الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: نحن في حاجة إلى قلب يرى وأيادٍ تعمل لتكون أعمال المحبة مثمرة دائما

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبرة الرحمة هي الاهتمام بالآخر، الذي نراه بقلبنا أخا متعطشا إلى المحبة، كانت محور حديث قداسة البابا فرنسيس، اليوم السبت، إلى وفد من رابطة المؤمنين التي تعتني بالفقراء والمعوزين في روما Circolo San Pietro.
حيث استقبل قداسة البابا فرنسيس وفدا من Circolo San Pietro، رابطة المؤمنين التي تعتني بالفقراء والمعوزين في روما والتي أسسها البابا الطوباوي بيوس التاسع سنة 1869. 
وفي كلمته إلى ضيوفه شكر الأب الأقدس في البداية الرئيس الجديد للرابطة على كلمته، متمنيا له كل خير في مهمته الجديدة. 
ثم انطلق البابا فرنسيس من شعار الرابطة وهو "الصلاة، العمل، التضحية" والتي هي المبادئ الثلاثة التي يقوم عليها عمل الرابطة وأعضائها حسب ما ذكر. 
وتابع قداسته أنه قد تحدث خلال لقائه وفد الرابطة السنة الماضية في 19 فبراير 2019 عن الصلاة، ويريد اليوم التطرق إلى العمل، مشيرا إلى أن وباء كوفيد 19 وضرورة التباعد بين الأشخاص قد أجبرا أعضاء الرابطة على إعادة التفكير في طرق ملموسة للقيام بأعمال المحبة التي يقومون بها عادة لصالح الفقراء في روما. 
وواصل البابا حديثه بإنه "إلى جانب احتياجات الأشخاص الذين تساعدهم الرابطة أصبحت هناك اليوم ضرورة الإجابة على احتياجات عائلات كثيرة وجدت نفسها بين يوم وآخر في ضائقة اقتصادية، وستزداد أعداد هذه العائلات لأن تبعات الوباء ستكون رهيبة". 
وأكد الأب الأقدس أنه لا يمكن الرد على وضع استثنائي بإجابة تقليدية، بل هناك حاجة إلى رد فعل جديد ومختلف، ولعمل هذا فمن الضروري التحلي بقلب قادر على رؤية جراح المجتمع، وبأيادٍ مبدعة في المحبة الفاعلة، قلب يرى وأيادٍ تعمل، وذلك كي تكون أعمال المحبة مثمرة دائما.
توقف قداسة البابا بعد ذلك عند الحاجة إلى التعرف على أشكال الفقر الجديدة في مدينة هي في تغير سريع، وأشار إلى ما وصفه بخجل الفقر ما يتطلب التوجه للبحث عنه واكتشافه، وتحدث عن الفقر المادي والإنساني وأشكال الفقر الاجتماعي والتي علينا الانتباه إليها بأعين القلب، علينا أن نكون قادرين على النظر إلى الجراح البشرية بالقلب لنحمل في قلوبنا حياة الآخر والذي لا يكون هكذا مجرد شخص غريب في حاجة إلى مساعدة، بل وقبل كل شيء أخا متعطشا للمحبة. وحين نهتم بشخص ما في قلوبنا يمكننا أن نجيب على تطلعاته، وهذه هي خبرة الرحمة.
ثم عاد البابا فرنسيس إلى وباء كوفيد 19 وتبعاته مشيرا إلى رد الرابطة على الآلام التي تعاني منها المدينة التي نعيش فيها، فقال لأعضاء الرابطة إنهم قبلوا تحدي الرد على وضعٍ بعينه ونجحوا في تكييف خدمتهم مع الضرورات الجديدة التي فرضها الوباء. أراد قداسة البابا من جهة أخرى التذكير بلفتة صغيرة، لكنها كبيرة، قام بها أعضاء الرابطة الشباب إزاء المسنين منهم، حيث قاموا بإجراء سلسلة من المكالمات الهاتفية للاطمئنان عليهم ومرافتهم بشكل ما، وهذا هو إبداع الرحمة حسب ما ذكر البابا.
وفي ختام كلمته إلى الوفد، شجع قداسة البابا فرنسيس أعضاء الرابطة على مواصلة الإتزام ونشر أعمال المحبة التي يقومون بها مع اهتمام واستعداد دائمَين للرد بشجاعة على احتياجات الفقراء، ودعاهم إلى ألا يكلوا عن طلب هذه النعمة من الروح القدس وذلك بالصلاة الفردية والجماعية. وختم قداسته طالبا من ضيوفه مواصلة الصلاة من أجله.