الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"الإخوان" تعيش مرحلة ما قبل الأفول.. أحمد الشوربجي: الجماعة تواجه تصدعات هيكلية.. وتعاني من شرخ كبير بين جيل الشباب والقيادات.. وأزمة طاحنة بين أطرافها قطر وتركيا

الخبير في شئون الجماعات
الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، الدكتور أحمد الشوربجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دأبت جماعة الإخوان منذ تأسـيسها على يد حسن البنا في عام ١٩٢٨ على تزييف الواقع ونشر الأكاذيب وبيع الوهم للناس.. هذا ما أكده الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، الدكتور أحمد الشوربجي، في حواره لـ"البوابة نيوز"، واصفا جماعة الإخوان بأنها جماعة تعيش حاليا أزمة ما قبل الأفول، حيث تشهد أزمة بين إخوان الداخل وإخوان الخارج، وأزمة بين جيل الشباب والقيادات التاريخية، وأزمة بين إخوان قطر، وإخوان تركيا ولندن، وأزمة بين القيادات والمعتقلين، وبين القيادات وبعضهم البعض، وأزمة بين فكرة جدوى استخدام العنف، وعدم جدواها، وأزمة ثقه بين الأفراد والقادة، أزمه مع المجتمع المصرى كله أدت لانكشافها وعدم الوثوق بها، وأزمة عصفت بكل جوانب الجماعة وأركانها حتى حولتها لجماعات وليست جماعة واحدة.
وأضاف الشوربجى أن الدولة المصرية قامت بعمل رائد يستحق أن يدرس حيث واجهت مصر دولًا وأجهزة استخبارات وجماعات متطرفة في سيناء والوادى لكنها بالتخطيط الجديد وتفهم الشعب للحالة التي تمر بها البلاد نجحت الدولة في القضاء على هذه المؤامرات واحدة تلو الأخرى وحققت انتصارات باهرة على التكفيريين في سيناء الذى كانوا يملكون تسليح الجيوش ويحاربون بأسلوب العصابات، كما سحقت الدولة تنظميى حسم ولواء الثورة التابعين لجماعة الإخوان وبترت يد الإخوان العابثة داخل البلاد. وإلى نص الحوار.
■ كيف ترى الوضع داخل الإخوان بعد مرور أكثر من ست سنوات على عزلهم من الحكم؟
- يمكن وضع عنوان يعبر بوضوح عن حالة الجماعة في هذه الفترة أنها جماعة في أزمة ما قبل الأفول، أزمة بين إخوان الداخل وإخوان الخارج، أزمة بين جيل الشباب والقيادات التاريخية، أزمة بين إخوان قطر، وإخوان تركيا ولندن، أزمة بين القيادات والمعتقلين، وبين القيادات وبعضهم البعض، أزمة بين فكرة جدوى استخدام العنف، وعدم جدوها، أزمة ثقه بين الأفراد والقادة، أزمه مع المجتمع المصرى كله أدت لانكشافها وعدم الوثوق بها، أزمة عصفت بكل جوانب الجماعة وأركانها حتى حولتها لجماعات وليست جماعة واحدة.
■ ماذا عن توجيهات قيادات الإرهابية التى تلقتها بعدما تولى المعزول محمد مرسى الحكم؟
- لقد تحولت الإخوان بعد سقوط مشروعها في مصر لخدمة مصالح دول خارجية وتلقت دعمًا كبيرًا في سبيل جعل الوضع في مصر مضطربًا عبر تنفيذ خطة لإرباك الدولة، وإنهاكها، تمهيدًا لإسقاط أو إفشالها، أما الدولة المصرية فكانت تريد عبور هذه المراحل والخروج منها نحو الاستقرار السياسى وهذا لن يتحقق إلا بالاستقرار الأمني والذى لن يكون إلا بمنع اختراقات وتدخل الدول الأجنبية وتقويد نفوذ هذه الجماعات في الشارع المصرى والفضاء العام، وهو ما نجحت فيه الدولة المصرية بجدارة فتخطت كل هذه المراحل ووجهت ضربات قاتله لهذه الجماعة التى أوشكت على الأفول.
■ هل يمكن أن نفصل أكثر في هذه الجزئية بمعنى كيف كانت إستراتيجية الجماعة قبل ٣٠-٦ وكيف صارت بعدها؟
- اختلفت إستراتيجية الإخوان قبل ٣٠- ٦- ٢٠١٣م عن بعدها حيث كانت الجماعة قبل ٣٠- ٦- ٢٠١٣م تعمل على عدة محاور:
المحور الأول، محور ما يسمى بالعمل الدعوى، والذى كان هدفه التجنيد والاستقطاب عن طريق المساجد والمؤتمرات والندوات والقوافل الطبية وتقديم المساعدات وجميع أوجه النشاطات الاجتماعية.
المحور الثانى، السياسى عن طريق اختراق النقابات، ودخول البرلمان وسائر ما يخص العمل السياسي.
المحور الثالث، الاقتصادى وده نشاط سرى وفى غاية الأهمية للجماعة.
ثم محور العمل المسلح الموقوف لحين أن تسمح الظروف أو يضطروا لذلك وهذا ظهر بوادره عام ١٩٩٥م لو نذكر أثناء العرض العسكرى الذى قام به شباب الجماعة بجامعة الأزهر.
وقد اختلف الوضع بعد ٣٠- ٦٠ – ٢٠١٣م، حيث قسمت الجماعة عملها لثلاث محاور: محور العمل الجماهيرى، ووظيفته العمل على وسائل التواصل الاجتماعي والنشاط السياسى والحشد والإعداد والخروج في المظاهرات. محور استقاطبى من خلال العمل الجماهيرى لداخل الجماعة وخدمة أهدافها، ثم محور العمل النوعى (العمل المسلح).
■ وماذا عن دور تركيا في هذه الخطة؟
- أنشأوا في تركيا مكتب لممثلين عن الجماعة من كل الدول المتواجدين فيها عربية وغير عربية وعملوا لهم مكتبا في إسطنبول لوضع سياسات عامه للجماعة خاصة بكل دولة.
وتم عمل مؤسسات اقتصادية وإعلامية تقوم بدعم الجماعة ماديا، ولوجستا، ومعنويا،، وبحثيا، وإعلاميا لإسقاط النظام المصرى عام ٢٠٢٠م حسبما تصوراتهم.
كما تم تكليف الإخوانى على بطيخ عضو مجلس شورى الجماعة والطبيب والجراح البشرى والحاصل أيضا على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر عام ٢٠٠٠م ومن مواليد الجيزة لعام ١٩٥٥م والعضو باللجنة الإدارية العليا القائمة بأعمال مكتب الإرشاد، والهارب لتركيا بعمل إستراتيجية للعمل النوعى المسلح.
ونفذ على بطيخ التكليف وخرج بورقة عمل وضع فيها هذا التصور سماها «القيادة العامة للحراك المسلح» مستلهما تجربة الحرس الثورى الإيرانى حيث أخذ منه الهيكل التنظيمى وطبقه حرفيا وكان يقوم بدوارت تدريبية في كيفية تصنيع المتفجرات والتعامل مع المحققين وتكنولوجيا المعلومات (من تزوير والتنكر وخلافه).
وأنشأ ما يسمى بالخطوط العملياتية والتى تختص بـ(الرصد- والتصنيع- والتنفيذ)، واكتملت الصورة بإعلان تأسيس خمس حركات هى: «ولع» و«مولتوف» و«بلاك فاير» و«مشاغبون» و«المقاومة الشعبية» و«العقاب الثورى» والتى أعلنت استهدافها لضباط الشرطة والجيش ورجال القضاء عبر قناة «مكملين» الإخوانية، كما تم تكليف العضو الإخوانى محمد عبد الرءوف واسمه الحركى الدكتور بقيادة هذه المجموعات ومن خلال هذه الحركات وقد وضع البيان التأسيسى لمجموعة (المقاومة الشعبية) على الصفحة الرسمية للإخوان.
وعلى أنقاض هذه المجوعات أو بمعنى أدق تأسس التنظيمين الكبيرين للإخوان تنظيم «لواء الثورة» الذى قام باغتيال العميد «عادل رجائى» والذى يقودة «يحيى موسى» وتنظيم «حسم» والذى يقوده «علاء على السماحى» الهارب لتركيا ويشرف على التنظيمين «أيمن عبدالغنى» زوج ابنة خيرت الشاطر.
ومن هنا نعلم أن كل ما تقوم به الجماعه هى أعمال مخطط لها بعنايه فائقه وفى الوقت ذاته أفشلتها الدولة المصرية والشعب المصرى بقدرة فائقة.
■ وكيف تصدت الدولة المصرية لهذا المخطط؟
- في الحقيقة أن الدولة المصرية قامت بعمل رائد يستحق أن يدرس حيث واجهت مصر دولًا وأجهزة استخبارات وجماعات متطرفة في سيناء والوادى لكنها بفضل التخطيط الجديد وتفهم الشعب للحالة التى تمر بها البلاد نجحت الدولة في القضاء على هذه المؤامرات واحدة تلو الأخرى وحققت انتصارات باهرة على التكفيرين في سيناء الذى كانوا يملكون تسليح الجيوش ويحاربون بأسلوب العصابات، كما سحقت الدولة تنظميى حسم ولواء الثورة التابعين لجماعة الإخوان وبترت يد الإخوان العابسة داخل البلاد.
■ ما هى دلالات اختيار إبراهيم منير قائمًا بأعمال المرشد العام للإخوان؟
- الدلالة الأولى: إعطاء رسالة تنبئ عن استقرار الجماعة، وتماسك هيكلها التنظيمي، وذلك من خلال سرعة الإعلان عن تولى «إبراهيم منير» قائمًا بأعمال المرشد؛ وهو عكس الواقع الذى تمر به الجماعة، وهذا يعبر بوضوح تام عن عجز القيادة التاريخية عن فهم تغيير الواقع وأن مثل هذا النوع من التفكير في عصر الذاكرة الإلكترونية أصبح باليًا وغير مجد في إيصال هذه الرسائل، فخلافات الجماعة وانشقاقاتها، مسجلة بكل تفاصيلها وبقدرة أى متابع معرفتها ومراجعاتها.
الدلالة الثانية: أن التيار القطبى ما زال قابضًا ومسيطًرًا على دهاليز ومقاليد الجماعة، وهو التيار الذى تشرب وتشبع بأفكار «سيد قطب» وفى القلب منها أفكار التكفير والمواجهة، ولكنه في ذات الوقت اكتوى بنيران تجربة ٦٥، مما جعله يدمن العمل السرى ويعشق ازدواج المواقف، والموازنة بين ما يؤمن به، وما يريده، وما يعلن عنه، وما يخفيه.
الدلالة الثالثة: أنه لأول مرة يتم نقل منصب المرشد أو القائم بأعماله من داخل مصر لخارجها، وهذا يعزز التدخل الخارجى «وأقول يعزز لأنه واقع قائمًا» فتركيا تسعى بقوة لتتريك التنظيم، من خلال تشكيل مكتب إرشاد في انقرة منفردًا عن التنظيم الدولى، أو الدفع به لشكل ينقل التنظيم من فكرة الموالاة لأردوغان إلى فكرة السيطرة التامة على من قبله على إخوان مصر، وهذا يعد انقلابًا صريحًا على تنظيم الحمدين الممول الأول للتنظيم منذ عام ١٩٩٥م.
الدلالة الرابعة: سعى تنظيم الإخوان منذ عام ٢٠١٣م لتصوير الحالة الإرهابية في مصر من خلال أذرعه الإعلامية على إنها حرب أهلية، من خلال اعتماده استراتيجية «خرطوم الأباطيل» وتبنى التنظيم ما اسماه بخطة الإرباك والإنهاك وصولًا لحالة الإفشال للدولة.
والآن نجحت الدولة المصرية في القضاء على هذه الحالة بعد توجيه ضربات قاتلة لهذه التنظيمات الإرهابية المختلفة، والعبور نحو الاستقرار بجدارة تامة، في حين تحولت هذه الحرب واردت على التنظيم ذاته، فأصبح يعانى هو مما يمكن تسمية بحرب التنظيم الأهلية من خلال صراع حقيقى بين أجنحته ومكاتبه المختلفة يهدد مستقبل الجماعة ككل، أو على الأقل يجعل الجماعة منكفئة على ذاتها منشغلة بصراع تكسير عظام الأجنحة بداخله.
الدلالة الخامسة: يمثل إسناد منصب المرشد من قيادة الجماعة في الداخل إلى الخارج، سابقة تاريخية لم تحدث داخل الجماعة في أى مراحلة ومهما كانت التحديات التى تمر بها مما يعكس حجم أزمة الجماعة التى أصبحت لا تملك قيادة فاعلة داخل مصر يمكنها قيادة الجماعة، كما لم تشهد الجماعة مثل هذا الكم الهائل من الرفض للقيادة على مر تاريخها ايضًا وهذا ينبئ عن غياب القيادة المؤثرة مما يعمق بدورة حالة الانهيار، والتصدعات الهيكلية للجماعة.
■ كيف ترى وضع الجماعة في تركيا وقطر؟
- يمكن أن نقول بوضوح إن الجماعة الآن بدأت مرحلة الأفول فقطر الممول والداعم الأول والحضانة للجماعة ستجبر بشكل أو بآخر على تسوية خلافات مع دول الخليج ومصر، وسيكون ذلك على حساب الجماعة بلا أدنى شك، أما تركيا فقد أصبحت دولة محاصرة في شرق المتوسط وخسرت بسبب ساساتها العدائية مع مصر والتى نجحت في حصرها في شرق المتوسط وقهرها في ليبيا وبدأت تلاعبها وتحاصرها في العراق وسوريا وقد آتت هذه السياسات كلها الىن أكلها ومن ثم بدأت تركيا تتحرك نحو صانع القرار المصرى وهو واضعا قدما على الأخرى تتطلب وتسجدى التفاوض لأجل تسوية وحل هذه الملفات والخلافات العالقة، وصانع القرار يطلب غلق قنوات الإخوان وتسليم المطلوبين لدى الجهات الأمنية، ليصبح الإخوان قاب قوسين أو ادنى من لحظة الحساب المنتظرة من جموع الشعب المصرى على اقترفوه في حقه خلال كل هذه السنوات من أعمال عنف وقتل وإرهاب وتضليل للرأى العام.