الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. البطل يوسف البغدادي يكشف لـ"البوابة نيوز" بطولات سلاح المهندسين في حرب أكتوبر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع سلاح المهندسين أن يلفت انتباه العالم بمعجزة العبور في حرب أكتوبر عام 1973، ورسم رجاله ملحمة وطنية من العلم والمهارة والتضحية من أجل الوطن، وكان لكل واحد في هذا السلاح بطولة أو بطولات خلدت اسمه في سجل الكرامة والشرف، ورغم مرور 47 عامًا على انتصار أكتوبر إلا أنه لم يلقى الضوء على العديد من الأبطال، خاصة سلاح المهندسين.
ألتقت "البوابة نيوز" بأحد أبطال سلاح المهندسين في حرب أكتوبر 73، وهو المهندس يوسف محمد بغدادي، ابن محافظة بورسعيد، الذي ظل طوال حديثه معنا ينظر إلى صوره وصور زملائه التي تزين جدران منزله وترصد مراحل عديدة من بطولاتهم خلال حرب أكتوبر المجيدة، وبدأ حديثه من نكسة 1967 قائلًا: "وقت النكسة كنت مازالت طالبًا في السنة النهائية بكلية الهندسة، وفور تخرجي من الكلية عام 1968 التحقت بالقوات المسلحة وتحديدًا في سلاح المهندسين، وكان هدفي الأول والأخير هو عدم ترك الجيش إلا بعدما تلمس قدمي أرض سيناء عقب تحريرها، وكان مركز التدريب الخاص بنا وقتها في منطقة الهرم وتحديدًا ببني يوسف، وهناك حصلنا على تدريبات مكثفة خاصة بسلاح المهندسين مثل: المفرقعات والألغام وإنشاء الكباري والطرق وجميع النواحي الهندسية التي تخدم الجيش المصري، وبعد إنتهاء التدريب التحقت باللواء كباري 25 في منطقة القناطر الخيرية، وهناك جرى توزيعي على كتيبة الكباري الثقيلة المسئولة عن إنشاء الكباري في أسرع وقت وبأعلى جودة وفي نفس الوقت تحت أي ظروف ومواقف مثل قصف العدو أو الاشتباكات، وإعادة إنشاء الكباري عقب تدميرها، وغيرها من المهام الصعبة، وفي هذا التوقيت كنت مجند صف ظابط فالتحقت بمدرسة المهندسين العسكريين لمدة شهر، وحصلت على رتبة ملازم ثم ملازم أول، والتحقت بكتيبة كباري اقتحام ثقيل 50 طن".
وتابع حديثه - بثقة كبيرة ونبرة فخر - :"واصلنا التدريب بهذه الكتيبة على نهر النيل ومنطقة البلاح وترعة البعالوة ثم انتقلنا بعد ذلك إلى التل الكبير وظللنا هناك لمدة عام قبل أن تأتي تعليمات بالعودة للقناطر الخيرية، وهناك جرى عمل نموذج لخط برليف بنفس الساتر الترابي والارتفاع والكثافة، وتدربنا على كيفية فتح ثغرة لعمل رؤوس الكباري التي تمر منه المركبات والمدرعات، ولكن في الأمر وضعنا كمية ضخمة من المفرقعات من خلال فتحات أعلى الكوبري لكن نتيجة التفجير كانت على شكل هلال بأعلى الساتر، مما سيعني بذل جهد اكبر واستغراق وقت أطول للقوات للمرور من الساتر، وكان البديل الثاني هو المياه التي كانت أنجح طريقة".

وعن ذكريات حرب أكتوبر، أكمل البطل المصري حديثه قائلًا :"قبل حرب السادس من أكتوبر بأيام قليلة، جرى عمل تمويه لخداع العدو، وذلك بعودتنا للتل الكبير وتحريك الكوبري على 150 سيارة تحمل الكوبري والمعدات والأوناش واللنشات في اتجاه القاهرة، ليظن العدو أن الكتيبة ستعود للقاهرة بالكامل، وبعد يوم واحد بدأنا في العودة مرة أخرى من خلال وثبات كانت الوثبة الأولى في صحراء الخنقة والثانية التل الكبير والثالثة أبو صوير، ثم خرجت ضمن مجموعة ضباط لاستطلاع الطرق والمحاور وساحات انزال الكوبري على منطقة القنال وتحديدًا محور 26 جنوب الفردان الذي كان مخصص لنا، وهناك رأينا أمامنا النقطة الحصينة على الضفة الأخرى التي دمرتها قواتنا يوم العبور".

بدأت نبرة صوت البطل المهندس يوسف بغدادي في الإرتفاع بحماسة تدريجيًا كلما اقترب من الحديث عن يوم 6 أكتوبر، قائلًا :"استدعانا العميد البطل المرحوم حسن ابو سعدة، قائد الفرقة الثانية، صباح يوم السادس من أكتوبر، لكي يطمأن على إلمامنا بكافة جوانب المهمة، وعقب اجتماعنا مع القائد بدأنا في إعداد أنفسنا وجنودنا ورفع معنوياتهم والتأكد من المؤمن والتموين وكافة التجهيزات والمعدات، وتحركنا في الساعة (س) ونزلنا إلى القناة بـ(براطمنا) وبدأنا في إنشاء فتحات الكباري، وكان كل كوبري مسئول عنه 4 سرايا، وكل سرية مسئولة عن ربع كوبري، وبفضل الله انتهينا من كوبري الاقتحام في الساعة الثامنة مساء وهو رقم خيالي وقياسي في هذا التوقيت وبأقل خسائر ممكنة في المعدات والجنود".

الأمر لم يكن سهلًا كما يظن البعض فالعقبات كانت عديدة، وحول ذلك يقول المهندس يوسف، :"بالطبع قابلنا صعوبات وعقبات عديدة ولكن كنا نتغلب عليها بالروح العالية والإيمان بالله ومهاراتنا التي اكتسبناها خلال سنوات من التدريب، فلقد أبلغني قائد الكتيبة بوجود مشكلة في السرية الرابعة المسئولة عن تركيب الجزء الأخير من الكوبري، وطالبني بالتوجه هناك لمساعدة زملائنا، وبالفعل أسرعت ومعي 3 جنود إلى هناك، وحتى نصل سريعا سلكنا طريق مختصر بجانب قناة السويس، إلا أنني صرخت في الجنود فجأة مطالبهم بالتوقف وعدم الحركة بعدما رأيت أجزاء من الألغام الأرضية، وعلمت لحظتها أننا داخل أحد حقول الألغام التي كنا نضعها بين كل ساحة والأخرى، ولكن بفضل الله شاهدتها في الوقت المحدد قبل أن تنفجر بنا وتفشل مهمتنا لا قدر الله، وطالبت الجنود بالعودة إلى الخلف على نفس خطواتهم السابقة، وتوجهنا إلى موقع ساحة السرية الرابعة وأنهينا كوبري الاقتحام، وبعد عدة أيام تم تدمير الكوبري فنزلت أنا وزملائي إلى المياه ومعنا رجال الضفادع البشرية والقوات البحرية وجمعنا جزء كبير من حطام الكوبري وأعدنا إنشاءه تحت قصف العدو ليستمر نقل باقي الدفعات من الجنود والمعدات لعمق سيناء".

وبابتسامة جميلة أضاف البطل :"كان هتاف الجنود: (الله أكبر) يهز الأرض من أسفل قدمينا، فلقد كانت صيحات الجنود أعلى من أصوات المدفعية وقصف الطائرات لمواقع العدو، وبفضل الله عبرت القوات واحتلت مراكزها وأماكنها على الضفة الأخرى، وسيطر رجالنا على خط برليف، واستمرينا في نقطة المراقبة لمراقبة دخول وخروج السيارات ومعنا الشرطة العسكرية لتنظيم العبور، وكذلك سيارات للنجدة لسرعة التعامل مع أي مركبة تعطل على الكوبري وكانت المدفعية تقوم بدور قوي جدا والطيران يغطي عملية العبور".

ووجه البطل المهندس يوسف بغدادي رسالة إلى شباب مصر قائلًا :"أعدائنا مازالوا يتربصون بنا في الداخل والخارج، أستحضروا روح أكتوبر في مساندة الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش المصري في حربهم ضد الإرهاب الأسود بسيناء، وتأمين حدودنا، ومواجهة التحديات المحيطة بنا، مصر أمانة في أيديكم، ولا تسمحوا لأعدائنا بالنيل من ثقتكم وعزيمتكم والتشكيك في جيشكم وقيادتكم السياسية".