الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الرئيس العروبي.. وقف نزيف الدم "الفلسطيني ـ الأردني" آخر ما قدمه عبد الناصر للعرب في أسبوع رحيله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طوال فترة الخمسينيات وحتى وفاته في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠، انشغَل "عبد الناصر" بالقومية العربية. 
كان الزعيم المصرى يحلم بوحدة عربية تمتد من المحيط إلى الخليج، وفى سبيل تحويل الحلم إلى حقيقة؛ أعلن الوحدة مع سوريا سنة ١٩٥٨، وخاض في ١٩٦٩، مفاوضات مع حُكام ليبيا والسودان لإقامة اتحاد الجمهوريات العربية. 
وفى سبيل القومية العربية أيضًا؛ ساند "عبد الناصر" حركات التحرر في مُختلف البلدان العربية، ودعمها سياسيًا وماديًا وعسكريًا لمواجهة الاستعمار، كما ظلت القضية الفلسطينية همه الأكبر الذى لا يفارق أولويات أجندة اجتماعاته. وحتى الأسبوع الأخير من حياته؛ نجح الزعيم العربى في إيقاف نزيف الدم الفلسطينى والأردنى. 
وتعود جذور الصراع بين القوات الأردنية والفدائيين الفلسطنيين، إلى نكسة ١٩٦٧، حينما وقعت "الضفة الغربية" تحت الاحتلال الإسرائيلى، فانتقل إلى بلدة "الكرامة".
الأردنية "الفدائيون الفلسطينيون"، وتعاونوا مع "القوات الأردنية" في شن هجمات ضد قوات الاحتلال، سنة ١٩٦٨، وحققوا معًا عدة انتصارات. غير أن منظمة التحرير الفلسطينية "فتح" بقيادة ياسر عرفات، سعت إلى الإطاحة بحكم "الملك حسين".
في المُقابل، سعى النظام الأردنى لتحجيم المقاومة الفلسطينية، بعقد اتفاقية "البنود السبع" بين الملك حسين والمنظمات الفلسطينية، لتنظيم العلاقات مع المقاومة، بما يضمن ابتعادها عن المدن والقرى الأردنية، ويُقيد حركتها الميدانية. لكن سرعان ما وقعت مئات الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن الأردنية، مُنذ منتصف سنة ١٩٦٨، وراح ضحيتها المئات، واستمر الطرفان في تصعيد الصراع بينهما.
ـ المنظمات الفلسطينية: 
في ١٧ سبتمبر ١٩٧٠، وقعت أحداث "أيلول الأسود" حينما حاصر الجيش الأردنى المدن التي يتواجد بها أفراد "الجبهة الفلسطينية"، وقصفهم بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات، فوقع عشرات المئات، بين قتيل وجريح، من الطرفين. 
ورغم حالة الرئيس "جمال عبد الناصر" الصحية التى دفعت الأطباء للإلحاح عليه بقضاء إجازة للراحة لمدة شهر، إلا أنه قطع إجازته في مرسى مطروح مُنذ يومه الأول لمتابعة تطورات الموقف.
وفى اليوم التالي، ١٨ سبتمبر ١٩٧٠، أرسل "عبد الناصر" رئيس أركان الجيش المصرى، الفريق محمد أحمد صادق، إلى الأردن، حاملًا طلب إلى الملك حسين، وياسر عرفات، لوقف القتال، غير أن الطرفين استمرا في الاقتتال، فدعا الرئيس "عبد الناصر"، في ٢٠ سبتمبر، عام ١٩٧٠، الزعماء العرب إلى "قمة عربية طارئة".
استمرت مناقشات القمة العربية الطارئة، حتى توصلت إلى اتفاق من ١٤ بندًا أهمها؛ وقف إطلاق النار في جميع الساحات، ودعم الثورة الفلسطينية حتى تتحقق أهدافها في التحرير الكامل ودحر العدو الإسرائيلى، لتنطوى صفحة أحداث "أيلول الأسود".‏ انتهى المؤتمر وقام الرئيس عبدالناصر بتوديع القادة والملوك، في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠، وفى نفس اليوم ودع المصريين وجميع العرب، الرئيس جمال عبدالناصر، إلى مثواه الأخير، في جنازة شعبية، كانت الأكبر من نوعها في تاريخ البشرية.