الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اللواء ناجي شهود يروي كواليس ساعات الحسم خلال نصر أكتوبر.. «لا تقترب من القناة إنها الجحيم» رسائل العدو إلى الطيارين الإسرائيليين في حرب الكرامة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أن تقرأ التاريخ يعد طبيعيا، لكن أن تلتقى جزءا من التاريخ هو الاستثناء، وفى العيد الـ٤٧ لانتصارات أكتوبر التقت "البوابة نيوز" اللواء أركان حرب ناجى شهود، أحد أبطال حرب أكتوبر وجزء أصيل من تاريخ مصر الحديث، والذي التحق بالجيش المصرى عقب تخرجه بعد الهزيمة بـ ٤٧ يوما، وتدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رئاسة جهاز الاستطلاع الأسبق.
وعن يوم ٦ أكتوبر يقول "شهود": كانت وظيفتى قائد سرية استطلاع، اللواء ثانى مشاة، ووظيفة الاستطلاع هى عين الوحدة التى ترى كل شيء وتنقله إلى أجهزة القيادة حتى تستطيع أخذ القرارات المناسبة.
وعن كيفية تلقيه قرار الحرب يتابع، أنه في تمام الـ ٨.٣٠ تلقيت اتصال هاتفى أخبرنى بمؤتمر هام في القيادة في تمام الساعة العاشرة مع العقيد فؤاد صالح ذكى قائد اللواء الثامن رحمة الله عليه، في جنوب العمليات وجدنا كل قيادات الجيش، وداخل القاعة العقيد فؤاد بوجه متجهم على غير طبيعته البشوشة، وعلامات الخوف والتوتر ويبلغنا باقتضاب شديد: النهاردة يوم العبور الساعة س ١٤٠٠ يتم المرور على القنال على الحد الأمامى يتم التأكيد المهم على القوات بالمهام، وعدم الإخطار بأى توقيت، التوقيت سيكون بمرور القوات الجوية وبدء نيران المدفعية، حاولنا السؤال قال بحزم شديد انتهى اتفضلوا.
واستطرد: "قمنا بالمرور على الحد الأمامى، كان لدى عناصر يعبرون في القوارب، أكدت عليهم مهام العمليات، دون أى تلميح للعبور طبقا لتعليمات القيادة، ولا أعرف هل سيعودون لى أم لا، ٨ رجال دعوت الله في سرى أن يعيدهم لى مرة أخرى، تعلمت يومها أن تودع وتحضن أشخاص بالعين لأن موقعك يحتم عليك ذلك، والحمدلله عادوا لى بخير".
وعن حدوث الثغرة قال قبل "شهود"، إن كانت إسرائيل تضع خطة لمجابهة القوات المصرية، في حالة قيامنا بالعبور، اسمها الغزالة، تهدف إلى إثبات أنها متفوقة، وأنها لن تسمح بانتهاء الحرب بخط ١٤ أكتوبر والتى وصلت له القوات المسلحة ولن تتخلى عنه إطلاقا، والهدف الثالث دق عظام الجيش المصرى مرة أخرى، كما حدث في هزيمة ٦٧ ويكون درسا قاسيا للجيش المصرى وأيضا اجتياح أكبر جزء ممكن من مصر والعبور العكسى لهم وتظل مصر محتلة خمسين ستين سنة قادمة وتحقيق حلم إسرائيل الكبير.
وأضاف: "هذا ما دفعهم إلى خوض معارك عنيفة في الدراسة وعملت إزاحة لعناصر من الفرقة الجيش الثانى ١٦، ونزلت العناصر البرلمانية وهاجمت إحدى كتائب الدفاع الجوى في أبو سلطان، وشرخت حائط الصواريخ وسمح بحدوث الثغرة، وقتها الدبابات الإسرائيلية موجودة غرب القناة، فشلت في دخول الإسماعيلية فشلت تماما اتجهت اتجاه السويس، ووصلت إسرائيل إلى مشارف السويس، ووقفت جولدا مائير تقول لقد وصلنا إلى بعد ١٣٠ كيلو من مشارف القاهرة، وبدأنا تحقيق حلم إسرائيل الكبرى.
قال: "دائما أحب أن أذكر تواريخ محددة، أول تاريخ ١٤ أكتوبر والذى وصل فيه الجيش المصرى إلى شرق القناة والتى لا يمكن العودة عنها إلا بأمر الشعب المصرى، تانى تاريخ ١٦ أكتوبر الثغرة، ٢١ أكتوبر اجتمع مجلس الأمن الذى غض طرفه عن الحرب ستة عشر يوما كاملة دون اجتماع ولم يتذكر أن يعقد جلسة واحدة إلا عندما طلبت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الثغرة والتى خيل للإسرائيلين وقتها أنهم اقتربوا من النصر علينا، وأرادت إسرائيل وقف إطلاق النار، وبالفعل تم إصدار القرار رقم ٣٣٨ بوقف إطلاق النار مع أول ضوء يوم ٢٢ أكتوبر ظنا منها أنها تستطيع دخول السويس، وفشلت في دخول السويس وهى من كسرت القرار يوم ٢٢ أكتوبر، وتم جمع مجلس الأمن مرة أخرى ٢٣ أكتوبر وأخدت القرار بوقف إطلاق النار بالقرار رقم ٣٣٩، وفشلت في دخول السويس وتحطمت دباباتها على مشارف السويس يوم ٢٤ أكتوبر وهو العيد القومى للسويس".
وعلى التوازى الجيش الثانى والجيش الثالث كانا يقومان بالإعداد للعملية شامل لتصفية الثغرة تماما، وأدركت الدول الكبرى وإسرائيل المكايدة لو استمرت في الثغرة، ويوم ٦ نوفمبر وصل هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى، إلى مصر وقابل الرئيس الراحل أنور السادات، قائلا له سيادة الرئيس لن نسمح بانكسار المخطط الأمريكى مرتين الأولى يوم ستة أكتوبر، والثانى ما يحدث من تصفية الثغرة، سيادة الرئيس اسمح بعودة القوات إلى غرب القناة.
ليرد السادات مقابل سيناء وضمان أمريكى كامل، ليرد كيسنجر بالموافقة ويطلب من الرئيس الراحل تأمين ارتداد المؤخرات القوات الإسرائيلية للعودة إلى غرب القناة، ومن هذا التوقيت سمحنا بفتح باب المندب بعد سنة من غلقه.
وانسحبت القوات إلى مسافة ٣٠ كيلو شرق القناة في ١٨ يناير ٧٤، ثم الانسحاب الثانى في سبتمبر ٧٥، كان ٦٠ كيلو شرق القناة، ثم بدأت مراحل السلام ودور الدبلوماسية المصرية، ١٢ يوم صراع سياسى بين الخارجية المصرية والأمريكية والمصرية، من يوم ٥ إلى ١٧ سبتمبر ١٩٧٨ حتى نصل إلى أفضل شروط في معاهدة السلام.
ووقتها لم يأتى أحد في مؤتمر السلام في ١٤ ديسمبر ١٩٧٧، في المينا هاوس، ولا دولة جاءت واتهمنا بالخيانة من قبل الفلسطينيين، لأننا جلسنا مع إسرائيل، وبعد ١٥ سنة ياسر عرفات مع إسحاق رابين ووقع اتفاق أوسلو ولم يتم منها، وعن حقيقة الخلاف بين سعد الشاذلى والسادات قال سعد الشاذلى أفضل قائد عسكرى أنجبته مصر في ١٠٠ سنة فاتت و١٠٠ سنة جاية، وأنور السادات أفضل قائد سياسى أنجبته مصر في ٥٠٠ سنة الماضية والقادمة.
كلاهما قراره صائب، الشاذلى رفض تطوير الهجوم على القوات الإسرائيلية حتى لا نخرج من الغطاء الجوى، لكن كان هناك ظرف سياسى يحتم علينا التطوير، وهو تركيز القوات الإسرائيلية في الجولان عقب فشلهم في إجبارنا على التراجع عن خط ١٤ أكتوبر، ليقوموا بتكثيف الهجوم على الجولان، لتتراجع القوات السورية وتترك الجولان بعد إحرزها أهداف جيدة في الحرب، ووقتها حافظ الأسد استغاث بالسادات ليخبره بأن القوات الإسرائيلية على مسافة ٢٢ كيلومترا من دمشق، وسوريا تسقط في قبضة العدو الصهيونى، هنا كان السادات بين اختيارين إما أن يتخلى عن سوريا ونحن معها في حرب واحدة لتسقط دمشق، وهى معلومات لم يعرفها أحد القادة لأنها سياسية أم أن يتم التطوير وكان فيه خسائر جسيمة للجيشين الثانى والثالث ودفعنا ثمنه في الثغرة، لكن على مستوى الدولة كان قرارا صائبا جدا.
واختتم قائلا: "هنا نتوقف قليلا لنقول إن أى دولة تحقق سياستها وأهدافها من قوى الدولة الشاملة وهى والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والبشرية، ونحن نملك القوة السادسة وهو القوى الناعمة والتى نستطيع من خلالها أن نحقق أهدافنا".