الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لو لم أكن مقاولا لأصبحت رئيسا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبيل المناظرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومنافسه في الانتخابات الرئاسية 2020 جو بادين، قررت أن أشاهد المسلسل الوثائقي "ترامب: حلم أمريكي" الذي أنتجته شبكة نتفليكس مع القناة التليفزيونية الرابعة.
يبدأ المسلسل بمشهد ركوب ترامب سيارته الرئاسية يحفظ ويراجع خطابه وترافقه زوجته الأنيقة.
تظهر على الشاشة أسئلة تومض: من يكون حقا؟، وكيف أصبح رئيسا؟ وهي الأسئلة التي نود جميعا الحصول على إجابة لها، هل هو شخص مغرور أحمق أم أنه شخص يحقق ما يقوله؟
المسلسل الوثائقي صنع باحترافية عالية عبر 4 حلقات يتضمن لمحة تاريخية عن أمريكا متجسدة في مدينة نيويورك، كما يتضمن لقاءات مع أصدقائه وأعدائه ممن عرفوه عن قرب على مدى 50 عاما، ولقطات من حوارات تليفزيونية ولقطات من افتتاح كبرى مشاريع آل ترمب العقارية والتي تظهر لنا كيف استطاع هذا الشاب في السبعينيات من القرن العشرين أن يحقق نجومية تفوق نجومية مشاهير السينما والتليفزيون!.
يأخذنا المسلسل لمدينة نيويورك عام 1975 حيث كانت تعمها الفوضى وكيف ظهر دونالد ترمب بعصاه السحرية ليعطي للمدينة قبلة الحياة ويصنع مجدها، بل كيف صنع أسطورته الخاصة؟
جميع من تحدثوا عنه أجمعوا أنه شخص كانت لديه أحلاما كبيرة بطموح لا محدود. كان شابا يعرف مع من يتحالف ليجمع ما بين القوة والشهرة والنفوذ والثراء، والأهم كان يعلم جيدا قيمة الدعاية وأهمية الصحافة والصحفيين وقوة الإعلام. أنه ببساطة يفكر ويضع مدة زمنية وينفذ بل وينتهي من المهمة قبل الموعد.
استوقفني حواره مع رونا باريت "نظرة على المواطن الأكثر ثراء" في أول لقاء تليفزيوني له على شبكة تليفزيونية. والذي قال فيه أن الطموح كلمة سيئة تثير اشمئزازه كان يرى الأمر برمته لعبة ويجب أن نلعب ببراعة وتحدونا الرغبة في الفوز.
الحياة بالنسبة لترامب استثمار كبير.. هي مبادئ لا يحيد عنها ترمب وهي شخصية جديرة بالدراسة حتما.
في لقاء آخر عقب خلافه مع مجلس مدينة نيويورك قال "عندما تحل الأوقات السيئة.. سأحصل على ما أريد".
سألته المذيعة لو خسرت كل ما تملك ماذا ستفعل غدا؟.. "ربما سأترشح للرئاسة"!. هكذا كانت إجابة ترامب والتي اعتبرها مزاحا في السبعينيات لكننا في الحلقة الرابعة ندرك أنه كان واحدا من أحلام الطفولة لديه وبالفعل حققه وفقا للوقت الذي رآه مناسبا.
أما عن ترشحه للرئاسة فقد كانت بمثابة صفقة بالنسبة له عام 1999 عندما أقنعه روجر ستون للترشح للرئاسة عن حزب الاصلاح والذي اعتقد أنه المرشح المثالي للبيت الأبيض بسبب شهرته عبر الثقافة الشعبية في أمريكا "البوب كالتشر" لذا لم يأخذه الكثير من الأمريكيين على محمل الجد كرئيس ثم انسحب لأنه ببساطة وجد العمل السياسي عملا شاقا ومرهقا للغاية ويتطلب التواجد في درجات حرارة شديدة البرودة وهو ما لم يحبه! ووقتها فاز جورج بوش الابن، لكنه عرف كيف يغزو عقول وقلوب الأمريكيين ببرنامج "ذا أبرينتس" وكأنه حامل سر النجاح والثراء. في العام 2012 وحينما تواجد ترامب على منصة تويتر بات تواصل الشارع الأمريكي معه مباشرا وصريحا للغاية ورأوا فيه المنقذ والرئيس الناجح الذي سيحقق لهم الرخاء والحلم الأمريكي الضائع، وهو منذ أن أثار قضية شهادة الميلاد الخاصة بـ"باراك أوباما" وتشكيكه في ميلاده بأمريكا ثم سخرية أوباما منه في عشاء المراسلين بالبيت الأبيض وقد وضع نصب عينيه أن يتولى الرئاسة ويكرس اهتمامه لاستعادة أمريكا قوتها أمام الصين التي بحسب قوله "نهبت البلاد". ظن الجميع أنه يمزح مرة أخرى حينما أعلن عن نيته للترشح لكنه قالها عدة مرات عبر لقاءاته خلال سنوات عديدة لن أترشح إلا لو كنت أستطيع الفوز، وجاء يوم 16 يونيو 2015 ليعلن من برج ترمب الترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة. ما أود أن ألفت الانتباه إليه أن ترامب حقا شخصية مثيرة فهو وضع الصين نصب عينيه من قبل ترشحه للرئاسة وكذا وضع منظمة الأوبك والنفط العربي.
بدأ عصر ترامب في السبعينيات من القرن الماضي.. ولا زال مستمرا ولا نعلم إلى أين سيأخذنا؟!. وعلى قول ترامب الشهير "لنر ما سيحدث!"