية أمام هذا الوطن مع احتفاظ كل فرد بهويته الشخصية كالدين والشكل واللون وهكذا، أما الوطن فهو هوية واحدة وما غير ذلك سينتج عنه نوعاً من التفرقة.
وشدد رئيس مجلس الوزراء الأسبق، على ضرورة احترام مبدأ الآخرين أي احترام الآخر، موضحاً أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان الداخل القوي، والذي لا يمكن أن يتحقق هو الآخر سوى بتوافر هوية جامعة وهي الهوية الوطنية، مطالباً بإعادة شعور الوطن إلى الوعي الجمعي خاصة وأن هناك صراع بين ما تسمى بالوطنية الطاهرة وبين تجار الدين "أصحاب صكوك التكفير" وتجار الوطن "أصحاب صكوك التخوين" واللذان يعملان تحت رعاية غير كريمة من تجار العقول أو المتلاعبون بالعقول.
