الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الأعلى الثقافة يفتتح مؤتمر "جمال عبد الناصر.. تحديات وإنجازات" بمسرح الهناجر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

افتتح المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى؛ فعاليات مؤتمر: "جمال عبد الناصر.. تحديات وإنجازات"؛ والذى انطلقت فعالياته فى تمام الحادية عشرة صباح اليوم الإثنين الموافق 28 سبتمبر الحالى؛ بمقر المجلس الأعلى للثقافة؛ بمشاركة نخبة كبيرة من المؤرخين والإعلاميين والسياسيين؛ ويقام المؤتمر فى إطار الاحتفاء بذكرى الزعيم جمال عبد الناصر وبمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيله؛ ويتضمن المؤتمر جلسة افتتاحية وثلاث جلسات بحثية بالإضافة إلى مائدة مستديرة.

بدأت فعاليات جلسة المؤتمر الافتتاحية بالسلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، عقب هذا جاءت كلمة اللجنة المنظمة، التى ألقاها الدكتور جمال زهران الذى استهل كلمته بمطالبته للحضور الوقوف دقيقة حدادًا على روح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ثم تحدث عن أهم مراحل حياة الزعيم، وأبرز إنجازاته وعلى رأسها القيام بثورة يوليو، التى بسببها كما قال أُسقط النظام الملكى المصرى، وأضاف زهران أن المشروع التنموى كان مشروعا شاملا طال كل المؤسسات، وعن سياسات الجيش المصرى إبان حكم ناصر، تابع موضحًا أن أهم الأفكار الناصرية تمحورت حول أهمية تحقيق الاستقلال الوطنى، وهو الأمر الذى يرتبط بشكل وثيق بوجود جيش قوى، كذلك تحدث عن التجربة الرائدة للاتحاد الأشتراكى، وما نتج عنها من حراك سياسى كبير.

ثم ذهبت الكلمة لرئيس المؤتمر الدكتور محمد فايق، الذى أعرب من جانبه عن دهشته من حالة الجدل التى لم تكُف إلى الآن، وبدأت منذ رحيل هذا الزعيم الأستثنائى على حد وصفه، فما زالت ترفع صورته فى الأزمات، ونستدعيه كلما تعثرت مسيرات بلادنا؛ فشأنه شأن الخالدين بأعمالهم، ثم تناول فايق الحديث عن حال البلدان الأفريقية إبان قيام ثورة يوليو الخالدة؛ حيث لم يكن هناك من الدول المستقلة سوى دولتين وهما أثيوبيا وليبريا، ودور عبد الناصر فى حركات وثورات التحرير البلدان الأفريقية وقتها؛ فكما ذكر فايق كان يُردد حينها ما يشير إلى ارتباط استقلال مصر بسائر بلدان أفريقيا، حيث وصف رؤية ناصر قائلًا: "لن يكتمل استقلال مصر إلا باستقلال كل الدول الأفريقية"؛ لذا نجد أن مصر خاضت جميع معارك التحرير للدول المجاورة وقتها، وهو ما كان نتيجته أن يطلق على عبد الناصر لقب: "أسد أفريقيا"، وعن دور السد العالى قال أنه حمى مصر فى فترات كثيرة من أهوال الفيضانات مثلما نرى تلك الأيام ما تعانيه السودان الشقيقة، وعن عبد الناصر وسماته الشخصية قال فايق إنه رجل محب للسلام؛ ولكنه دومًا كان يربط السلام بالعدل؛ لأنه كان يرى أن السلام لن يتحقق دون عدل، بل إنه حينها سيعد استسلام.


ختامًا تحدث الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، كلمته خلال فعاليات افتتاح المؤتمر، قائلًا: "يسعدنى ويشرفنى أن أرحب بحضراتكم فى رحاب المجلس الأعلى للثقافة فى مستهل فعاليات هذا المؤتمر المهم، الذى ينعقد تحت عنوان: "جمال عبد الناصر : إنجازات وتحديات"، واسمحوا لى بداية أن أنقل لحضراتكم تحيات وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، التى حالت ارتباطات رسمية مهمة دون تواجدها معنا اليوم".

ثم تابع قائلًا: "نلتقى اليوم لنحتفل بذكرى رحيل واحد من أبرز زعماء الأمة العربية وأخلصهم على مدى تاريخها... ذكرى رحيل زعامة نادرة تجاوز تأثيرها كثيرا محيط دائرتها المحلية، ليكون لها دور لا يمكن إنكاره عربيا وإفريقيا و إقليميا ودوليا. ذكرى رحيل أشهر الزعماء العرب فى القرن العشرين على الإطلاق وأكثرهم ارتباطا بالعروبة والقومية العربية؛ ففى مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 ترجل الفارس عن صهوة جواده بعد أن قضى أيامه الأخير، بعد أن بذل جهدا مضنيا لرأب الصدع فى جدار العلاقات العربية بعد أحداث أيلول الأسود، ولم يكن ذلك إلا استمرارا لدور تاريخى وطنى، ورسالة أمن بها الزعيم ووهب لها جل حياته تحقيقا لحلم القومية العربية، وبعد مرور نصف قرن من الزمان، ما تزال حياة الزعيم جمال عبد الناصر مثارا للعديد من الدراسات والأبحاث التى تتناول بالرصد والتحليل دور الرئيس عبد الناصر وتاثيره. ومهما تباينت الآراء واختلفت التحليلات؛ فمما لا شك فيه أن جمال عبد الناصر كان علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث"، وواصل كلمته مشيرًا إلى أن الزعيم جمال عبد الناصر عاش مناصرا للعروبة مناهضا للاستعمار بصوره واشكاله كافة، كما كان داعما للثورات العربية فى ليبيا والجزائر والعراق واليمن، كما كان له دور مهم فى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 كما كان له دور بارز فى تأسيس حركة عدم الانحياز و كثيرة هى إنجازات الرجل؛ فمن مشاركته لحلم التغيير مع غيره من الضباط الشباب بعد أن التقاهم للمرة الأولى فى السودان ليتوجوا حلمهم بتأسيس تنظيم الضباط الأحرار، مرورا بثورة خالدة فى الثالث والعشرين من يوليو 1952 إلى تاميم لقناة السويس فى 1956 إلى بناء السد العالى بعد كثير من الصعوبات والمعوقات، وبرغم الآثار السلبية لنكسة 1967، وبعد أن جدد الشعب 9 و10 يونيه الثقة فى قائده بعد خطاب التنحى، سرعان ما بدا الرجل فى إعادة بناء القوات المسلحة، ولعل معارك حرب الاستنزاف خير شاهد على الإصرار والتحدى على إزالة آثار العدوان... وسنظل جميعا نتذكر ملحمة تدمير "إيلات" ومعركة: "رأس العش" وعملية "الحفار" والغواصة "داكار" وغيرها عشرات من ملاحم البطولة وأساطير التضحية والفداء، التى مهدت جميعها الطريق إلى أعظم انتصار عسكرى شهده التاريخ الحديث فى أكتوبر 1973.

عقب ذلك أكمل الدكتور هشام عزمى كلمته، التى قال فى ختامها: "فى مثل هذا اليوم منذ خمسين عاما، ومن المفارقات أنه كان أيضا يوم "إثنين"، التفت الأسرة والأهل والأصدقاء احتفالا بعيد ميلاد الصبى، بيد أنه سرعان ما توقف الاحتفال وتلاشت كل مظاهره، لتحل محلها كل مشاعر الألم والأسى والخوف والترقب للمستقبل؛ فلقد ظهر الرئيس السادات على شاشة التلفاز ليعلن عن فقدان مصر لقائدها.. ولن ينسى الصبى، وكانت الأسرة تقطن فى منزل بحى "لاظوغلى" على مسافة أمتار قليلة من مجلس الأمة، لن ينسی دموع أقرب الأقربين.. ولن ينسى مشاهد رجال ونساء بل وشيوخ أخذوا الشوارع والميادين