ابتكر طلاب كلية الهندسة بجامعة قناة السويس، أول إنسان آلى لخدمة المرضى بالمستشفيات، يمكن التحكم فيه عن بعد يصل إلى ٢ كيلو متر.
«البوابة نيوز» انتقلت إلى جامعة قناة السويس لتلتقى الطلاب المشاركين في تصنيع الروبوت.
في البداية تقول الدكتورة ماجدة هجرس رئيس جامعة قناة السويس إنه مع انتشار جائحة كورونا التى ضربت العالم مع نهاية ٢٠١٩ م وما ترتب عليها من إجراءات خاصة بتعليق الدراسة وتطبيق نظام التعليم عن بعد، واصل خلالها طلاب القطاع الهندسى بجامعة القناة تقديم ابتكارات متميزة ساهمت في اجتياز المحنة، حيث قام طلاب فرق النقل بكلية الحاسبات والمعلومات بعمل روبوت توزيع أوراق الامتحانات مساهمة منهم لزملائهم بالفرق النهائية بالكلية خلال امتحانات نهاية العام.
وتابعت كما أبدع طلاب الهندسة في ابتكار بوابة التعقيم التى تم تعميمها على جميع بوابات الجامعة، وبعض الكليات ذات الأعداد الكبيرة خلال فترة الامتحانات، بالإضافة إلى ابتكار أجهزة للتنفس الصناعى ما زالت تحت حيز التنفيذ.. مضيفة: يواصل طلاب هذه الكلية المتميزة اليوم ابتكاراتهم بصناعة روبوت بمكونات محلية كاملة يتم التحكم فيه عن بعد في غرفة تحكم رئيسية بمدى يصل إلى ٢ كيلو متر مهمته الأساسية نقل الطعام والشراب والدواء للمرضى ونقل الملابس.
ومن جانبه أكد الدكتور محمود فؤاد عميد كلية الهندسة أنه مع زيادة نسبة الإصابة بين الطواقم الطبية أصبح الحل الأمثل هو التباعد الاجتماعي وتقليل الاختلاط قدر الإمكان والمعوض الوحيد لوجود الإنسان هو الروبوت.
وتابع لذلك قام فريق العمل بتصميم هذا الروبوت لنقل المستلزمات دون تدخل بشرى مباشر لذلك توجد كاميرا رئيسية لتمكن غرفة التحكم من رؤية المسار وسماعات وميكروفون للتواصل بين المريض وبين غرفة التحكم وسينسور لقياس درجة الحرارة وشاشة للتواصل المباشر مع الدكتور ولإعطاء التعليمات. كما حرص الدكتور باسم الهادى السعيد الناغى الأستاذ مساعد بقسم الهندسة الكهربية والمشرف على فريق العمل على تقديم الشكر لرئيس الجامعة الدكتورة ماجدة هجرس وعميد كلية الهندسة الدكتور محمود فؤاد، وواصل الشكر لقسم الهندسة الكهربية والميكانيكا مكتبTIC، وذلك لدعمهم المادى والمعنوى للطلاب وتحويل ابتكاراتهم إلى اختراعات على أرض الواقع.
وقال إن طلاب كلية هندسة فكروا في عمل الروبوت، وكان ذلك بعد إنهائهم لبوابة التعقيم التى اخترعها فريق من طلاب كلية الهندسة وبعض طلاب الثانوية العامة خلال فترة جائحة كورونا والتى استفادت منها الجامعة خلال امتحانات خريجى جامعة قناة السويس، وهذا الفريق شارك في مسابقات البحث العلمى عدة مرات.. منها المشاركة في تصنيع عربات الكهرباء والتى حصلت فيها كلية الهندسة على المركز الثانى على مستوى الجمهورية.
وشاركوا أيضا في مسابقة في ماليزيا وكان قبلها في سنغافورة، ويتضمن هذا الفريق نحو ١٠٠ طالب من تخصصات مختلفة غير كلية الهندسة، وقام الفريق بتصنيع جهاز تنفس أيضا وهو الآن في مرحلة التسجيل للتعميم والاستفادة منه في المستشفيات، وقامت كلية حسابات ومعلومات بإنشاء روبوت، ولكن يقتصر فقط على توزيع أوراق الامتحانات على الطلاب، وكان الروبوت يسير مسافات قصيرة.
طلبت دكتورة ماجدة هجرس رئيس الجامعة بتطوير الروبوت، وبدأت الفكرة لدى الطلاب في منتصف شهر يونيو، وبدءوا في التفكير في تعزيز فكرة الروبوت للاستفادة منه في المستشفيات لمساعدة المرضي، وبالفعل تم العمل على ذلك، وتم تطوير الروبوت حيث إنه أصبح قادرًا على «قياس درجة حرارة المريض ـ به شاشة وكاميرا وميكروفون لتواصل المريض مع الدكتور الخاص بعلاجه ـ قدرة الروبوت التحكم على بعد ٢ كليو متر».
استغرق تطوير الروبوت نحو شهر، وكان عدد الطلاب التى شاركت في تطوير الروبوت نحو ٦ طلاب مدعمين بمجموعة طلاب من الثانوية العامة، والآن هو في مرحلة التسجيل في أكاديمية البحث العلمى، وفى الوقت الحالى يتم العمل على تطوير الروبوت وعمل ذراعين له ليكون قادرًا على حمل الأشياء، وأضاف أن الروبوت سيعمل على تقليل العنصر البشري، وبلغت تكلفة الروبوت نحو ٢٢ ألف جنيه مصرى.
وأشار الدكتور ايهاب لطفى أمين عام الجامعة، إلى أن الطلاب بدءوا في تطوير الروبوت بحيث يكون غير مقتصر على العمل في المستشفيات فقط، ولكن المشاركة في الأعمال الإدارية أيضًا، وأوضح أن الروبوت يمكن التحكم فيه عن طريق سوفت موجود بجهاز كمبيوتر يتحكم به شخص من أى مكان داخل حدود المبنى الموجود به الروبوت.
ومن جهة أخرى شرح المهندس أحمد سامى مكونات الروبوت التى تم استخدامها في تصنيعه وهى «جسد الروبوت ـ صب معادن ـ مواتير قدرة تحملها فوق الـ١٠٠ كيلو ـ ذكاء اصطناعى بحيث يكون قادرًا على التعامل مع المريض بمفرده ـ ميكروفون ـ كاميرا ـ شاشة ـ سينسور حرارة ».
وأكد أنه لا يشترط أن يكون المهندس الذى يقوم بتشغيل الروبوت، ولكن يمكن للمهندس بتعليم الدكتور لتشغيله أيضا، وأن التخصصات التى كانت مسئولة عن عقل الروبوت هى قسم ميكانيكا وقسم كهرباء، وأعلن أنه يتم العمل الآن على تطوير الروبوت بقدر الإمكان للاستفادة منه بشكل كبير، وأنه خلال فترة قصيرة سيتم تواجده داخل المستشفيات لخدمة المرضى في مستشفيات العزل.
يضم فريق العمل طلابًا بكلية الهندسة خالد حسن عيادة وياسمين إسماعيل وأحمد سامى محمد، كما شارك بعض من طلبة الصف الثانوى بالإسماعيلية بالمشاركة معهم في عمل الجهاز هم عبدالرحمن شوقي، محمد هشام ويوسف البخاري، محمد البخاري، عمار أحمد، وسلمى محمد، منه الله غانم، رنا وائل، شهد ياسر، مريم سمير.
