الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"أنتي الأهم".. حملة توعوية للأزواج لتجنب الحمل غير المرغوب.. وحل لأزمة الزيادة السكانية.. خبراء يوضحون عواقب الحمل المتتالي على صحة الأطفال والأمهات.. واستخدام وسائل التنظيم يؤمن حياة المجتمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ضوء إطلاق حملة "أنتي الأهم"، منذ أيام، التي تم انتشارها بشكل مكثف على صفحات السوشيال ميديا، والتي جاءت على هامش إحياء اليوم العالمي لتنظيم الأسرة وزيادة الوعي حول وسائل منع الحمل، وتمكين الأزواج من اتخاذ قرار مستنير بشأن تكوين أسرة، بحيث يكون كل حمل مطلوب، ومحاولة تجنب الحمل غير المرغوب فيه قدر المستطاع، تحدث عدد من الخبراء عن أهمية تنظيم الأسرة ومردودها المباشر على الزيادة السكانية.


يوافق الاحتفال باليوم العالمي لتنظيم الأسرة يوم 26 سبتمبر من كل عام، فهو الاحتفال الـ 14 بهذا اليوم، الذي بدأ لأول مرة في عام 2007، من قبل عدة منظمات دولية لتنظيم الأسرة.
في البداية، قال الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان السابق، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العيني، مؤسس حملة "أنتي الأهم"، إن معدل الإنجاب الكلي (هو متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها كلها) طبقا للمسح السكاني الصحي لمصر في عام ٢٠١٤ هو ٣،٥ مولود (آخر مسح صحى)، فقد زاد معدل الإنجاب الكلي بشكل كبير في فترة الـ 6 سنوات ما بين المسح السكاني الصحي عام ٢٠٠٨، ونظيره في عام ٢٠١٤ من ۳ مولود في ٢٠٠٨ لكل سيدة إلى ٣،٥ مولود في ٢٠١٤ لكل سيدة، مضيفًا أنه بمتابعة معدل الإنجاب الكلي في الأعوام التي جاءت بعد المسح الصحي لعام 2014، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الذي أوضح أنه هناك تحسن في معدل الإنجاب الكلي، حيث بلغ 3 مولود لكل سيدة في عام 2019.
وتابع حسن، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذا المعدل هو معدل الإنجاب لمصر عام 2008، وكأن محصلة البرنامج السكاني في مصر خلال 12 عام من عام 2008 وحتى 2020 لم تحقق أي تقدم يذكر، لافتًا إلى أن المسح السكاني عام 2014 كشف أن الإنجاب يبدأ مبكرًا عند كثير من السيدات، أكثر من ربع السيدات في العمر "15- 49" سنة يكن قد أنجبن مولودهم الأول عند العمر ۲۰ سنة، ونجد أن ما يقرب من 45% من السيدات قد أنجبن مولودهم الأول ببلوغ عمر ۲۲ سنة، كما أن ۷% من المراهقات قد أصبحن أمهات، فضلًا أن خُمس الأطفال ذوي الترتيب الثاني فأكثر تمت ولادتهم في خلال ٢٤ شهر من ولادة المولود السابق له، وكذلك تبين أن قصر فترة المباعدة تضع الطفل في خطورة أعلى للوفاة، موضحًا أن الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يولدون خلال فترة قصيرة بعد المولود السابق (أي خلال ٢٤ شهر) يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والوفاة من الأطفال الذين يولدون بعد فترة أطول.
وأضاف، أن قصر الفترة بين المواليد قد يكون له عواقب على الأطفال الآخرين في الأسرة، فإن حدوث ولادات بعد فترات قصيرة لا يعطي الأم الوقت الكافي لاستعادة صحتها، والذي يمكن أن يحد من قدرتها على رعاية أطفالها، كما أن مدة الرضاعة الطبيعية للطفل الأكبر سنًا يمكن أيضًا أن تقل إذا أصبحت الأم حامل، وهنا تكمن الأهمية البالغة لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة وعلاقتها الوثيقة بصحة الام وأطفالها، مؤكدًا أنه هناك العديد من وسائل منع الحمل التي تناسب السيدة المرضعة ولا تسبب أى آثار سلبية على طفلها، موضحًا أن المسح السكاني ٢٠١٤ كشف أن 59% من السيدات المتزوجات في مصر يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة، مقارنةً بمسح عام 2008 الذي أوضح أن النسبة كانت 60%.


وأكد ضرورة تعزيز استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وضرورة ضمان وصول كل السيدات إلى وسائل منع الحمل المناسبة لهن ولأزواجهن، مشيرًا إلى أن الاستخدام الآمن والطوعى لوسائل تنظيم الأسرة ضروريًا لتأمين رفاهية المرأة واستقلالها، وهو كذلك يدعم صحة المجتمع وتنميته، لأن السماح للنساء في مجتمع ما باختيار عدد الأطفال المناسب يساهم في تحقيق الأهداف الصحية العالمية، كما أنه يساعد في كسر حلقة الفقر ويضع الأسر والمجتمعات والبلدان على مسار أقوى وأكثر ازدهارًا واستدامة مما يعد بمستقبل أفضل وأكثر صحة للكوكب.
من ناحيته، قال الدكتور حسين عبد العزيز، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، مستشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن الحملات التوعوية الهادفة لتوعية المجتمع والمرأة على وجه التحديد من خلال تحقيق التباعد بين المواليد وعدم إرهاق صحة الأم بعدد كبير من حالات الحمل والولادة لتحقيق تربية جيدة للأطفال والمحافظة على صحتها وصحة أطفالها، مؤكدًا أن "حملة أنتي الأهم" لها إضافة قوية للمجتمع من شأنها أن تؤدي إلى ترشيد الإنجاب وتخفيف العبء على المجتمع بشكل عام.
وتابع عبد العزيز، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الحملات الإعلامية قديمًا كانت تقدم للمواطنين في ضوء الإمكانيات المتاحة لديهم من خلال التليفزيون والراديو باعتبارهم الوسائل الإعلامية التي يقبلون عليها ويتابعونها، عكس الوقت الراهن حيث يتم استخدام التكنولوجيا بشكل أكبر لنشر هذه الحملات التوعوية على السوشيال ميديا، لتصل إلى مختلف الطبقات والفئات برسالة واضحة حول مفهوم التعداد السكاني لمصر، مطالبًا بأن تكون التوعية تبدأ من المدرسة منذ الصغر وأن تتضمن رسائل واضحة حول البعد السكاني في المجتمع وتأثير الإنجاب المرتفع على مناحي الحياة بشكل عام، حيث إن الطفل حينما يكبر سيكون مستوعب بشكل كامل خطورة الزيادة السكانية وأهدام الحملات التوعوية مستقبلًا.